الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتخابات مصر 2012-5- احذروا الرسائل فيها سم قاتل

محمد طلعت

2012 / 5 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


(نتيجة الانتخابات الرئاسية اعلنت من قبل ان يتم التصويت )
:
احذروا مثل هذه الرسائل، فهذه الرسالة وغيرها كثرت خلال هذا اليوم على مواقع التواصل الاجتماعى بشكل مريب، حيث تشكك فى الانتخابات المصرية الرئاسية.. هذه الرسالة ااو غيرها عادة تكون مجهولة المصدر اى تكتب تحت شعار (منقول) فمن الذى صاحبها فهو (مجهول) ، لكن الخطورة وكارثيتها تكمن فى أنها تلقى رواجا على الكثير من الصفحات المعروفة لعدد من المشاهير والكبار وصفحات المعارضة والثور... يتم تداوله هذه الرسالة على إنها حقيقة وامر قد حدث بالفعل بل يقسم صاحب الرسالة بالله العظيم إنها حدثت أمامه وشاهدها بام عين...

وإليكم نص الرسالة وأى طالب فى سنة أولى لدراسة النقد الأدبي سوف يكشف حبكة الحكاية وحدثها الموحى بالمصدقية الفنية حتى تحدث اللبس على القارئ فى أن يتعاطف مع السارد... فهى وللحق يقال تعد تحفة فنية فى التحليل النقدى لكشف مدى زيف الحكاية.!

وهاهى الحكاية منقولة كما كتبت دون أى تدخل أو تصحيح:

" طبعا كلنا نازلين تقطيع فى بعض على الاخر وكل واحد شايف ان هو ابو العريف والباقيين المختلفين معاه لا عندهم مخ ولا كبدة ولا حتى كلاوى.

المهم انا عاوزكم كلكم تهدوا كده وتسمعوا اللى حصل ليا النهاردة

كنت قاعد فى صيدليتى فى امان الله ودخل عليا صديقى امين شرطة اسمالله فلان الفلانى ولما لقانى مغرق صيدليتى صور ابو الفتوح وكمان كانت صورته على عربيتى قاللى والله يا دكتور انتم صعبانين عليا قوى قولتله ليه ؟ قالى يعنى تاعبين نفسكم على الفاضى والموضوع محسوم لصالح واحد ومنتهى من زمان قولتله مين؟ قاللى ماعلينا على العموم اللى هتجيبه الصناديق هنصقفله كلنا قولتله ماعدا شفيق وعمرو موسى قاللى هتعمل ايه يعنى قلتله انا اول واحد هكون فى ميادين التحرير ده حتى الغاز المسيل للدموع وحشنى قاللى اطمن يوم 17 او 18 يونيو قرار اعلان النتيجة هيكون مصاحب ليه قرار حظر تجول فى الجمهورية كلها لاى حد خارج من بيته والضرب فى المليان طبعا انا ضحكت وسخرت من امكانية حدوث ذلك ولان الضحكة استفزته قاللى انت مش مصدق طيب اقسملك بالله ان تم حشد ضعفين عدد الامن المركزى القديم لحد ما وصلوا دلوقتى 8 مليون وكمان طوروا انواع الاسلحة سخرت اكتر منه وقولتله الشعوب ما بتخلصش وزى ما قال عمر المختار قبل كده ننتصر او نموت لكننا لا نستسلم قاللى ماهى المعركة المرة دى مش هتبقى الشرعية معاكم لانكم ببساطة ساعتها اللى هتبقوا ضد الديموقراطية ده غير ان الناس زهقت منكم على الاخر ولا انت فاكر يا دكتور ان احنا لما سيبنا الاخوان ينجحوا فى الانتخابات التشريعية (خلى بالك بقه من الحتة دى) ولما سكتنا عن توجيههم للناس ومخالفاتهم لفترة الصمت الانتخابى واللى كان بيحصل قدام اللجان من استغلال للدين واللى كان كفيل بان مرشحين الاخوان كلهم يستبعدوا وكل ده متصور عندنا وسايبينه بمزاجنا علشان الاوامر كده علشان مايبقاش ليهم عين يتكلموا يوم انتخابات الرئاسة . حبيت استفزه اكتر وقولتله اطمن احنا مستقتلين قدام صناديق الانتخابات ومش هنسمح بالتزوير وان شاء الله الفلول مش هينجحوا لقيته ضحك على الاخر وقالى ده نجح خلاص ومش بعيد من اول مرحلة كمان قولتله هو مين ده؟ قالى احمد شفيق قولتله استحالة على جثتى لو قولت عمرو موسى ممكن اصدقك انما الاهبل بتاع قتلت واتقتلت ده لا قاللى انت مش مصدقنى طيب وراح حاطط ايده فى جيبه ومطلع محفزته وطلع منها بطاقته وقاللى اتفضل قولتله ايه قاللى اقرا خانة الوظيفة كده قريتها لاقيت مكتوب فيها حاصل على دبلوم فنى صناعى فقولتله مش فاهم قاللى مش الجيش والشرطة مالهومش تصويت قولتله ايوة قاللى تم تغيير الوظيفة لاكتر من 8 مليون جندى ام مركزى وفرد شرطة وامرهم بالتصويت لشفيق وانت لو حبيت تبحث عن اسمى كمان مش هتلاقى اى علاقة ليا بالشرطة فى يوم من الايام قولتله انت بتتكلم جد قاللى ماهى البطاقة بين ايديك اهيه فضلت باصص للبطاقى وانا مذهول لحد ما اخدها منى وقاللى فوق يا دكتور المهم هاتلى الفوار بتاع البلغم للحج روحت جيبتله الاستيل سيستايين فوار اللى ابوه بياخده ومشى وانا مذهول وبفكر اللى انا فيه ده حلم ولا علم.

اقسم بالله العظيم ان هذا حدث معى اليوم الاثنين ليلة الثلاثاء 22 مايو 2012 والله على ما اقول شهيد وانا لا ادرى نتيجة ما كتبته ولا ما قد يحدث لى الا ان دماء الشهداء تحاصرنى ولم استطع الصمت ........اللهم انى قد بلغت اللهم فاشهد وانا لله وانا اليه راجعون ".

حقا ،روعة .هذه الرسالة يجب أن تدرس للطلاب فى الدرسات العليا للوقوف على كيفية التحليل مابين الادبى والواقعى وربط الحدث بالمتن السردى بالحدث العام وهل بينهم تشابه ام لا؟ خاصة ربط المعلومة بواقعها هل هى معلومة حقيقة ام مرواغة، فمثلا فى سرد الحكاية مرر السارد معلومة "تم تغيير الوظيفة لاكتر من 8 مليون جندى امن مركزى وفرد شرطة "، فى حين ان واقع الامر (عدد الجيش باكمله 480 الف فردا ، الامن المركزى 300 الف فردا) وهذه معلومة حقيقية طبقا لواقع السجلات الرسمية بالدولة.!

أما ربط التحليل السياسى بالتحليل الادبى من خلال الرؤية السياسية التى اقترب منها الحدث السردي حيث تعد بمثابة المفجر والازمة لتوالى أحداث أخري، وهى اختيار البطل الوهمى هنا وهو"شفيق" بثمة اتفاق مسبق بينه وبين الابطال الثانويين فى الحكاية وهم مجلس قادة العسكر بالوقوف بجواره حيث يعد لهم البطل الأسطوري الذى يعيد المجد الغابر..
ومن خلال الواقع والتحليل السياسى فان البطل الثاني هنا(العسكر) ليسوا بالاغبياء الحمقى حتى يكررون أنفسهم بنفس الاخطأء، فالبطل الثاني يحتاج بطلا جديدا على الساحة وليس كارت محروق، بينما هو اى البطل الثانى حين قدم الكارت المحروق او البطل الوهمى "شفيق/ موسي" ليس إلا لعمل توازنات فى اللعبة ليس أكثر أو أقل.

أما ربط الكومبارس "الشخصيات الثانوية التى يتم تجهيزها للمرور فى مشهد واحد" وهم هنا اشار لهم السارد فى حكايته بـ 8 مليون مجند. ولإضافة المزيد من الحبكة الدرامية اراد السارد إن يجود فى ادائه بإنه قام بتلبيس هذا العدد المبالغ فيه ثمة أقنعة مع بعض الميكاج الخاص والمناسب الذى يمكن أن يصدقه المشاهد وفقا لطبيعة الدور الذى قد يمس قلب وعقل المشاهد فى التصديق حين يرمى عليه السادر ماهية التغيير الاستراتيجى الذى قام به البطل الثاني لخدمة البطل الاول بتحويل هؤلاء المجندين إلى موظفين. وبالطبع سوف يصدق المشاهد الساذج هذه الخرافة الدرامية. ووفقا لواقع الحدث هذا وربطه على ارض الواقع المعاش. فسوف نجد من خلال اعمال العقل واستخدام المنطق فى تناول هذه البنية التشكلية التى ارادها مؤلف الحكاية لأجهاض خصمه بقضاء الامر ونجاح مخططه فى سد الافواه بهذا الكم الهائل من المجندين المتحولين بأقنعة موظفين الذين سوف يحسمون المخطط العام لفكرة الحكاية الأم" بتحريض المواطن/القارئ= الخروج على شرعية من سيأتى رئيسا عبر الصندوق"، وحين نتأمل هذا بالتحليل الواقعى فنجد استحالة حدوث هذا الكلام الخاص بتغير وظائف المجندين... لان المجندين ليسوا بموظفين لا فى الداخلية ولا فى الجيش وبالتاكيد عندما تطالع بطاقة المجند الشخصية سوف ترى فيها مهنته الحقيقة سواء دبلوم صنايع او زراعة.. ومن هنا جاءت هذه الخدعة أو المكر الخبيث حتى يشعرنا صاحبها بمصدقيته. وعليه فأى خبر قصصي سوف يأتى بعد هذه المعلومة فسوف يصدقه القارئ الذي يريد أن يصدق هذا، وتتوج الحكاية مع مرارتها فى نجاح البطل الاول" شفيق" فى الوصول إلى قلعة الرئاسة المصونة وقتل الأشرار المعارضين له، لأن حينها سوف يتبدل الامر فملائكة أمس هم مع "شفيق" البطل المختار أعداء اليوم وسوف يكونون خارجون على الشرعية ومن هنا وجب سحلهم وفك أى عباية إنثى عابرة سبيل أو بائعة بطاطا فى ميدان التحرير.!

باختصار هذا حديث مغريا للنقد الادبي لكشف اسلوبية هذ الخطاب الموجه لغرض الإثارة، ويطول شرحه ولنا معه وقفة نقدية فى مجال أخر.

وأعود، وأكد.. احذروا هذه الرسائل، فهى مسمومة وخطيرة الهدف منها التخريب فى ثورة مصر.
أعتقد أن هذا الكلام غير منطقى والقصد منه زيادة الشحن والبلبلة لما بعد الانتخابات لتوجيه الناس لشئ ما.... وهذه الرسائل أو غيرها من طرف واحد محدد ومميز من ناحية الصياغة والاسلوب وطريقة سرد الحدث وبث المعلومة.. (صاحبها واحد ومكتوبة بنفس الأسلوب).
مصر فى خطر أكبر سواء نجح مرشحى أو مرشحكم.. المهم أن يمر بنا إلى بر السلام، وتحقيق مانريده من مصر الثورة.

أياكان من سيأتى فأمامه خطر أكبر والعن وصراع من كل الجبهات.. وعلينا جميعا أن نكف عن التخوين. ونبدأ العمل بتركيز شديد واخلاص حقيقى مع الرئيس الجديد.. إلى أن يثبت لنا العكس.

وأخيرا، أعلنها أنى مستعد اتعامل مع أي رئيس/ ابليس حتى تنهض بلدى مرة أخرى... وله كل الفرص والتقدير.... وإن لم يستقيم فالبصق عليه ثلاث مرات حتى تنطفئ ناره...!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - انتصار لتحليل العقل
أحمد فهمي ( 2012 / 5 / 28 - 15:33 )
اتابع تحليلك للانتخابات المصرية، وهو تحليل محنك وخبير رغم شكلك الصغير سيد طلعت.. أثبت أن مصر قادرة على التميز بامثالك من الشباب.. قرأت تحليك هذا وانتظرت إلى أن يخرج السند القانونى أو القول الفصل بعدم صحة 8 مليون مجند صوتوا من أجل مرشح دون الأخر. . وقد صدق تحليلك بعد اذاعة هذا الخبر منذ قليل فى مؤتمر لجنة الانتخابات العليا المصرية منذ قليل:
سلطان: لا صحة لوجود 900 ألف من الشرطة أو الجيش ضمن كشوف الناخبين
أكد المستشار فاروق سلطان رئيس اللجنة العليا للانتخابات ، أنه لا صحة لوجود 600 ألف أو 900 ألف ضمن الكشوف الانتخابية من قوات السرطة أو القوات المسلحة ضمن كشوف الانتخابات
اشكرك لأنك انتصرت لتحليل العقل ولم تلعب على ماتريده الناس...

اخر الافلام

.. أكثر من 50.000 لاجئ قاصر في عداد المفقودين في أوروبا | الأخب


.. مدينة أسترالية يعيش سكانها تحت الأرض!! • فرانس 24 / FRANCE 2




.. نتنياهو يهدد باجتياح رفح حتى لو جرى اتفاق بشأن الرهائن والهد


.. رفعوا لافتة باسم الشهيدة هند.. الطلاب المعتصمون يقتحمون القا




.. لماذا علقت بوركينا فاسو عمل عدة وسائل أجنبية في البلاد؟