الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النموذج القطري

عمر دخان

2012 / 5 / 22
السياسة والعلاقات الدولية


يحاول الكثيرون إلقاء اللوم على دولة قطر منذ بداية "ربيع الثورات العربي"، و ذلك إعتقاداً منهم أنها هي المحرك الرئيس لتلك الثورات، على الرغم من أن الواقع يقول أن تلك الثورات كانت حتمية ضد أنظمة دكتاتورية أذاقت شعوبها شتى أصناف الظلم و العذاب على مدار سنين طوال، و لم تكن تلك الثورات بحاجة إلى دعم أو تحريض خارجي، لأن تراكم سنين من الظلم و الطغيان كان هو المحفز الرئيسي لها، و هو السبب في إستمرارها و إنتشارها.
المثير للإستغراب أن من يوجهون الإتهام لدولة قطر يحاولون دائما معاملة قطر بما يعتقدون أنه المثل، و ذلك عن طريق نشر الأخبار الكاذبة حول الدولة و نشر دعاوي تحريضية على الثورة ضد المستوى المعيشي السيء في قطر، غير مدركين حقيقة المستوى المعيشي و الإجتماعي لسكان قطر.
لربما يكون أحد الأسباب وراء ذلك هو الشعور بالغيرة من دولة عربية ناجحة، دولة مساحتها الجغرافية صغيرة للغاية و لكنها صنعت لنفسها مساحة غاية في الضخامة على المستوى السياسي الدولي و أصبحت ذات دور سياسي فاعل في الشرق الأوسط و العالم ككل، و هو ما زاد من غضب أعدائها في الدول العربية و غير العربية، و الذين شعروا بقهر لا مثيل له و هم يشاهدون دولة مجهرية على الخريطة تتجاوزهم في الميزان الدولي و تصبح ذات دور إقليمي مهم للغاية، دور قامت دولة قطر ببنائه في فترة قياسية و مباشرة بعد إنتهائها من بناء بنيتها التحتية و شبكة علاقاتها السياسية بحكمة بالغة ينبغي أن تتعلم منها بقية الدول العربية الدروس، و ذلك من خلال التحالف الإيجابي ذو المنفعة المتبادلة مع الولايات المتحدة و إبقاء علاقات طيبة مع كافة دول العالم دون إستثناء، واضعة بذلك مصالحها و مصالح شعبها فوق أي إعتبار آخر و لو كان ما يسمى "قضايا العرب" الذين يكنون الكراهية لقطر و قيادتها و في نفس الوقت يطلبون مساعدتها في كل كبيرة و صغيرة.
ما دفعني لكتابة هذا الموضوع هو بعض التعليقات و الكتابات الإستفزازية التي رأيتها في بعض مواقع التواصل الإجتماعي على الشبكة، و على موقع جريدة جزائرية صفراء، و كانت في معظمها من أشخاص جزائريين و سوريين يعتقدون أن بإمكانهم إشعال ثورة في بلد يعيش رفاهية تحتاج الكثير من الدول العربية إلى بضعة سنين ضوئية لتصلها. بعض تلك التعليقات كان غاية في السخف و الغرابة، على غرار "لم لا تعالج حكومة قطر الفقر المدقع المنتشر في قطر؟" و "الشعب في قطر يعاني من انعدام الرعاية الصحية و الغاز و الكهرباء" و غيرها من التعليقات المثيرة للضحك و الإستغراب، و التي أعتقد أن كاتبها كان يتحدث فيها عن المكان الذي يعيش فيه و ليس عن قطر.
التعليقات ليست الشيء الوحيد الذي لفت إنتباهي، لأن هناك صفحات أيضاً على الفيسبوك تحت عنوان "الثورة في قطر" و التي تواصل الظهور على الرغم من أنه كشف من قبل – و لأكثر من مرة – أن مؤسسي تلك الصفحات و مديريها ليسوا قطريين و لا يعيشون في قطر أساساً. صفحات إلكترونية تتحدث عن ثورة لا وجود لها، و تواصل سرد أحداث و تطورات وهمية، و معظم، بل كل أعضاء تلك الصفحات هم أشخاص ليسوا قطريين بل من بعض الدول العربية التي تعيش على المعونات القطرية. أعضاء بلغوا من السذاجة حد تصديق قيام ثورة في دولة حققت لشعبها كل ما يريد و أكثر، و لعلها ليست السذاجة فقط، بل الحقد على دولة صاعدة تجاوزتهم جميعا بينما هم في الدول العربية "العظمى" لا زالو يعيشون في فقر مدقع و جهل تام و مستوى صحي و معيشي متردي.
لكل ناشري و مصدقي الأكاذيب حول دولة قطر، رأيت أن أسرد لهم بعض الحقائق التي تجعلها من وجهة نظري الشخصية أقرب نموذج للدولة العصرية و المثالية – جنباً إلى جنب مع دولة الإمارات العربية المتحدة – و أقربها إلى الإستمرار في ذلك المسار الناجح. هذه الحقائق تضمن أنها لن تنهار لأنها مبنية على خدمة مصالح مواطنيها و مصالحها قبل أي شيء:
الحقيقة الأولى: معدل دخل الفرد في قطر يبلغ 85 ألف دولار سنوياً و هو الأعلى عالمياً.
الحقيقة الثانية: تحمي دولة قطر الحريات الدينية للمقيمين و الوافدين، و فيها بنيت أول كنيسة كاثوليكية تتيح للمسيحيين أداء شعائرهم، كما أنها لا تضع قيوداً دينية على الحريات الدينية لأتباع الديانات الأخرى، على عكس الكثير من الدول العربية.
الحقيقة الثالثة: تدعم حكومة قطر القطاع التعليمي الخاص من خلال تزويد المدارس التابعة له بالكتب الدراسية و القرطاسية و الخدمات الصحية و الطاقة الكهربائية و المياه مجاناً. تطبق قطر أيضاً نظام المدارس المستقلة و هي عبارة عن مدارس ممولة حكوميا مع احتفاظها بحرية تحديد أهدافها التربوية و رسالتها الدراسية، و تخطط قطر إلى تحويل كافة مدارسها الحكومية إلى مدارس مستقلة تدريجياً.
الحقيقة الرابعة: الإعلام القطري هو الأول عربياً دون منافس، و هو حالياً الأكثر تطورا و الأوسع إنتشاراً، ممثلا بشكل رئيسي في قناة الجزيرة القطرية و التي كانت بمثابة ثورة إعلامية في الوطن العربي، و لا تزال إلى اليوم أكثر القنوات العربية مشاهدة و نجاحاً على مستوى الوطن العربي. دعمت قطر الحرية الإعلامية عن طريق قناة الجزيرة من خلال منحها حرية لم تسبقها إليها أي قناة إعلامية عربية من قبل، حيث غيرت الجزيرة مفاهيم الإعلام في الوطن العربي و رفعت كافة القيود عن الإعلام المرئي في الشرق الأوسط.
الحقيقة الخامسة: تمتلك قطر مجموعة من الشركات العملاقة في كافة المجالات، و مثال بسيط على ذلك هو شركة "كيوتل" للإتصالات و التي تعد أكثر الشركات العربية للإتصالات تطورا و تأثيراً، جنباً إلى جنب مع "إتصالات" الإماراتية. بالإضافة إلى ذلك، أدخلت التكنولوجيا إلى معظم المجالات في قطر و ذلك على شكل مبادرات مثل : التعليم الإلكتروني و الصحة الإلكترونية و التعاملات الإلكترونية و الأمن المعلوماتي و تطوير البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات في قطر، و هو ما دفع بقطر إلى المرتبة التاسعة و العشرين عالمياً في التصنيف العالمي لتكنولوجيا المعلومات، و هو نفس التصنيف الذي حلت فيه دولة الإمارات العربية المتحدة في المرتبة السابعة و العشرين، و هما الدولتان العربيتان الوحيدتان من بين الثلاثين مركزاً الأولى.
الحقيقة السادسة: الحقيقية السادسة: يعتبر النظام الصحي في قطر من أفضل الأنظمة الطبية في المنطقة، ممثلا في مؤسسة حمد الطبية و هي مؤسسة طبية ضخمة تدير كافة المستشفيات الحكومية في دولة قطر، و قد أنشئت في العام 1982م. كما أنه يوجد في قطر مستشفى (أسبيتار) الرياضي و الذي صنفته الفيفا كواحد من أفضل 10 مستشفيات في العالم. أما بالنسبة للمستشفيات الخاصة فيوجد العديد من المستشفى المتطورة مثل المستشفى الأمريكي و مستشفى الأهلي الخاص.
الحقيقة السابعة: دولة قطر ستكون مستضيفة لكأس العالم 2022 و مستضيفة لكأس العالم للرجال (كرة اليد) للعام 2015، و ذلك لم يأت من فراغ، بل نتيجة للمستوى المتطور للبلد و ملحقاته الرياضية و ملاعبه الأسطورية التي أبهرت لجان الفيفا.
الحقيقة الثامنة: اقتصاد قطر يواصل النمو بشكل مستمر و دون عقبات، و حتى خلال الأزمة المالية العالمية حافظت قطر على نموها الاقتصادي في إنجاز اقتصادي كبير لم تتمكن منه حتى الدول العظمى، و يتوقع استمرار نمو اقتصاد قطر بواقع 17% حسب إحصائية العام 2010.
الحقيقة التاسعة: تملك قطر أكبر حقل بحري معروف للغاز الطبيعي غير المصاحب في منطقة الشمال الساحلية، و هو ما أعطاها المركز الثاني عالميا في احتياطي الغاز الطبيعي، بالإضافة إلى الثروة النفطية التي تزخر بها قطر.
هذه مجرد نبذة صغيرة و معظمها تركز حول اقتصادٍ منح لسكان بلده رفاهية معيشية لم يبلغها سكان الكثير من الدول الأخرى، و لعل الدولة العربية الوحيدة التي تقترب من قطر أو تكاد تكون موازية لها هي دولة الإمارات العربية المتحدة، أما معظم الدول العربية الأخرى فهي لا زالت بعيدة عن المنافسة تماما، و خاصة في مجال العلاقات الدولية و السياسة التي تتبعها كل من الدولتان، فهما اختارتا التحالف بشكل ذكي مع الولايات المتحدة الأمريكية بشكل عاد عليهما بالمنفعة، بالإضافة إلى سياسة حكيمة مع الجيران و بقية دول العالم، و كل هذا طبعا من أجل مصلحة المواطن القطري و الإماراتي، و هي المصلحة التي وضعت قبل كل شيء، و هو ما يجعل من الاستحالة قيام أي تحركات في مثل هذه الدول مهما حاول المغرضون من الحاسدين لنعم الله التي وهبت لهاتين الدولتين، و انا على يقين أن سكان كلٍ من الدولتين يدركون جيدا ذلك.
كل الهجمات التي تتعرض لها قطر من الحاقدين على نجاحها ليست سوى دليل على أنها تسير في الطريق الصحيح، و خاصة مع زيادة الهجمات التي تتعرض لها من سكان دول تصنف سياسيا على أنها دول “فاشلة” من جميع النواحي، دول فوضوية لا نظام فيها و لا قانون، و لا سياسة خارجية معقوله و لا داخلية مقبولة، دول تعيش على “القدرة” و “دعوة الوالدين” ثم يأتي سكانها البدائيون ليتطاولوا على واحدة من أفضل دولتين عربيتين، دولة تقدم النتائج و الأرقام لا الوعود و الأكاذيب و الكلام الفارغ، و هي دولة لا تستحي من مسارها التنويري التطويري، و لا تخفي علاقاتها الطبيعية مع بعض الدول تحت الطاولة كما تفعل الكثير من الدول العربية الأخرى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لقد انصفت قطر
نزار الحافي ( 2012 / 5 / 23 - 13:37 )
احيي الكاتب واجل ما ذكر واشد على يده فأنت رجل شجاع تقول الحقيقه ولا غير الحقيقه احييك والله من كل قلبي انت قلت الحقيقه ولا غير الحقيقه ولكن ماذا نعمل في هذا الزمن السيء اللذي تقلب الحقائق فيها رأس على عقب النعيق والكذب لمجرد فش الغل لو ان بلد كسوريا او الجزائر حظيت بحكام من شاكلة حكام قطر لكانت جنات الله على ارضه البلدين تحوي الكفائات الانسانيه والارض الخصبه والانهار والنفط ولكن لم يكن هناك حكام حكماء بل هناك بشكات حراميه سرقوا الاخظر واليابس بسوريا والجزائر وليس عليك سوى متابعة حرامية البلدين بأوروبا وقضاياهم من انشاء بنوك مسروقه من بلدانهم الى تبييظ اموال الى كل المخازي الاخرى وليس هناك قظيه واحده ضد اي مسؤول قطري واحد احترامي للكاتب الشجاع


2 - ياابني عمر ان قطر ليس بلدا وليس فيها شعب
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2012 / 5 / 23 - 20:50 )
املي فيك قوي ابني عمر في انك تبحث عن الحقيقه ولكني لااتمكن من الاسترسال في المناقشه
قطر ليست بلدا وليس فيها شعب بل انها تعتبر نصف سكانها بدون انها شركة بيد بهائم واخيرا تبنت دين الوحوش -الوهابيه-واخذت تستقبل القتله العلنيين وهي -لكثرة فلوس الغاز والبترول-تمول الارهاب
لااحد عاقل يحسدها على حيوانيتها
الانسان اصبح انسانا حينما بداء يعمل وفي كطرك البائسه لايوجد كطري يعمل
يقال حتى حاجة نساء حكام كطر للاشباع الجنسي ينفذها اجانب
اقراء اطروحة دكتورا كتبها ابن عم البهيمه حمد واسمه د علي ويسكن في لندن خائفا من القتل وعنوانها ومحتواها عما يسمى كطر
وعندئذ ستستحي انك لم تفضح ممولي القتل -حكومة-القرية البائسه كطر
مع اجمل تمنيات الهداية للمعلومة الصحيحة ولخدمة الانسان


3 - الكتور البذيء
نزار الحافي ( 2012 / 5 / 24 - 02:11 )
يجب ان تسمى كاذب الاعور لانك على موجب كلامك بين من خريجين جامعة سوهو او حارس احدى حاناتها يا رجل الا تستحي تتكلم عن بلد يحوى ملايين البشر من البلد ومن خارجها بهذه اللغه السوقيه الحقد عما نظرك ام انك اعمى لا ترى

اخر الافلام

.. نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق شبكتنا في


.. رغم تصنيفه إرهابيا.. أعلام -حزب الله - في مظاهرات أميركا.. ف




.. مراسل الجزيرة ينقل المشهد من محطة الشيخ رضوان لتحلية مياه ال


.. هل يكتب حراك طلاب الجامعات دعما لغزة فصلا جديدا في التاريخ ا




.. أهالي مدينة دير البلح يشيعون جثامين 9 شهداء من مستشفى شهداء