الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل باتت الدنيا مجنونة حقا ؟

ابراهيم جوهر

2012 / 5 / 24
الادب والفن


الأربعاء 23 أيار :
هل باتت الدنيا مجنونة حقا ؟!!
ذكرت ( فيروز ) جنونها الجميل في بردها وثلجها ذات أغنية ، فهل يجري حال اليوم على النظام ذاته ؟
غبار الصباح وهواؤه وحرّه وغموضه وحيرة أصحابه ، وضياع ناسه ....هل صار الجنون فنا معولما كالأغاني المعاصرة ؟ والقصائد المتهالكة ؟ والعلاقات البشرية الذئبية ؟ و ...الليلك ؟!!
أخوات ( نانسي وهيفاء) يتكاثرن على الشاشة ، وفي الساحات والشوارع حتى بتّ أرى الوجه ذاته على كل جسد !
والكلمات ذاتها تكوّن (الكتابات) الجديدة المتهالكة وهي تسبح في فضاء من الليلك والشوك والغبار والضياع ...
ترتد الأسئلة إلى صدري بغموض وحيرة ، وأبحث عن نوافذ أمل ، فتكون بعد جهد قليل .
حسنا أنها تكون ....

قال ( جاد ) لي : لم أكن أعلم أن لليلك كل هذا الجمال والمعاني ، لذا سأهديك الليلك والعوسج والوزّان .
وقال ( فرح ) بفرح : أقرأ وأعيد وأحلل فأقف على جمال بين السطور وخلف الكلمات .
وقال المحامي ( ابراهيم عبيدات ) : متى يصب النهران في شط الوحدة ؟ أبعد ضياع القدس ؟
وعاش الشاعر ( محمد ضمرة ) مع الليلك حين قال : تزاحمت الصور مع الليلك واختلطت الألوان والروائح وتداخلت فلم نعد قادرين على تمييزها إلا بمزيد من الليلك ..
وسألتني زميلتي ( وفاء ) صباحا بخجل : ما سرّ الليلك ؟
وقال صديقي ( صائب أعور) : فقط عندما أقرأ لك أتذكّر . لقد نسيت زهر الليلك وهديل الحمام ، ونسيت طائر البلبل والسيدي تشيع ، ولم يبق إلا الغراب .

غربان ، وغرابيب ، ومخططات تحاك في ليل ليلكيّ الهمّة ، والنوايا .... الغراب والبوم سيّدا الموقف رغم جهود المصالحة الغريبة ،
والقدس تنتظر من يفك طوق الشوك ليضع قلادة الياسمين ،
والناس تضيع في الهويات وهي تجرّب ، وتظن أنها اهتدت لتكتشف أن الطريق ما زالت طويلة .
الهوية ...ليلك وعوسج وحمحم وخبيزة ومرّار .
استمعت لكلمات المغدور ظلما وجهلا وسوء طوية ؛ ( جوليانو خميس ) التي أشار إليها الفنان ( كامل الباشا ) ؛ حديث روح وعقل وقلب . لغة راقية واثقة ، لا إنشاء فيها ، بل وجع وحسن خطاب .
ألهذا اغتيلت الزهور ؟ وأطفئت الأنوار ؟
( صليبا خميس ، جوليانو ، ومرنا ) ،
عائلة خارج الزمن الجاهل الذي يتقاتل على حمارة !! وعلى كرسي في الريح والفضاء ، وحلم بعيد ، وجلد دب لم يصد بعد .

أمس واليوم (و ...إلى نهاية الشهر) ، امتلأت – وستمتلئ - الشوارع والساحات القريبة من المدارس بأوراق الكتب الممزقة ، فقد انتهى الامتحان اليومي ، ولن يحتاج الطلبة للكتاب !!
ظاهرة تمزيق الكتاب المدرسي بعد الانتهاء من الامتحان الفصلي تشير إلى عدم احترام للكتاب كجنس ثقافي ...
شاهدت المنظر المحزن في راس العمود ، وقرب ( المأمونية ) ...
كيف لنا أن نحبّب أبناءنا بالكتاب ؟

كتبت ابنة شقيقتي ( أمينة جميل السلحوت ) أنها تلقّت أول كتاب هدية مني ( لقد نسيت الأمر) في يوم مولدها الثاني عشر بعنوان (باقي من الزمن لا شيء ) سلسلة مغامرات تناسب السن الذي هي فيه ...
الكتاب لا يهدى في مجتمعنا ؛ نهدي الشوكولاتة ، والمأكولات والملابس والذهب ...ولا نهدي الكتاب ؛
لا إيمان بقيمة الكتاب .
قرأت في وكالة أنباء محلية عنوانا يقول : الشرطي عندنا أكثر أهمية من المفكر والمبدع .
الكتاب يصنع المبدعين ، نحتاج للمبدع المفكر لعل جهلا قائما ينحسر ...

في (غرفة التدخين) بصحبة الناس الطيبين البسطاء دار حديث عن السنابل الملأى وتلك الفارغة ؛ عن تلك التي تنحني تواضعا وعطاء ، وتلك الشامخة بفراغ وسلبية وجهل ...( ملأى السنابل تنحني تواضعا والفارغات رؤوسهن شوامخ ) .

أبحث عن نوافذ للأمل وسط الغبار والليلك والرياح ؛
التهادي بالكتب ،
نافذة الأمل المستندة إلى الحق ،
تعليم الفن على يديّ فنانة رأيتها اليوم ....
( خلود صبحي ) فنانة رقيقة ذات ريشة مغموسة بالروح والمستقبل ؛ تفاءلت حين رأيتها اليوم تدخل غرفة المعلمين . خلود ستعلّم الفن . سيكون لدينا إبداع وجمال وذائقة . خلود أهدتني بورتريه جميلا متقنا قبل خمس سنوات )
التوجه نحو بناء ثقافة العقل والروح ،
سيكون جمال ، وحياة ، وخير .
لكن :
( باقي من الزمن لا شيء ...)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-


.. فعاليات المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية في الجزاي?ر




.. سامر أبو طالب: خايف من تجربة الغناء حاليا.. ولحنت لعمرو دياب


.. فيديو يوثق اعتداء مغني الراب الأميركي ديدي على صديقته في فند




.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز جسديًا على صديقته في