الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حتماً سيرفض الرئيس

علي جاسم

2012 / 5 / 24
مواضيع وابحاث سياسية



ما تزال بعض العقول العربية المتعصبة تعيش في حلم دولة الاستبداد والدكتاتورية التي يكون فيها الرئيس هو القائد والزعيم والمفكر والملهم وووو الى مالا نهاية.
ولان تلك العقول الجامدة تتقاطع بشكل تام مع اية مفاهيم للديمقراطية ولم تستشعر بنشوتها خاصة بعد الربيع العربي فانها تتوهم بلا خجل وتقدم دعوات غريبة الى اشخاص نظموا انفسهم وعملهم وفق اسس ديمقراطية.
فمثلاً شخصية اسلامية متعصبة ذات عقل متحجر مثل القرضاوي يبعث برسالة الى الرئيس العراقي جلال طالباني يطلب منه التدخل لانقاذ المتهم الهارب طارق الهاشمي من عقوبة الاعدام التي قد يواجهها في حال استمرت قضيته في المحاكم العراقية خاصة وان جميع المؤشرات حسب ما تناقلته وسائل الاعلام التي حضرت مرافعات الجلسة الغيابية اكدت ان الادلة وافادت الشهود تشير الى ضلوع الهاشمي بعمليات ارهابية وانه يترأس مجاميع ارهابية كبيرة.
هذا الرسالة تدلل على امر بغاية الاهمية وهو ان معظم عقول رجال الدين الذين تخرجوا من حقبة الحاكم الاوحد والانظمة الشمولية وكما اطلق عليهم المفكر علي الوردي بانهم "وعاض السلاطين"، ماتزال تعيش في عقلية وتفكير تلك المرحلة، والتي كان فيها "الرئيس" يتحكم بكافة مفاصل الدولة وله سلطة على البرلمان والقضاء، وتكشف لنا مدى اغفال القرضاوي عن فهم الديمقراطية التي يتمتع بها العراقيين، والتي اوصلت شخص مثل طارق الهاشمي الى منصب رفيع مثل نائب الرئيس.
هل يعلم القرضاوي ان الرئيس طالباني لا يمتلك حتى صلاحيات تغيير مكان محكمة الهاشمي لا تحريره من قبضة العدالة التي تنتظره في حال ثبوت التهمة واصدار الحكم عليه، وهل يعلم ان الدستور العراقي حدد صلاحيات رئيس الجمهورية ومهامه واعتقد انها لا تستيطع ان تصل الى هذا الحد وهو اطلاق سراح شخص مطلوب للعدالة، وهل يعلم ان السلطة القضائية لها استقلالها التام ولا يستطيع احد في العراق الجديد التدخل بشؤونها حتى لو كان الرئيس.
تلك الاسئلة لا بد للقرضاوي وغيره من رجال الدين الذي تربوا في احضان الحكام، ان يبحثوها جيداً حتى يؤمنوا ان العراق بلد ديمقراطي يسير وفق اسس دستورية وقانونية، لذلك بدلاً من التوسل بالرئيس طالباني يفترض من القرضاوي وهو رجل محسوب على المؤسسة الدينية ان يفتش عن الحقيقة قبل ان يصطف الى اية جهة وان كان الرجل قد اختار مسبقاً المدرسة الطائفية المتشددة التي انجبت عتاة الارهابين في القاعدة وغيرها من التنظيمات المسلحة المدعومة سعودياً وقطرياً.
اعتقد ان الرئيس طالباني وهو رجل دولة محترم ولديه كياسة كبيرة في التعامل مع الجميع حتماً سيرفض طلب القرضاوي لانه لن يتدخل في شؤون القضاء وحتى لو اراد التدخل وهو امر مستبعد فان الدستور سيمنعه من فعل ذلك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لأول مرة منذ 7 عقود، فيتنام تدعو فرنسا للمشاركة في إحياء ذكر


.. غزيون عالقون في الضفة الغربية • فرانس 24 / FRANCE 24




.. اتحاد القبائل العربية في مصر: شعاره على علم الجمهورية في ساب


.. فرنسا تستعيد أخيرا الرقم القياسي العالمي لأطول خبز باغيت




.. الساحل السوداني.. والأطماع الإيرانية | #التاسعة