الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القضية الفلسطينية:حقوقية ام دينية

حافظ قبيلات

2012 / 5 / 22
ملف - القضية الفلسطينية، آفاقها السياسية وسبل حلها


منذ مؤتمر بازل 1897 مروراً بوعد بلفور1917 والثورات والحروب العربية الإسرائيلية. والقضية الفلسطينية تستأثر بإهتمام العالم، فهل تعامل العرب والفلسطينيين معها،على أنها قضية إنسانية حقوقية، أم دينية مثولوجية.
منذ أن رسمت التوراة حدود تاريخ العالم ومفاصله ، وتسربت إلى ثقافة ومعتقدات واديان الأمم والشعوب الأخرى،.فان خرافات التوراة اليهودية تسللت إلى كثير من كتب التاريخ والأديان والتراث حتى غدت لتكرارها حقائق عامه.
ولقد التقطت الحركة الصهيونية، هذه الرؤية، وأدارت الصراع على انه ديني تاريخي. وتعاملوا معها بذكاء شديد. وذلك لأن هذا الجانب هو في الصالح الإسرائيلي أولا واخيراً.
ما كان على الفلسطينيين أن يجعلوا الصراع على الحقوق الإنسانية والمدنية والبشرية والحق الفلسطيني الثابت ، مرهونا على ميثولوجيات خلافية متشعبة ومتشابكة.اعتقادا منهم أن تغليف القضية بالديني والتراثي سيفيد في زيادة التفاف الشعوب الإسلامية لنصرتها ومساندتها، كما كان يحدث في العصور الماضية.
نتذكر جيدا رسالة رئيس الوزراء الإسرائيلي بيجين يوم 11 نوفمبر 1977 إلى الشعب المصري ، تمهيدا لاتفاقيات كامب ديفيد،حين ذكّر الشعب المصري بأرض الميعاد،ارض الآباء والأجداد، حين استشهد بالآية القرآنية : (وإذ قال موسى لقومه: ياقوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا وآتاكم مالم يؤت احد من العالمين، ياقوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم، ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين) المائدة :21
لا اعتقد أن من مصلحة الفلسطينيين الاحتكام إلى قصص التاريخ الديني، خصوصا أن تاريخ المنطقة بني في معظم مفاصلة على ماورد في التوراة، بالرغم من علو الأصوات التي تتحدث عن تحريف التوراة والتلاعب بها، إلا انه في الحقيقة ،فأن قصص التاريخ الواردة في القران تعتمد بشكل أساس على ماذكرته التوراة.من قصص الأنبياء ابتداء من سفر التكوين الذي تبنته الكتب المقدسة جميعها، وانتهاء بتفاصيل التاريخ المختلفة. وليس سرا أن تاريخ اليهود كما هو في التوراة مسرحه منطقة بلاد الشام ومركزه فلسطين.
لقد استند بيجين في خطابه على ماورد في التوراة ، وهو يعلم ما تسرب إلى وجدان الشعوب الأخرى منها، حتى أصبحت حقائق لاتناقش،وثوابت لايأتيها الباطل.
وأورد في رسالته الإصحاح :33. من التوراة :( كلم بني إسرائيل وقل لهم إنكم عابرون الأردن إلى ارض كنعان، فتطردون كل سكان الأرض من أمامكم.... تملكون الأرض وتسكنون فيها لأني قد أعطيتكم الأرض لكي تملكوها) سفر العدد:33: وعليه فأن بيجين يورد ذلك ليؤكد الحق التاريخي الديني لليهود في فلسطين.
ولو اتفقنا على إعادة عقارب التاريخ إلى الوراء، لينعكس على الجغرافيا الحالية ،فإلى أي فترة تاريخية يمكن إعادة عجلة التاريخ.. والتاريخ يقول انه في كل قرن كانت تتغير الجغرافيا عدة مرات، هل حقوق الأتراك في تركيا الحديثة، تاريخية أم حقوقية ، والذين قدم أجدادهم من بلاد " تركستان" وبلاد ماوراء النهر، هل يمكن للأتراك الآن الاحتكام للتاريخ الذي يقول أن تركيا الحالية. هي بلاد الروم حيناً والأناضول واسيا الصغرى، احياناً أخرى. وهل العرب في مصر والمغرب العربي والذين تمكنوا من تكوين دول وحضارات وثقافة يمكن أن يحتكموا للتاريخ الواضح بأن مصر فرعونية تاريخياً ، وتاريخ المغرب امازيغي" بربري"منذ أمد طويل.
ومهما يكن تاريخ الفلسطينيين سواء من سلالات الكنعانيين أو اليبوسيين أو الفرزيين أم عرب جاءوا بعد الفتوحات الاسلاميه أم من القبائل الايجيه والقادمون من جزيرة كريت، فأن حقوقهم بعد استقرار الجغرافيا والتاريخ ،ثابتة كحقوق إنسانية وحقوقية وحضارية ومدنية.
لقد استقرت الجغرافيا فقط في القرن الأخير ، وخاصة بعد الحرب العالمية الأولى،والفلسطينيون سكنوا هذه المنطقة وكونوا ثقافة وحضارة ومدنيه ،وحقوقهم المدنية والإنسانية ثابتة واضحة، ومازالت ماثلة أمامنا،شعب دمرت مدنه وقراه وشرد من وطنه . فلماذا أحال الشعب الفلسطيني قضيته وحقوقه في البحث عن قصص وميثولوجيات.
منذ الفتوى الدينية الشهيرة ، والتي دعت الفلسطينيين إلى الهجرة من أوطانهم،و أفرغت الأراضي الفلسطينية من ساكنيها عام48 بحجة أن بلاد الله واسعة ، وانه لايجوزللمسلم العيش في بلاد يحكمها كافر.غلب الديني التاريخي على المدني الحقوقي.
أَشفق على كثير من الكَتاب والمثقفين والباحثين، الذين دخلوا في سجالات طويلة متشابكة حول الكنعانيين والعبرانيين وقصص موسى وتفاصيل حياة إبراهيم ويعقوب،. فمنذ أن جعلت التوراة اليهود أبناء السيدة الارستقراطية "ساره"والعرب أبناء الجارية المصرية المطرودة"هاجر" وتسربت إلى كتبنا الدينية، غرست لدينا إحساسا دفينا بالدونية والانهزام.
( بابني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم واني فضلتكم على العالمين) البقرة:47:
ووصفت التوراة الملك داوود وابنه الملك سليمان وأبناءهم، والذين حكموا هذه المنطقة فترة قصيرة من التاريخ.وصفتهم بالوطنية والبطولة والعنفوان، ولو أنها أوردت كذلك إنهم قاموا بأعمال العداء والقتل والظلم، بل والسرقة والاغتصاب ، ونكاح المحارم ، وزاد أن تسربت أخبارهم في القرآن ،وأصبحوا أنبياء، وتميزوا بالقدرات الخارقة ، والتي ترقى إلى القدرات الإلهية والربانية، من تسخير الريح والجبال والطير والجن!،
(وحشرَ لسليمانَ جنودهُ من الجنّ والإنس والطير فهم يوزعون) النمل: 17
(ولقد آتينا داوود منّا فضلاً ياجبال اوّبي معه والطيرَ والنّا له الحديد) سبأ10 .
والتي أدخلت في وجدان العربي أن الأمر إلهي ، رباني لاامكان لمواجهته وان تجاهلنا ذلك ، فهو غائر، راسخ في دواخلنا ثابت ، يقترن بالإيمان والعقيدة.وكيف للفلسطيني الذي يؤمن ويتعبد بهذه الأقوال، وفي الوقت ذاته يأمل ويسعى للحصول على حقوقه .
وعلية فأن قضية الشعب الفلسطيني قضية إنسانية حقوقية، وكل عودة بها إلى التاريخية الميثولوجية ، هو تضييع وتفريط، وان لم نقصد ذلك، بحسن النوايا، المغلفة بالديني والتاريخي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - القضية الفلسطينية - حقوقية أم دينية
نادية الجلاد ( 2012 / 5 / 25 - 10:03 )
أعجبني المضمون التحليلي والمسنود بحقائق علمية ، ولكن توقفت عند الجملة التي تقول بأن الفلسطينيون هجروا أراضيهم بسبب أقتناعهم بفتاوي دينية تكفرهم من الصمود في بلادهم لأن تهجير الفلسطينيين كان أثر المجاز الوحشية التي ارتكبتها عصابات الهاجانا بحرق مآت القرى الفلسطينية وإبادة جماعية لأهلها لإثارة الرعب لساكني القرى والمدن المجاورة، مما أجبر الكثير من العائلات الهجرة من بيوتهم إلى مخيمات في مدن الضفة الغربية أو عبر نهر الأردن أو حدود الصحراء السورية، ولكن قد يكون بالفعل رفض البعض من زيارة الأراضي المقدسة مدعوم بهذه الفتوى العقيمة


2 - بعيدا عن العاطفة
عزوز ( 2012 / 6 / 1 - 10:14 )
تحليل موضوعي بعيد عن العاطفة الدينية و ربما استغل العرب الدين للمطالبة بفلسطين ليستميلوا الى جانبهم اكبر عدد من المسلمين لكنهم نسوا ان اليهود لهم من المبررات الدينية ليس فقط في التوراة بل حتى في القرآن ما يرجح كفة اليهود في هذا الشأن و تبقى مسألة هجرة الفلسطينين لها اكثر من مبررفما قلته قد يكون صحيحا فقط في المدن و استحضر هنا رواية عائد الى حيفا

اخر الافلام

.. مسؤول إسرائيلي: حماس -تعرقل- التوصل لاتفاق تهدئة في غزة


.. كيف يمكن تفسير إمكانية تخلي الدوحة عن قيادات حركة حماس في ال




.. حماس: الاحتلال يعرقل التوصل إلى اتفاق بإصراره على استمرار ال


.. النيجر تقترب عسكريا من روسيا وتطلب من القوات الأمريكية مغادر




.. الجزيرة ترصد آثار الدمار الذي خلفه قصف الاحتلال لمسجد نوح في