الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الظلم في العراق .. رمز لا يموت

محمود هادي الجواري

2012 / 5 / 23
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


الظلم هو كما متفق على تعريفه هو مصادرة واستلاب جزء او كل من الحقوق المتعارف عليها انسانبا بحقوق الانسان السياسيون الجدد من دعاة التغيير ممن فات عليهم مفهوم وفلسفة الظالم هم لم يستطيعوا التفريق بين المضحين ممن رفضوا النظام السابق وحتى الاعتراف به .. وبين البعثيين الذين وقع عليهم الظلم كذلك برغم انسيابيتهم وتوقيعهم بالعشر في ترسيخ فلسفة النظام السابق والتي انطلت عليهم على انها فلسفة لها منظريها ولكن صدام لم يعترف حتى بالمنظرين الذين جاءوا به الى سدة الحكم ، فكيف حال الرعية المظللة التي لم تدرك اي شئ وحتى هذه اللحظة برغم سقوط الطاغية وتلاه سقوط طغاة عرب اخرين ممن وقعوا في شراك الجهل وعدم فهمهم المعادلات الاقليمية والدولية فهل سيدرك فلاسفة الربيع العربي وقع وصدى ذلك الظلم على فرد أوجماعة وحتى على المجتمع العربي بأسره ؟؟؟: الظلم متنوع في اشكاله ومتعدد في تطبيقاته بين مصادرة الممتلكات المادية أوالمعنوية او المقتنيات االشخصية للفرد او الدولة وحتى الفكرية منها عنوة وبالقوة، وكثيرا ما تضفي الظلامة الى قهر نفسي قد تؤدي بصاحبها الى حدوث نزلات قاتلة من النوبات القلبية والازمات النفسية الانفعالية أوالجنون وحتى الانتحار في بعض الاحيان اذا كان المظلوم لا يستطيع ان يأخذ حقه بيده فامر القتل ايضا ممكنا كبديل عن الانتحار ولكن في النهاية هي اعلان عن نهاية ماساوية فد تجر بعواقبها الى الانحراف المجتمعي والجنوح المخل بالقيم والاعراف والقوانين وبطبيعة الحال فانها تضفي سلوكا غير طيبا ومرضيا على المجتمع، ولكن هناك ممن لديه القدرة على الاستعانة باالصبر ويعلل نفسه بالامال واغلبها ينتهي الى نتائج غير منصفة ومأساوية محتمة هي موت الظالم او رحيله وموت الحق معه او موت المظلوم وموت الحق معه ويطلق على هذه الشريحة وهي الاوسع في المجتمع العراقي السواد الاعظم الصامت اقول هذا لان الشعب قد رزح تحت ظلم طاغية لاكثر من ثلاثة عقود وهذا لم يحدث الا في العصور المظلمة في حين اننا نعيش عصرا تنويريا متسم بالتكنلوجيا الحديثة .،اننا لا يمكن لنا ان نصنف الظلم على انه موروث كما التاريخ والتراث من الموروثات ولكن كونه متنوع ومتعدد بابوابه وظروف وقوعه لذا حري بنا ان نكون قادرين على اختزال ابسط المفاهيم ونحصرها في جملة من الاستحقاقات التي منحها الله للانسان للفصل بين الظلم والعدل وهما نقطتان اساسيتان ومنذ الخليقة الاولى فعلى هداهما اخذ الانسان من التبصر في اموره و رسم خطا فاصلا كمحدد للحقوق والواجبات، وللعقاب والثواب ...من هنا يبرز السؤال ..ماذا يجني الظالم من ظلمه ؟؟هل سينال الخلود مثلا وهو يعلم ان ليس هناك من خلدته الطبيعة ؟؟؟ وهو يعلم ان الحياة الدنيا زائلة لا محالة وليس هناك من يستطيع ان يخلد فيها وهناك من قصرعمره الطبيعي كناتج لظلمه الاخرين.. أم هو له القدرة على التحدي والاصرار على الخطأ برغم تباينه مع الصحيح .. الظلم كالشيطان له وكر دائم في المجتمعات الضعيفة وا لمتدنية الوعي والتي تسير نحو بناء الانسان بشكل بطئ مع غياب الرغبة في تقدم الانسان خشية الوعي والاستفاقة ومعرفة البيان ,,,,كل هذا يحدث عندما تكون القوانين الموضوعة تعيش في ظل دولة غير دستورية او اصولية من حيث النشاة والتكوين اي انها طارئة وجاءت لظروف قسرية فملئت فراغ السلطة ولعدم توافر البديل الناضج والاصلح ، وكذا بالنسبة للاعراف المجتمعية والعشائرية حين تعشعش فيها تقاليد قبلية موروثة لا صلاح او اصلاح ممكن فيها وليس الحال بافضل منه عندما نجد ان هناك من يستطيع ان يضع نفسه فوق القانون ،، الامر ينطبق تماما على الاعراف الاجتماعية وعند اختلال ميزان المنظومة القيمية والتي كما نوهنا عنها في كتابات سابقة والتي تحددها محددات لها جذورها في عمق الذات الانسانية واقول الانسانية لان هناك انسان وانسان آخر والفارق بين احدهم والاخر هو العلم المعرفة و وكما حددها القرآن الكريم حيث اعطى ميزة لانسان دون انسان آخر وكما ورد في الاية المباركة والتي تخاطب الناس ( هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ؟؟ ) هذا سؤال سماوي فيه اهمية للجوانب المعرفية والتي على ضوءها تقاس عقول وافعال المجتمع وهي تتصل بظوابط ومحددات بينة ومنها على سبيل الذكر،،الدين والاخلاق والقوانين ،نستنج ان الظلم هو خروج عن المالوف وخرق للقواعد التي ذكرناها والتي تعد الميزان الحقيقي الذي تقاس فيه الافعال خطأها من صوابها ..اذن الظلم ليس هو ذا صفة ازلية ،،للظلم زمن قد يصبح رمزا ابديا ان لم نستطع ايقافة عند نقطة معلومة يتم الحسم فيها وهنا يجب ان تتوافر في المجتمع الارادة القوية لغسيل البقع والمساحات التي تلوثت بلوثة الظلم المنظم ،، اذن للظلم زمان ومكان وانسان وحتى الحيوان وهذا ما تقره كل السنن والشرائع ولكن نحن مارقون في التعامل مع هذا الكائن الذي لا يستطيع ان ينطق ويعبر عما يريد ويفصح ، لكن الغرب اوجد قانونا لتتعامل مع الحيوان ووضعه بمرتبة لربما توازي الحقوق التي لا يحظى بها الانسان ... في القوانين الالهية والوضعية التي تنصف الكائن المخلوق انسانا او حيوانا ولكن لكل منها فضل ومنزلة عند الله .. اذن الحق والعدل موجودان منذ ان خلق الله الانسان فهما يقعان في ميزان الخير والشر، فليس بغريب ان نجد العدل في مكان والظلم في مكان آخر .. نستنج مما اوردنا ان الظلم كما الشيطان له وكر دائم في المجتمعات الضعيفة وا لمتدنية الوعي والتي تسير نحو بناء الانسان بشكل بطئ مع غياب الرغبة في تقدم الانسان ، ..كان في الامس القريب من يصلي لوجه الله يتهم على انه هو في حزب معادي لنظرية البعث فيوقع عليه القصاص الموت ، السجن او التعذيب .. اليوم هو مجئئ طغاة جدد ولكن وفقا للدستور ، الدستور الذي اتاح لرجال السياسة فرص انتقاء القرارات واقتناص الغنائم وعلى حساب المواطن البسيط ، تلك الفرص التي تخدم منافعهم من الرواتب الفخمة الى المطالبة بالسيارات المصفحة والزواج للعازبين على سطح القمر ، والحصول على التقاعد في اربعة اعوام وبرواتب بعشرات الملايين في حين ان من خدم العراق ولاكثر من خمسة وثلاثين عام لا يحصل الا على بضع مئات من الالوف كراتب تقاعدي والتي لا تكفي المعيشة البسيطة في بلد يشهد اشد حالات التضخم الاقتصادي والغير المعلن عنه ، ولكن المواطن البسيط يحسه ويتلمس اثاره وما عليه الا شد الحزام على البطن ، هل وجدنا في كل دساتير العالم ان هناك برلمانيا غير متزوجا ؟؟، او لم يبلغ الاربعون من العمر؟؟ ، وهل وجدنا في دساتير العالم ان برلمانيا لم يحظى حتى بوظيفة بسيطة وبقدرة قادر يصبح مستشارا او برلمانيا ولم يألف الحياة الوظيفية ولو لساعة واحدة في حياته ؟؟ العراق بلد الظلم التاريخي الذي تصنعه الحكومات المستبدة كل شي جائز ولكن حرمة الدم العراقي واحترام كرامته غير جائزة الصون فهي مباحة وما الصراع بين السياسيين ما هو الا صراع على المناصب والمكاسب وليس على برامج تقديم الخدمات للمواطن الذي سمع صراخه وانينه في كل اصقاع الدنا ، ولكن سياسيوا اليوم وضعوا القطن في اذانهم كي لايسمعون الانين والشكوى ، ومع كل ما يقع على الشعب من الظلم،الشعب بصم بجميع اصابعه فهو لايريد ان يستفيق ، وسيعيد الكرة مرة بعد اخرى ، وهنا تطبيق لقول الله عز وجل بسم الله الرحمن الرحيم .. وما ظلمناهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون .. صدق الله العظيم .....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المشكلة ليست في العمر او العزوبية بل في النوع
اسماعيل ميرشم ( 2012 / 5 / 25 - 13:35 )
الاخ الكاتب: اعتقد بان عمر البرلماني او زواجه من عدمه لايغير كثيرا من امر ان يكون البرلماني او القيادي في الدولة صاحب ضمير وذات برنامج عملي ومنتج ايجابي لصالح الشعب وناخبيه الذين صوتوا لايصاله الى كرسي البرلمان او الحكم. فعلى سبيل المثال رئيسة اكبر حزب في برلمان كوريا الجنوبية غير متزوجة فضلا عن برلماني بعمر 24 عاما فقط لكن المشلكة عندنا في العراق هي العقلية العفلقية في التفكير والسلوكية الصدامية في التصرف في ادارة امور البرلمان اوالدولة وهي العنجهية والتكبر والتصنع وتخوين الاخرين وحروب اسقاطهم في محاولات يائسة للتغطية على النواقص والهشاشة والسقوط الاخلاقي والمبدئي


2 - رد على تعليق
محمود هادي الجواري ( 2012 / 5 / 28 - 12:45 )
الاستاذ اسماعيل ..تحية طيبة ، نعم انا معك تماما في توصيفك للعقلية ، فهي ليست عفلقية وحسب ، انما من كان لايستطيع ان يمارس ويطبق رغباته اللاخلاقية في عهد طاغية العصر ، وان كان صدام مجرما لكنه لا يسمح للاخرين باقتراف الجرائم ، وكان بالمرصاد لمن تسول له نفسه ، نعم كان هناك فساد ولكنه محدود واقول محدود لانه متاح للمقربين فقط، اليوم من كانت له الرغبة في زمن الطاغية ولم يستطع من تحقيق مآربه ، اليوم بمستطاعه تحقيق ما يصبوا اليه واقوى وسيلة هو ان تدخل احد بوابات الدولة سواء المجالس البلدية وبرغم محدودية ميزانيتها فان هناك من استطاع ان يشتري من الاطيان والعمران وياكل ما لذ له وطاب في حين كان في زمن الطاغية قردا ونادلا ومتملقا للبعثين ، لا غرابة ولكن نحن بحق في محنة العصر من حجم الفساد وكثرة المفسدين واكثرهم هم المقربون المقربون ، ..شكرا لك اخي القرئ والسلام عليكم ، ، ،

اخر الافلام

.. بعد زيارة بوتين للصين.. هل سيتحقق حلم عالم متعدد الأقطاب؟


.. كيربي: لن نؤيد عملية عسكرية إسرائيلية في رفح وما يحدث عمليات




.. طلاب جامعة كامبريدج يرفضون التحدث إلى وزيرة الداخلية البريطا


.. وزيرة بريطانية سابقة تحاول استفزاز الطلبة المتضامنين مع غزة




.. استمرار المظاهرات في جورجيا رفضا لقانون العملاء الأجانب