الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


روزا لكسمبورغ

احمد خليل أرتيمتي

2019 / 1 / 13
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


روزا لكسمبورغ.
تمثل روزا لكسمبورغ نمطا اخر من الماركسيين ذوي الاسهامات الخاصة على الاقل في ميادين معينة وقد ظهرت أفكارها الواسعة في كراسات معينة مثل (الاضراب العام) التي توضح فيها الدور الي يمكن أن يلعبه الاضراب الجماهيري في العمل ضد اللنظام الرأسمالي ،
وقد حاولت إقامة برهان وجود مشكلة رئيسية في عملية التراكم وهي التناقض بين إنتاج فائض القيمة وتحقيقه في السوق أي أن ما ينتج من فائض قيمة في المراكز الرأسمالية لا يمكن استيعابه تمامًا في أسواق تلك المراكز. ولا يمكن للدورة الرأسمالية أن تكتمل إلا بتصريف جزء من ذلك الفائض خارج نطاق الرأسمالية أي في المنطق التي لم يهيمن فيها بعد نمط الإنتاج الرأسمالي وهذا هو الدافع الرئيسي للاستعمار.
ما يعنيه هذا الطرح هو أن الرأسمالية لا يمكن استمرارها إلا باستمرار وجود مناطق قبل رأسمالية يتم التوسع فيها من قبل الرأسمالية الصناعية. لن ندخل في نقد تفصيلي لهذا الطرح ولكن يكفي القول أن التاريخ قد أثبت عدم صحة طرح لوكسمبورج إذ أن الرأسمالية قد استمرت رغم وصول نمط الإنتاج الرأسمالي إلى جميع بقاع الأرض. وقد حددت موقفها من المسالة القومية حيث رفضت منذ البداية حياتها السياسية وحتى نهايتها الموقف الماركسي الاساس القائل بالاهمية البالغة لنضال الامم القوميات المضطهدة من اجل حقها في تقرير المصير،وكانت ترى ان احد أهداف الاشتراكية هو القضاء على كل أشكال الاضطهاد بما فيها أخضاع أمة لاخرى ،لكن من الخطا أن يستجيب الثوريون أستجابة غير مشروطة لحق الامم في تقرير مصيرها ،فتحقيق مطلب حق تقرير المصير غير ممكن في ظل الامبريالية ودولها التي ستحرفه على الدوام ،أما في ظل الاشتراكية فلا حاجة لهذا المطلب لان كل الحدود القومية ستزول على الاقل بالمعنى الاقتصادي ،وقد كانت روزا تعتقد أن الدفاع عن حق الامم في تقرير المصير يضر بمصالح الطبقة العمالية لانه يقوي الحركات القومية الواقعة لامحالة تحت سيطرة البرجوازية ،أما داخل البلدان الرأسمالية نفسها فأن روزا كانت قد اعتمدت إستراتيجية خاصة في العمل ضد النظام الرأسمالي وأقامة المجتمع الاشتراكي من خلال تاكيدها على أن من الوهم المطبق الاعتقاد بان النقابات ستتوصل الى مشاركة أرباب العمل في سلطتهم في المصانع ،فأذا انفصلا هذان الجانبان من النضال الطبقي أحدهما عن الآخر في الفترة البرلمانية لأسباب فنية، فإنهما لا يشكلان عملين متوازيين يحدثان في الوقت ذاته بل يشكلان وجهين أو مرحلتين من مراحل النضال من أجل انعتاق الطبقة العاملة. إن النضال النقابي يشمل المصالح المباشرة للطبقة العاملة بينما يشمل النضال الاشتراكي الديموقراطي مصالحها المستقبلة. يقول البيان الشيوعي أن الشيوعيين يمثلون المصالح المشتركة للبروليتاريا ككل بعكس المصالح الجزئية المتعددة سواء أكانت محلية أو قومية، وهم في المراحل المختلفة لتطور الصراع الطبقي يمثلون مصالح الحركة كلها أي يمثلون الهدف النهائي الا وهو تحرير البروليتاريا. أمّا النقابات فتمثل فقط المصالح الفئوية وفي مرحلة واحدة من مراحل تطور الحركة العمالية. إن الاشتراكية الديموقراطية تمثل الطبقة العاملة وهدف تحررها ككل. من هنا فإن علاقة النقابات بالإشتراكية الديموقراطية هي علاقة الجزء بالكل. وعندما تجد نظرية « السلطة المتساوية » للنقابات والاشتراكية الديموقراطية هذا القدر من الصدى الإيجابي بين قادة النقابات فإنها تقوم على سوء فهم أساسي لماهية النقابية ولدورها في النضال العام من أجل حرية الطبقة العاملة. وترى من صحيح الدور الرقابي التي تمتلكهُ النقابات ولكن يجب تخلص من الاوهام الفوضوية واسطورة الاضراب العام فاستيلاء البروليتاريا على السطلة هو القادر على ان يضع حدا لسيطرة البرجوازية وقد اعتمد روزا نوع من العفوية في العمل السياسي يتعارض مع توجهات لينين ،فترى ان تنظيم البروليتارية ليس مرتبطا بالاشتراكية الديمقراطية التي عندها البروليتاريا ذاتها لان العفوية والوعي ليستا عمليتين منفصلتين ،فمن خلال الصراع نفسه يحرز العمال مزيدا من الوعي بمهام هذا الصراع أما طليعة العمالية فتكون صيرورة دائمة ولكن كلما ازداد عدد افراد الطبقة العمالية ووعيهم كلما تضائلت إمكانية حلول الطليعة المتعلمة محلهم،
وترى أن الثورة الروسية عام 1905 كانت آنذاك، اكبر إضراب عام في التاريخ. وكان أثرها هائلا. في روسيا أولا، حيث كانت الثورة على جدول الأعمال. ثم في أوربا الغربية حيث كان الإضراب العام يعبر عن قوة طبقة عاملة جماهيرية في المقاولات الصناعية. وكانت ماركسية روزا لوكسمبورغ مهيأة كليا لدمج هذه المستجدات وان روزا لم تعارض بناء الحزب، لكنها تمسكت باقتناع أساسي: الحزب نتاج صراع الطبقات والطبقة العاملة ذاتها، وبالتالي قد يولد، في بعض الظروف، من نشاط البروليتاريا. وهذا النشاط لا غنى عنه، في تطوراته المستقلة، لقيادة الحزب في الوجهة الصحيحة.تؤكد أن الواقع ليست الاشتراكية الديمقراطية مرتبطة بتنظيم البروليتاريا، إنها حركة البروليتاريا ذاتها." النتيجة :" لا يمكن لمركزية الاشتراكية الديمقراطية إلا أن تكون الإرادة الممركزة للإفراد والجماعات التي تمثل القطاعات الأكثر تقدما ووعيا طبقيا والتزاما من الطبقة العاملة. إنها إذا صح التعبير "المركزية الذاتية" للقطاعات المتقدمة من البروليتاريا ،وستقودها تجربتها مع انحطاط الاشتراكية الديمقراطية الألمانية إلى تعزيز هذا الرأي وتوسيعه حتى الحديث عن الجماهير غير المنظمة التي تغذي الحزب بنضالها العفوي". ترتب عن ذلك أن الدور المستقل ( نسبيا) للحزب فيما يخص المهام والشعارات، وتنظيم نشاطات المناضلين بالميدان، وانتقاء الأطر، من وجهة النظر الداخلية،.كل ذلك ظل بعيدا عن انشغالاتها. وكان لذلك عواقب عملية ،وبهذا ترتبت على روزا ان تتخذ طابعا مركزيا كالحزب الي اسسه لينين وكشف في سياساته عن التقصير هذه التنظيمات بالقياس الى المبادرة الخلافة للطبقة العاملة ،واكدت أن الطليعة الواعية وبدلا من أن تسبق الحركة الجماهيرية أو تقودها كما تزعم ظلت في الواقع مجرورة خلف هذه الحركة في المناسبات ثورية عديدة وهذا ما ادى بها الى القول ان التنظيم المركزي للحزب شرط الاساسي لقدرة الجماهير على النضال ،وأن على الاشتراكيين الديمقارطيين الالمان التشديد على الامساك بزمام المبادرة بالعمليات وقيادتها ودعوتها للحزب الاشتراكي الديمقراطي لتحمل مسؤوليتها باعتبارها الجزء الاكثر وعيا وتنظيما في العمال .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Human Rights - To Your Left: Palestine | عن حقوق الإنسان - ع


.. لمحات من نضالات الطبقة العاملة مع امين عام اتحاد نقابات العم




.. كلمات ادريس الراضي وخديجة الهلالي وعبد الإله بن عبد السلام.


.. الشرطة الأمريكية تعتدي على متظاهرين داعمين لغزة أمام متحف جا




.. الشرطة الأميركية تواجه المتظاهرين بدراجات هوائية