الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مشاهدات في يوم الانتخابات

انيس الامير

2005 / 2 / 1
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


*الوفاء للشهداء:
كان الجو في الساعه السابعه من صبيحة يوم 30/ 1/في بغداد 2005 يشوبه الكثير من الحذر والترقب وكان هناك إطلاق كثيف للعيارات الناريه التي يبدو انها احد الخطط البعثيه الغبيه لمنع الناس من الخروج من بيوتهم . وفجأة" سمعت صوت انفجار عنيف يبدو انه قريب جدا" من محل سكني.
تطلعت في الشارع العام بأتجاه المركز الانتخابي فوجدته خاليا" تماما" الا من رجل وقور كبير السن حرص على الظهور بأعلى درجات الاناقه.
سألت الرجل : هل كنت في المركز الانتخابي .
- نعم
- وماذا يحصل هناك ؟
- أحد الإرهابيين فجر عبوه ناسفه أصابت العديد من رجال الشرطه لكن ذلك لم يمنعني من التصويت!
- ولمن أدليت بصوتك .
- للتحالف العراقي الموحد (169) في انتخابات الجمعيه الوطنيه وللحزب الشيوعي العراقي في انتخابت مجلس بغداد!!
انها حقا" مزاوجه غريبه الى حد ما لكنها في الوقت نفسه تعبر عن وفاء العراقيين لدماء الشهداء الذين سقطوا في مقارعة الديكتاتوريه على اختلاف توجهاتهم الفكريه والسياسيه.

*(أم علي) اول الذاهبين:

جارتنا ( ام علي) معروفه بانها ( خوافه) أي انها كثيرة الخوف فهي تخاف من الرعد والبرق وترتعد من صوت الاطلاقات الناريه .
رأيت ( ام علي ) صبيحة يوم الانتخابات في وضع مختلف تماما" فلقد كانت اول من توجه من افراد عائلتها الى مركز الاقتراع فأضطر الاخرون خجلا" الى اللحاق بها.

*دماء الشهداء تستفز (ابو ياسين):

ابو ياسين الذي يسكن في احد مناطق بغداد التي يتواجد فيها عدد كبير من البعثيين والمتديين المتطرفين استيقظ صباحا" وهو متردد جدا" في الذهاب الى مركز الاقتراع بسبب تهديدات الارهابيين بقتل من يشارك في الانتخابات. لكن صوت الانفجار الذي وقع في المركز الانتخابي القريب من منزله والذي ادى الى سقوط عدد من الضحايا جعل(ابو ياسين) يحزم امره ويقرر بشكل قاطع الذهاب للتصويت لان حياته ليست اثمن من حياة الشهداء الذين سقطوا قبل قليل.

*ابوماجد يتناوب على التضحيه مع زوجته:

ابو ماجد استاذ جامعي يعمل في احد الجامعات العراقيه في بغداد اتصلت به في الساعه العاشره صباحا يوم الانتخابات للاطمئنان على صحته نتيجة اصابته بحادث سير قبل فتره قصيره.
فاجئني ابو ماجد عندما اخبرني انه عائدا توا" من المركز الانتخابي وقد طلب من زوجته البقاء في البيت وان لا تذهب الا عند رجوعه حتى اذا استشهد احدهم يبقى الاخر يرعى الاطفال .
في أي مكان من العالم ينتظر الموت الناس قرب صناديق الاقتراع ومع ذلك يتوجهون اليها بهذه الكثافه وهذه الحماسة
سالت ابو ماجد سؤالا فضوليا"
_ لمن منحت صوتك
_ قال لي ذهبت فقط لانتخب الديمقراطيه وارفض الارهاب ولا يهمني لاي قائمه اصوت فلقد صوت لاول قائمه وقعت عليها عيني

*الحاج حمود ينتخب اتحاد الشعب:

الحاج حمود رجل عراقي في السبعينات من العمر قطع صلته بالحزب الشيوعي العراقي منذ عام 1964 واتجه لكسب رزقه من خلال العمل في التجاره.
كان الحاج حمود متدينا" منذ شبابه وهو يذكر دوما" انه كان صائما عندما اعتقله الفاشست في صبيحة 14 رمضان 1963 لكن الحاج حمود ازداد تدينا شيئا فشيئا واصبح من المواظبين على اداء الفرائض الدينيه فلقد حج بيت الله عدة مرات وحرص على دفع الخمس للمرجعية الدينيه في النجف سنويا" .
في يوم30/1/2005 توجه الحاج حمود بحماس الى مركز الاقتراع وانتخب بثقه وبدون تردد قائمة (اتحاد الشعب) ولم يصدق ابدا" ما روجه البعض من ان آية الله السيد السيستاني يدعم قائمة معينه لانه يعلم ان هذا الرجل الحكيم اكبر من ان ينزل الى مستوى التدخل في خيارات الناس الشخصية.
عندما تقول للحاج حمود ان الشيوعيه معاديه للدين يقول باختصار ( الشيوعيه هي نصرة الفقراء والمظلومين وهذا لايتعارض مع الدين).
انه فهم جدا" بسيط لكنه جدا" صحيح.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تتطور أعين العناكب؟ | المستقبل الآن


.. تحدي الثقة بين محمود ماهر وجلال عمارة ?? | Trust Me




.. اليوم العالمي لحرية الصحافة: الصحافيون في غزة على خط النار


.. التقرير السنوي لحرية الصحافة: منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريق




.. بانتظار رد حماس.. تصريحات إسرائيلية عن الهدنة في غزة