الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من انتفاضة الاقصى الى انتفاضة الاسرى

عماد صلاح الدين

2012 / 5 / 22
القضية الفلسطينية



بالعودة إلى المشروع الحضاري الذي خط معالمه الراحل الكبير المفكر الجزائري مالك بن نبي في جملة مؤلفاته ومقالاته : شروط النهضة، الظاهرة القرآنية، وجهة العالم الإسلامي، الكومنولث الإسلامي، الفكرة الأسيوية الإفريقية، الخ، والتي يعتبر الإنسان العربي والمسلم محورها الأساس، وبالتحديد إلى هذا البناء الثقافي الحضاري له في جوانب الخلق والعمل واستثمار الوقت والتراب ورد الفاعلية للدين( بالأحرى العقيدة الإسلامية).

نجد بن نبي انه قد تجاوز اكتمالا وشمولا وإحاطة المشروعين اللذين سيطرا على العالم الإسلامي لعقود متتالية، واللذين سطرهما ابتداء كل من المصلح السياسي جمال الدين الأفغاني والمصلح الديني محمد عبده، وما كان من المشروعين نوع من انحراف نحو يمين ويسار وربما تشدد وتطرف في تطبيقات أخرى؛ فمشروع الراحل بن نبي يركز على الإنسان ببنائه حضاريا من خلال المعطى الثقافي المطلوب بمرجعية وقاعدة دعائمها الأخلاق والدين، وبما يرد لهذا الإنسان عافيته الثقوية روحا ونفسا، بحيث يعمل في نهاية المطاف على رد روح التجديد والفاعلية للمنظومة المنهجية المتكاملة للدين أخلاقا وعقيدة وشريعة، وبما يجعل الاستفادة من المدنية الحديثة وأدواتها العولمية ايجابيا وانتقائيا بمرجعية القوانين والسنن الصحيحة المفعلة بإرادة المسلم الإنسان الحضاري.

وفي السياق، وقبل نهوض الثورات العربية في غير مكان في المنطقة العربية، كنت أجد كثيرا من الكتابات في مقال أو كتاب أو غيرهما، يذهب للحديث باتجاه الاستراتيجيا المتعلقة بالجغرافيا والموقع عن مصر وسوريا وفلسطين المحتلة. هذا التحليل كان يصدر عن كتاب مرموقين وذي اثر في تشكيل بنية الرأي العام العربي.

لكن الثورات العربية جاءت لتؤكد على مفاهيم الحرية والكرامة والاستقلال الحقيقي على مستوى الإرادة والروح العربية العمومية. وفقد الحديث عن الاستراتيجيا والحروب مع إسرائيل بريقه إلى حد ما.

وفي الشأن الفلسطيني، لاحظت ظاهرة الاهتمام المفروض فرضا على الأحزاب والفصائل الفلسطينية والسلطة الفلسطينية سواء في الضفة الغربية أو غزة، من خلال حراك الأسرى المضرب عن الطعام، الذي تطورت مطالبه الأخلاقية والإنسانية والثورية باتجاه العمل على الحد من ظاهرة الاعتقال الإداري الإسرائيلي غير القانوني والإنساني.

وهي اتجاه أو ظاهرة تنتقل عبر تاريخ القضية الفلسطينية من التركيز على الأرض وتحررها واستقلالها، إلى الحراك إنسانيا وثوريا بالتأكيد على حرية الإنسان وكرامته وقدرته على قهر سجانيه وتحقيق مطالبه المشروعة. وهو ما ابتدأه الأسرى الفلسطينيون المضربون عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وقد حققوا انتصارات في العمق(إستراتيجية) وان كانت غير كاملة حتى الآن.

واني لأرى أن الانتفاضة الفلسطينية الثالثة هي انتفاضة الإنسان الفلسطيني بشكل عام وانتفاضة الأسير بشكل خاص، ولعلها لا تكون بعيدة؛ فما بين انتفاضة الحجارة عام 1987 والأقصى عام 2000 من مدة زمنية، يقاربها تقريبا المدة الكائنة بين انتفاضة الأقصى والانتفاضة الثالثة القادمة المتوقعة.

لنكون من جديد أمام مشهد انتفاضي وثوري فلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، ولكن هذه المرة من انتفاضة الأقصى إلى انتفاضة الأسرى، والله اعلم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان الآن مع صلاح شرارة:


.. السودان الآن مع صلاح شرارة: جهود أفريقية لجمع البرهان وحميدت




.. اليمن.. عارضة أزياء في السجن بسبب الحجاب! • فرانس 24


.. سيناريوهات للحرب العالمية الثالثة فات الأوان على وقفها.. فأي




.. ارتفاع عدد ضحايا استهدف منزل في بيت لاهيا إلى 15 قتيلا| #الظ