الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البلدان المتقدمة والإنتقال من ميدان الصراع السياسي الى التعاون الإقتصادي

بشرى علي وهيب

2012 / 5 / 24
الادارة و الاقتصاد


تأتي ظاهرة التكتلات الإقتصادية من ضمن التحولات الهيكلية التي حدثت في بناء الإقتصاد الدولي بما يتضمنه ذلك من إعادة توزيع الأدوار والمواقع النسبية للمشاركين وهذا له معاني عديدة أهمها هو تحول البلدان المتقدمة في إطار علاقاتها فيما بينها من ميدان الصراع السياسي إلى ميدان التعاون الاقتصادي ، وهذا يدل في نفس الوقت على تشابك العلاقات الإقتصادية والسير نحو المزيد من الإعتماد الإقتصادي المتبادل بين هذه البلدان، فعلى الرغم مما بينهما من تنافسٍ ومحاولات للاستئثار بالأسواق والتنافس المحموم لتحقيق مصالحها في بعض البلدان النامية، فأن هناك تشابكاً في علاقات هذه البلدان المتقدمة بحيث تؤمن هذه العلاقة جانب الإستفادة فيما بينها ، فالولايات المتحدة تساهم في إزدهار إقتصاديات أوربا الغربية أو اليابان على سبيل المثال والعكس أيضا .كما أن هذه الدول بتكتلاتها نجحت في إقامة شبكة مؤثرة من المؤسسات التي تسعى إلى حل مشكلات البطالة والتضخم والتجارة بشكل جماعي ، وتلعب TNCS دورا محوريا في الربط بين إقتصاديات هذه البلدان. كما تدل ظاهرة التكتلات الإقتصادية على سيادة طابع العالمية أو الدولية،خاصة وأن هذه التكتلات تضم أهم أقوى الدول المسيطرة على الإقتصاد العالمي ،كما تأتي إقامة هذه التكتلات ضمن موجة الإهتمام بموضوع الفضاءات الإقتصادية وإعادة هندستها والتي تقودها المراكز المتقدمة من أجل الهيمنة والتأثير على الإقتصاد العالمي وأحكام السيطرة المركزية على مقدرات هذا الإقتصاد ،
إن من هذه التكتلات هناك مايسمى بكتلة ألــ NAFTA التي تظم الولايات المتحدة وكندا والمكسيك التي تستحوذ على ثلث الإنتاج العالمي . وكذلك هناك مجموعة EEC (المجموعة الإقتصادية الأوربية )التي تستحوذ على ربع الإنتاج القومي العالمي التي تسعى لتحقيق وحدتها مع نهاية هذا القرن . وأيضا هناك منظمة التعاون الإقتصادي لدول أسيا والمحيط الباسفيكيAPEC والتي تضم هذه المنظمة أربع عشرة دولة تستحوذ على أكثر من نصف إنتاج العالم وتضم كل من (الولايات المتحدة الأمريكية ، أستراليا،نيوزيلندا ،كندا ، اليابان ، الصين ،هونغ كونغ ،أندنوسيا ، الفلبين ،سنغافورة ، سلطة بروناي )
إن هذه التكتلات تشير الى حصول نوع من القبول الإجتماعي والإستعداد السياسي لإقامة أنشطة معينة في إطار تكاملي أو إطار من التنسيق الفعلي في دائرة بلدان الشمال،وإذا قارنا هذه الحالة بحال الدول المتخلفة فأن هذه الدول (المتخلفة ) لم تستطع إقامة مثل هذه التكتلات فهي تعارض فكرة التخلي عن سيادتها، ولم تقبل فكرة ضرورة إتخاذ القرارات على المستوى الإقليمي بالنسبة الى قضايا معينة أو أنشطة معينة ،على الرغم من تآكل سيادتها على أساس الآمر الواقع، خصوصا في ميادين التجارة والتمويل والمواصلات ،
إن هذه الحقيقة تجعل مسألة تحقيق التنمية المستقلة في عالم يشهد التكتلات الكبيرة مسألة في غاية الصعوبة لأنه وبدون هذه التكتلات سيكون كل قطر بمفرده وبسوقه المحدودة عاجزا عن توفير متطلبات هذه التنمية، ناهيك عن أن مسألة التكتلات تتطلب توحيد توجهات هذه الدول وهو ما فشلت هذه البلدان في تحقيقه رغم كل الشعارات التي رفعتها وبقيّت حبراً على ورق ،








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - - كل يوم - يفتح ملف الدعم أيهما أفضل للمواطن العيني


.. النائب أيمن محسب: الدعم النقدي هو الأفضل للفقير والدولة والط




.. كل يوم -د. أحمد غنيم : الدعم النقدي لن يؤدي لمزيد من التضخم


.. د. أحمد غنيم لخالد أبو بكر: كلما تقدمت الدول كلما تحولت من ا




.. كل يوم - د. أحمد غنيم :الدولة تقدم الدعم النقدي لأصحاب المع