الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دموع... حب ... تحت الركام... قراءه نقديه لرواية (( دموع الحب في ملجأ العامريه ))..

هادي ناصر سعيد الباقر

2012 / 5 / 23
الادب والفن



لجدلية الموت والحياة قوتها في تحليل فلسفة الوعي والوجود والمكان والزمان، إنها الجدلية التي تثير في الفكر البشري حاجات لها من الأهمية بمكان ما لا يمكن الاستغناء عنه والتمسك به والاستمتاع بملذاته، فالحب هو حالة رافقت النفس البشرية منذ أمد التاريخ لتكون إحدى صفات الحنان والجمال والود لتصل حد العشق والجنون ، فلا يمكن للرجل أن يعيش بعيداً عن المرأة ولا يمكن للمرأة أن تعيش بعيداً عن الرجل، لاسيما إن كان ذلك الحب صادقاً جميلاً مليئاً بمشاعر فياضة متدفقةً حناناً وإخلاصا وشفافية، على الرغم من ظلامية القدر وسطوة التقاليد والعقائد. ففي ملحمة من الحب والآلام التي اختلطت عواطفها وأشجانها بين رائحة الحرائق وصراخ الأطفال وموت الحنان وفقدان الحبيب إلى دون رجعة. من هذه النهاية الأليمة يستعيد المؤلف هادي الباقر ذكرياته الممزوجة بالاحمرار، انه احمرار خجل الحب، واحمرار نار الفراق، هكذا بدأت قصة هادي بطل الرواية مع حبيبته ريم التي كانت أول وأجمل حب في حياته بعد أن تطور الحب إلى العشق الكبير بنشوته ولذته ، حتى أصبح العشق الصافي بين الحبيبين رابطاً مبنياً على بناء مستقبل يجمعهما في بيت الزوجية والاستقرار، إذ يقول المؤلف في إشارة واضحة لمستقبلية الحب ومصيره الشرعي وهو الاقتران بين الحبيبين والزواج في أحلام شابين في مرحلة المراهقة، (تعاهدنا على الزواج كعادة كل العشاق.. وعهود العشاق تذروها الرياح.. وتذهب أدراجها موقف الأهل وقسوة التقاليد.. إلى نهاية الوصف الدقيق لمعاناة الحب في بيئة تحكمها تقاليد شرقية وعقائد لا تعرف للحب بوصفه عشقاً مكاناً لها، لاسيما بعد أن أكتشف أهل ريم قصتها مع هادي ورحيلهم بعيداً عن مكان اللقاء الجميل. انه الرحيل... انه الدموع... انه الفراق.
لكن اللقاء بعد عقد ونصف من السنين مجرد صدفة وكانت الصاعقة لهادي الذي تفاجئ بريم الأم لأطفال ثلاثة، لتدور الأحداث وسط الزمان الملبد بغيوم الحروب وطغيان القوة التي لم تميز بين الشجر والإنسان والشيطان.. حتى ضرب ملجأ العامرية حيث كانت ريم مع الأبرياء المجتمعين داخل الملجأ الذي ضربته قوى الطغيان لتحوله إلى جحيم ودمار وانين والآلام... لقد رحلت ريم حبيبة هادي لتترك بضع كلمات وكأنها تودع الحياة وهي (هادي) الذي أحبته لتصل الرسالة بدموع امتزجت بالدم والسواد تقول فيها ((إلى روحي وحبيبي هادي من ريم الفله التي كانت تائهة في صحراء الألم والمعاناة طيلة خمسة عشر سنة تبحث عنك حبيبتك التي لم تنساك ولا لحظة، ترى الآن واحداً من أمل الحب والاستقرار التي قد تستقر فيها لنجد نشوة الحب وفرح اللقاء وغطاء السعادة وشراب اللذة بك ومعك ومنك حبيبي فانا الآن حرة، الله أراد ذلك...)) ولكن الرسالة لم تنتهي لتنقض غربان الموت على قصة حب لم تر ضفة الأمان والجمال.. هكذا استعرض المؤلف بصور وسرد تميز ببساطة الكلمة واللهجة الشعبية المحلية ليجعل من النص أكثر تماساً مع القارئ بمختلف مداركه، لقد أكد المؤلف نجاح الضغوط البيئية بعواملها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية وما أثرت به من إرهاصات وتحولات إنسانية التي اكتشفها بكل صدق وإخلاص.
الدكتور
معتز عناد غزوان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصيدة الشاعر عمر غصاب راشد بعنوان - يا قومي غزة لن تركع - بص


.. هل الأدب الشعبي اليمني مهدد بسبب الحرب؟




.. الشباب الإيراني يطالب بمعالجة القضايا الاقتصادية والثقافية و


.. كاظم الساهر يفتتح حفله الغنائي بالقاهرة الجديدة بأغنية عيد ا




.. حفل خطوبة هايا كتكت بنت الفنانة أمل رزق علي أدم العربي في ف