الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


توازنات إنقاذ مصر ... ما بعد الإنتخابات أهم من الإنتخابات

أسعد أسعد

2012 / 5 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


واضح إن مصر تمر بفترة حرجة تحتاج إلي موازنات حساسة في جميع المراكز القيادية ...معركة الرياسة حامية الوطيس .... و ليس المهم المرشحين للكرسي الرئاسي و لا من سيفوز منهم فقط بل أيضا من الذي يقف وراءهم ... لأن القوي السياسية المتصارعة هي التي ستحدد مصير الإنتخابات و بالتالي بيدها إستقرار مصر ... لذلك فإن ما سيأتي بعد الإنتخابات أهم بكثير من الإنتخابات و من ما قبل الإنتخابات ....
اللعب علي المكشوف أصبح بين الجيش و الإخوان حيث إنضم شبح الفلول من الحزب الوطني المنحل إلي الجيش الذي يملك القوة الشرعية في السيطرة علي مصر ... و الإخوان تعتمد علي شعبيتهم و أن لهم مخالب و أنياب و ذراع عسكرية مرتبطة بتنظيم القاعدة ...
أنا أعتقد إن الإنتخابات الجارية و ما سينتج عنها فلابد بل و يجب أن تتجه نحو التوازنات و ليس الصراعات و تفجير الخلافات و العنف ...لأن العنف سيضر بمصلحة الجميع ... الجيش و الفلول و الإخوان ... و قد تسيل دماء الشعب المصري الغلبان في دوامة من العنف الغير محسوبة نتائجه مما يضر بمصر كقاعدة إقتصادية التي يمكن أن تصب نهضتها في مصلحة الجميع – حتي الأمريكان سواء عقلوا هذا أو لم يعقلوه - ... لكن سيبقي أمامنا هنا مسألة ماء الوجه ... المنتصر و المنهزم ... و بدون توازن و تفاهم بين الذئاب المتصارعة قد يضيع الوطن و تفترس الذئاب نفسها أو بعضها بعضا ....
الوضع الحالي ينبئ بأن الفريق شفيق يحظي بتأييد قوة لا بأس بها ... المؤسسة العسكرية تؤيده ... فهو ذو رتبة و مكانة عسكرية ...ليبرالي متفتح ... يحظي بتأييد غالبية المعتدلين ... عيوبه إن شباب الثورة يرونه من الفلول و الإخوان المسلمين يعتبروه دلدول الكنيسة ... المؤشرات الرسمية لتلفزيون الدولة تقارن بين أبو الفتوح و عمرو موسي و إحتفظت بشفيق في الظل ... إلا أن المؤسسة العسكرية قد دفعت به هذه الأيام بقوة إلي الأمام في خطة تبدو أنها حربية عسكرية أكثر منها مناورة سياسية ... و أعني بهذا إن المؤسسة العسكرية ستحاول أن تضعه علي عرش مصر لو فشلت صناديق الإنتخابات أي لو خسرت القوات المسلحة غزوة الصناديق القادمة ...
عمرو موسي رجل دولة إلا أنه عربي التوجه ... أخشي ما يخشاه المصريون منه أن يضع رقبة مصر تحت زنوبة شيوخ النفط و هي تبعية خطيرة إقتصاديا و إجتماعيا ... تجعل من عمرو موسي إسلاميا قلبا و إن كان ليس قالبا مما سيدفع بمصر إلي مظلة الوهابية و مزيد من المشاكل مع إيران و إن كان بالطبع النفطي الأصيل سينحاز إلي إسرائيل ...
أبو الفتوح شيخ إسلامي متشدد قلبا و قالبا لا يمكن أن ينكر ذلك إلا بالتقية ... و إن خضوعه الأول و الأخير هو لفضيلة المرشد بتاع طظ في مصر سواء إستقال إداريا من جماعة الإخوان أم لم يستقيل .... قسم الولاء و الطاعة الذي أقسمه هو الفيصل ... الإسلام هو الحل ...
بقية الأسماء - حتي مرسي مرشح الإخوان الرسمي و كما يسمونه المرشح الإستبن – لا تؤيدهم سوي جماعات متباينة متفرقة لا ترقي أعداها إلي نسبة الأعداد التي تحاول المؤسسة العسكرية و مؤسسة الإخوان أن تستقطبها لصالح مرشحيها في صراع واضح علي السلطة ...
و أنا أعتقد إن الإخوان أنفسهم و ضعوا مرسي علي القائمة الإنتخابية ليشتتوا الأصوات بينه و بين أبو الفتوح لإعطاء فرصة لمرشح الجيش ... حتي يكون الإخوان في الظل دائما و ليس في المواجهة ... فإن لم يفوزوا بقطعة من الكعكة فالسيف أصدق أنباء ...
فإذا ما فاز الفريق شفيق و جلس علي كرسي عرش مصر ... لا بد له أن يلعب لعبة التوازنات ... و هو قد صرح من قبل و بحرفية إنه سيعين له أربعة نواب لرئيس الجمهورية ... و أنه ينوي أو لا مانع لديه أن تتبوأ المرأة أو مسيحي هذا المنصب الحساس في الدولة ... هذه كانت إشارة واضحة للإخوان و للأقباط معا علي أنه ينوي أن يخوض مغامرة لعبة التوازنات ... و إسمح لي يا قارئي العزيز أن أدلي بدلوي في بحر التنبؤآت أو التوقعات السياسية لمستقبل السيرك السياسي للفريق شفيق ...
قد يدمجح الفريق إختياره للمرأة و الأقباط في شخص واحد فيختار أما مني مكرم عبيد أو جورجيت قليني نائبة للرئيس لشؤن التنميه الإجتماعية بما فيها البيئة و الهجرة و الصحة ... أما إذا أعطي المنصب لرجل قبطي مثل المستشار إيهاب رمزي أو غيره فسيعطي منصب المرأة للدكتورة فايزه أبو النجا مثلا لتتولي شئون رئاسة الجمهوريه فيما يخص مجلس الشعب و مجلس الوزراء و مجلس الشوري ... لكن الأهم سيعطي عبد المنعم أبو الفتوح منصب نائب رئيس الجمهورية للشئون الداخليه ... و هو منصب أمني إقتصادي حقوقي إعلامي ... أما السيد عمرو موسي فسيعطيه منصب نائب رئيس الجمهورية للشئون الخارجية و منها مجلس الأمن و الجامعة العربية و التعاون الخليجي و الإفريقي و ما إليه ... و الأهم سيحيل المشير إلي التقاعد و سيضع أحد أركان المجلس العسكري في منصب نائب رئيس الجمهورية لشؤن الدفاع و هو سيختار بالطبع وزير الحربية ... فالجيش سيكون بأمان من التدخل في شئونه ... و أبو الفتوح سيكون له يد في تعيين وزير الداخلية ... فسيأمن الإخوان شر الداخلية ...
لعبة التوازنات ... طبعا سيرضي بها الإخوان لأنه ستكون لهم قوة في الظل ... و ساعتها سيكون الإخوان قد بلغوا مرامهم في سيطرتهم علي القطاعات التي تهمهم ...
لكن هل ترضي القوي العربية المتربصة بمصر لتجعل منها دولة تابعة من الدرجة الثالثه بهذا التوازن الذي سيجنب مصر الصراع و يضعها علي طريق سريع جدا للتنميه و خاصة في جو مفتوح من الرقابة علي أداء الحكومة و مجلس الشعب و الرئيس ...
من سيضمن إن شفيق لن يضع الإخوان في السجون لتقوم القيامة و تحرق مصر ... من سيضمن إن أبو الفتوح سواء كسب الإنتخابات أو لم يكسبها فقد يحاول أن يطيح بشفيق و بالجيش لتقوم القيامة علي مصر بينما يمارس أبو الفتوح شعاره طظ في مصر ...
ليس أمام مصر إلا طريقين .... إما التوازن و إما الدمار ... يا إما هاندخل الجنه كلنا يا إما ها نترمي كلنا في النار ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السياسة الفرنسية تدخل على خط الاحتجاجات الطلابية


.. روسيا تزيد تسليح قواتها ردا على الدعم الغربي لكييف | #غرفة_ا




.. طهران.. مفاوضات سرية لشراء 300 طن من اليورانيوم | #غرفة_الأخ


.. الرياض تسعى للفصل بين التطبيع والاتفاق مع واشنطن | #غرفة_الأ




.. قراءة عسكرية.. صور خاصة للجزيرة تظهر رصد حزب الله مواقع الجي