الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تثمين رفض الحزب الشيوعي العراقي حضور مؤتمر لندن

سعاد خيري

2012 / 5 / 24
سيرة ذاتية


عززموقف الحزب الشيوعي من مؤتمر المعارضة الذي اعدته الادارة الامريكية لتنفيذ مخططها في احتلال العراق بعد تدميره , كل مكامن ثقة الشيوعيين بقدرة حزبهم على مواجهة كل الكوارث الوطنية والخروج بمواقف تستند الى ثقتها بشعبنا والى تجارب حزبنا في معاركه الوطنية الديموقراطية رغم كل الصعوبات والتهديدات ورغم كل التشويهات والاضاليل التي تثار حوله.
ان رفض حزبنا حضور* مؤتمر الوصاية الامريكية والتفويض باحتلال العراق* سيعزز ثقة شعبنا بقدراته على دحر كل مخططات تركيعه وعلى تصميمه على حمل مهمته في التحرر من الدكتاتورية وبناء العراق الديموقراطي الفدرالي الموحد, ولاسيما وقد وجد كعهده دائما في اقسى المحن, الشيوعيين في مقدمة المدافعين عن كرامته وحريته وفي مقدمة المستعدين للتضحية في سبيل الذود عن حاضره ومستقبله.
ورغم الضجة الاعلامية التي استمرت لعدة اشهر التي سبقت ورافقت مؤتمر لندن فقد جاء المؤتمر ونتائجه بائسا , وعكست جلساته اهداف المشاركين فيه, الشخصية والفئوبة بعيدا عن اهداف شعبنا وقضاياه الاساسية, وتجلت في صراعات وتكتلات قومية وطائفية وتنافس على الحصص في الحكم الذي يحلمون به تحت المظلة الامريكية!! مصورين الشعب العراقي تمزقه الانتماءات القومية والطائفية وليس الارهاب الدموي الذي تمارسه الدكتاتورية والحصار الاقتصادي والقصف المتواصل الذي تمارسه القوات الامريكية وتهدده بحرب ابادة, الامر الذي دفعني الى عكس تجربة عشتها في لندن فكتبت,
طورت العولمة الراسمالية كل وسائل تركيع الشعوب واخطرها الانظمة الدكتاتورية , لتيئيس الشعوب واضعاف ثقتها بقدراتها على التحرر ونسيان تجاربها , لتتقبل الهيمنة الامريكية باعتبارها اهون الشرين!!
كرست كل طاقاتي المتواضعة لتعزيز الثقة بقدرات شعبنا على تجاوز اخطر الكوارث واشد المحن التي لم يعرفها اي شعب أخر من حيث تزامنها واستمرارها لعشرات السنين , من ارهاب دموي وحروب عدوانية واسلحة دمار شامل وحصار اقتصادي لاستنزاف كل طاقاته بالتجويع والمرض, بامل تركيعه وقتل سليقته الثورية وتجريده من مثله الاخلاقية. تمدني بهذه الثقة التجربة التي عايشتها في ظروف ما قبل ثورة 14/تموز/1958 وكيف احالت الهيمنة البريطانية البلد الغني بالثروات الى بلد الفقر والجهل والمرض. وكيف استطاع هذا الشعب ان يسترد حريته وكرامته وكيف تفجر عن طاقات وامكانيات بناءة هائلة وتكشف عن اصالة ثورية ومثل اخلاقية عالية اذهلت الاعداء والاصدقاء.
نعم اكثر من ثلاثين عاما من الحكم الدكتاتوري والارهاب الدولي الذي تقوده اكبر دولة في العالم باسناد جميع المحافل الدولية , لا يمكن تحمله!! فالطرق يفل الحديد!! ولكن الشعب العراقي اقوى من الحديد واكثر مرونة من الفولاذ.
لقد اثارت كل مكامن عواطفي فتاة عراقية رائعة , نورت لحظة حالكة مررت بها في مساء 6/1/2003 في احد شوارع لندن وانا تائهة , استشيط غضبا من عدم شعور سائق باص بريطاني بالمسؤلية ازاء امرأة كبيرة السن سألته عن المحطة التي تقصدها واستلم منها ثمن التذكرة دون ان يخبرها بانها اخطأت في اختيار رقم الباص. يبدو ان الفتاة سمعت لهجتي العراقية في تكلم الانكليزية , وتقدمت نحوي بحنان تسألني,
هل انت عراقية؟ واحتضنتني قبل ان ارد عليها!!
كانت كاشراقة الامل بتحرر العراق الذي انتظره!! وكنسمة منعشة من انسام ضفاف دجلة عند المساء!! تغمرني في بلد جففت العلاقات الراسمالية العريقة كل العواطف الانسانية لدى الكثيرين . ولا ادري كيف وكم تبادلنا من القبل وهي تطمنني عن امكانية عودتي الى منطلقي الذي اعرف كيف اعود منه الى البيت, وعن امكانية الاتصال بعائلتي لتطمينهم عن تأخري . وعندما اخبرتها بانني لا اتحمل الطريق المعقد وعن نيتي اسئجار تاكسي, ابدت استعدادها لدفع اجرة التاكسي ورغم تأكيدي لها بحملي ما يكفي من النقود اصرت على اضافة مبلغ اخر لدرء كل الاحتمالات. اوقفت التاكسي وابلغته العنوان وسألته عن التكاليف لتطمئن وودعتني!!
احتضنتها وفي اعماق قلبي تمور كل مشاعر الحب والافتخار بشعبنا الذي ينجب مثل هذه الاجيال الوفية لشعبها ووطنها, وهي توجه الصفعات القوية لاعداء شعبنا الذين يذرفون دموع التماسيح على امكانية تمزق العراق قوميا وطائفيا لتبرير احتلالهم لعراقنا الحبيب. فهذه الفتاة العراقية التي من المحتمل انها ولدت في الغربة ولم تر العراق!! لم تسألني عندما هبت لمساعدتي لا عن اسمي ولا عما كنت عربية ام كردية , مسلمة ام مسيحية ولا ان كنت شيعية ام سنية , وانما سألتني سؤالا واحدا , هل انت عراقية!! دون ان تنتظر الجواب
فقلت لها ودموع الفرح تغمرني, لم يستطع صدام واسياده قتل الاصالة العراقية كما يتوهم البعض!!
واجابتني بحماس شبابي مرح, ولا احد يستطيع قتل اصالتنا!!
انها من الجيل الثالث من الاجيال العراقية التي عانت الكوارث والارهاب والغربة, ومع ذلك تحتضن في كل خلية من جسدها الغض الاصالة العراقية التي تدفقت في لحظة لقائها بكيان لا تعرف سوى انه عراقي!! ولا بد انه يحمل بدمائه شيئا من مياه دجلة والفرات , وفي كيانه ذرات من تراب الوطن!!
لقد عززت هذه الفتاة ثقتي اكثر بما سيكشفه شبيبة شعبنا من طاقات وامكانيات , ومن طموحات ومثل اخلاقية , لبناء العراق الديموقراطي المزدهر والمساهم في تحرير البشرية وبناء غدها المشرق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح


.. الرئيسان الروسي والصيني يعقدان جولة محادثات ثانائية في بيجين




.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط