الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نوبل للآداب.. أم لأشياء أخرى؟؟!

حسين محمود التلاوي
(Hussein Mahmoud Talawy)

2012 / 5 / 23
الادب والفن


رغم إنه موضوع قد لا يهم الكثيرين ولكن فوز الشاعر السويدي توماس ترانسترومر ومن قبله في عام 2010 الأديب البيروفي ماريو فارجاس يوسا بجائزة نوبل للآداب يعني أن الجائزة لا تزال تنحاز للسائرين ضد التيار... فالفائز في العام الحالي يوجه قلمه ضد الضجيج، بينما الفائز في 2010 يوجه سلاحه ضد القمع وكبت الحريات في قارة عرفت بالانقلابات والحكومات العسكرية المتشددة... وفي 2009، حصلت عليها هيرتا مولر الألمانية بسبب مواقفها المعارضة للحكم المستبد في رومانيا بلدها الأصلي وبراعتها الأدبية في التعبير عن ذلك..
وفي 2008، حصل الفرنسي لو كليزيو عليها لكتاباته التي تصور "رائعة لثقافة ضائعة في صحراء شمال افريقيا" وفق ما ورد في بيان فوزه، وفي 2007 حصلت عليها البريطانية دوريس ليسينج لأعمالها التي تناولت المقهورين في المجتمعات المختلفة وعبرت عن التنوع الحضاري، وفي عام 2006 نالها التركي المعارض أورهان باموق وفي 2005 نالها البريطاني هارولد بنتر والجامع بين باموق وبنتر أن كلاهما تأثر بالواقع الحقوقي المتردي في تركيا فكتبا ضد الاضطهاد والكبت والتعذيب...
وفي عام 2004 حصلت عليها النمساوية الفريدي يلينيك لأعمالها الرامية للكشف عن الاستعباد الاجتماعي للطبقات.. أما عام 2003 فقدحصل عليها الجنوب أفريقي الأبيض "جون ماكسويل كويتزي" لأعماله التي تناولت العنف والاستبداد الأبيض ومعالجة عقلية المسحوق ف...ي أذهان الزنوج، وفي عام 2002 كان المجري إيمري كيرتش هو الفائز بها لتسجيله صور اعتقاله في المعسكرات النازية في أعماله، وفي عام 2000 حصل عليها جاو كسينج جيان الأديب الصيني المعارض لرفضه سياسات بلاده القمعية... وفي عام 1999 حصل عليها الألماني جونتر جراس لأنه تناول انسحاق الفرد أمام قوى التجبر وهزيمته أمام العدوان وهي التجربة التي مر بها بسبب خدمته في الجيش النازي رغم رفضه للنازية ثم اعتقاله على يد الأمريكيين بعد الحرب العالمية الثانية...
الاستثناء الوحيد للسير ضد التيار كان حصول البريطاني نايبول على الجائزة في عام 2001 لأنه حصل عليها ـ والكلام للكثير من النقاد العرب والأجانب ـ بسبب هجومه على الدين الإسلامي لأن ذلك العام شهد اعتداءات 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة... فكان من العسير للغاية تجاهل لجنة نوبل للحدث ومن ثم حصل نايبول على الجائزة رغم أن أفكاره تتناقض مع دعاوى السلام التي أطلقها صاحب الجائزة فقد اتهم نيبول العرب بأنهم "يريدون أن يمدوا صمت الصحراء إلى كل مكان، فهم أمة جاهلة لا تقرأ، وهم يقفون ضد الحضارة"، وأن المسلمين بشكل عام شعوب "مليئة دائما بالحقد، ويعتقدون أنه لا سبيل إلى التعايش مع شعوب أخرى إلا بالقوة"...!!!!
ولم تكن هذه أول مرة تلقى فيها الظلال على جائزة نوبل فكثير من الجوائز راحت لمعارضين لنظم يعارضها الغرب ـ وغيرهم ـ مثل النازية والشيوعية السوفيتية، ولكنها نادرا ما ذهبت لمعارضين لنظم صديقة للغرب... فالاستثناء كانت جائزتا 2005 و2006 لأنهما ذهبتا لكاتبين عارضا النظام التركي صديق الغرب قبل التحول الحالي في ظل العدالة والتنمية... كذلك يلاحظ تكرار فكرة معسكرات النازي في أوشفيتز في كتابات الحاصلين على الجوائز وهذا المعسكر كان مخصصا بصورة أساسية لليهود ـ وفق الأقوال التي قد يرجح صدقها من عدمه ـ ولكنه كان يشمل معتقلي آخرين من أعراق وجنسيات وديانات أخرى.
كما أن العام 1966 شهد منح الجائزة للكاتب الإسرائيلي شموئيل عجنون وكان من الممكن أن يمر الأمر طبيعيا نظرا لاعتراف الغرب بالكيان الإسرائيلي الصهيوني، إلا أن حصول الكاتبة اليهودية السويدية نللي زاكس معه على الجائزة وكذلك ميوله الاستيطانية الواضحة يشير إلى أن هذه الجائزة كانت سياسية بالأساس لأن الكاتب يصر على أحقية اليهود في القدس وهو ما يخالف دعوة السلام التي أطلقها نوبل صاحب الجائزة لأن هذا الزعم ـ مع تأكيدنا أنه كاذب وأن كونه إسرائيليا يعني اغتصابه هوية فلسطيني ـ يدمر جهود الاستقرار في المنطقة في وقت كانت نذر حرب يونيو 67 تلوح في الأفق ويفترض أن تنطلق دعاوى التهدئة في العالم لا أن تمنح الجائزة لكاتب يؤيد حق جهة على أخرى...
كل هذه الأمور توضح أن هناك معايير أخرى غير الأدب والتوجه الفكري تحكم عملية منح جائزة نوبل للآداب... وبالتأكيد... للسلام...!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بدء امتحان اللغة الأجنبية الأولى للثانوية العامة..التعليم: و


.. عمرو الفقي: التعاون مع مهرجان الرياض لرعاية بعض المسرحيات وا




.. ثقافة البرلمان تشيد بتفاصيل الموسم الثاني لمهرجان العلمين وت


.. اللهم كما علمت آدم الأسماء كلها علم طلاب الثانوية من فضلك




.. كلمة الفنان أحمد أمين للحديث عن مهرجان -نبتة لمحتوى الطفل وا