الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فائض القيمة في النظرية الاقتصادية

ادم عربي
كاتب وباحث

2012 / 5 / 24
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


فائض القيمة في النظرية الاقتصادية
مع احتدام ازمة الراسماليه وسقوطها المدوي ، اهتم العمال بالقضايا الاقتصاديه ، لانهم بالتاكيد يريدون الاطلاع على ومعرفة القوة التي تتحكم بمصائرهم وحياتهم ، نقدم لهم في هذا المقال طريقة عمل النظام الراسمالي وتبسيطا لنظرية الاقتصاد .

الاقتصاديون الذين يستميتون في الدفاع عن الراسمالية ، يثبتون كل يوم فشلهم وسطحيتهم وهشاشة تفكيرهم ، بسبب جهلهم بطبيعة الازمة التي تعصف بهم وبنظامهم الاقتصادي ، ليس لهم من عمل الا اخفاء استغلال الطبقة العاملة والترويج لتفوق نظامهم ، لكن تعفن النظام الراسمالي ، لم يبق لهم اي مجال ، بل عصف بهم وبنظرياتهم وسلط الضؤ على الاقتصاد الاشتراكي من جديد ، والتحول الاشتراكي للمجتمع ، والاقتصاد المخطط ، كفيل بانهاء الفوضى والبطالة .

في هذه الايام الجناح اليميني في الحركه العماليه استبدل كينز بالحل الاقتصادي الارثدوكسي المتمثل بالاقتطاعات من الميزانية، تجميد الأجور والانكماش النقدي ، على النقيض الاخر اليسار الترميمي الذي ما زال يؤمن بالاصلاحات الراسماليه السابقة كإنعاش الاستهلاك، وفرض قيود على الواردات ، وكل هذه الاجراأت ثبت فشلها وبطلانها واقعيا .

ان التحليل الماركسي للرأسمالية ما يسمح للعمال الواعين بدحض أكاذيب الاقتصاديين البورجوازيين ومحاربة تأثيرهم داخل الحركة العمالية .
شروط راس المال:
تركيز الانتاج الحديث على الشركات الكبرى التي تتحكم بما يزيد عن 90% من الانتاج ، طبعا يوجد بجانب ذلك مشاريع ضغيرة ، لكنها تعود الى نمط الانتاج القديم ، اذن هذه الشركات هي من يتحكم بحياتنا والامثله عليها كثير .

ان هذه الشركات وصلت الى ما وصلت اليه الان من القرون القليله الماضي ه الى الان من المنافسة الشرسه والحروب والازمات ، في الوقت الذي كان فيه الاقتصاديون الكلاسيكيون يتوقعون ازدهار "التجارة الحرة"، أوضح ماركس كيف أن المنافسة ستؤدي إلى الاحتكار وأن الشركات الصغرى ستنقرض.
في المقام الاول يجب ان يكون انتاج السلع من اجل حاجة الناس ورغباتهم ، لكن في النظام الراسمالي تنتج السلع في المقام الاول من اجل الربح وثانيا من اجل تحقيق رغبات الناس ، فالسلع تنتج لبيعها اولا وصنع المال ، فعلى حد تعبير احد مالكي مصانع السيارات " اني لا اصنع سيارات ، بل اصنع مالا"

نمط الانتاج الراسمالي قائم على عدد كبير من العمال المحرومون من الملكيه الخاصة ، الذين ليس لهم سبيل سوى بيع قوة عملهم ، وهذا يعني أنه في ظل الرأسمالية ليس المفهوم اللبرالي: "ديمقراطية المالكين" سوى عبث، لأنه إذا ما امتلكت أغلبية الشعب ما يكفيها من الممتلكات لتلبية حاجياتها، فإن الرأسماليين لن يجدوا عمالا لخلق الأرباح.
في النظام الراسمالي يجب ان تكون وسائل الانتاج بيد طبقة الراسماليين ، لذلك عبر القرون القليله ، تم القضاء على صغار المزارعين ، وصغار الملاك ، لقد استولى الرأسماليون وكبار ملاكي الأراضي على مصادر رزقهم، وأرغموا العمال على الإنتاج وخلق فائض القيمة.
السلعة واقيمة :

جميع الشركات تنتج البضائع من اجل بيعها والحصول على الربح ، تتميز الرأسمالية، أولا وقبل كل شيء، على حد تعبير ماركس، "بتراكم هائل للسلع". وهذا هو السبب الذي جعل ماركس يبدأ أبحاش عن الرأسمالية بتحليل خصائص السلعة.
للسلعة قيمتان ، قيمة استعمالية وقيمة تبادلية ، المقصود بالقيمة الاستعماليه انها مفيدة لحاجات الناس ولولا ذلك لما امكن انتاجها وبالتالي بيعها ، هذه القيمة الاستعمالية للسلعة تتحدد بخصائصها الفيزيائيه ، اما القيمة الاخرى لسلعة وهي القيمة التبادليه ولفهم ذلك ناخذ المثال التالي : مع اهمال المال هنا في المثال يتم تداول هذه السلع حسب نسب معينه ، لدينا السلع التاليه :
ساعة ، عجل سيارة ، حذاء ، لتران من الزيت ، جميع هذه السلع يمكن مبادلتها بعشرة امتار من القماش ويمكن مبادلتها مع بعضها البعض بنفس النسبه ، من المثال نلاحظ ان القيمة التبادليه لهذه السلع تعبر عن تساوي شئ فيها ، هناك شئ مشترك بين هذه السلع ، ما الذي يجعل لتران زين يساوي ساعة او عشرة امتار قماش او حذاء؟ هناك شئ مشترك بين هذه السلع وليس له علاقه باللون او الوزن او غيرة ، او قيمتها الاستعماليه ، فقيمة الخبز الاستعماليه على سبيل المثال اكبر من قيمة سيارة ليمزين ، مع هذا قيمة سيارة اليموزين التبادليه اعلى بكثير ، ان جميع السلع تشترك بكونها نتاج عمل بشري ، يعبر عن العمل البشري المخزون داخل هذه السلع في المثال بالزمن ، ففي مثالنا مثلا الشئ المشترك المتساوي جميعا هو الزمن ، كان نقول يلزم خمسة ساعات لعمل حذاء او ساعة او .، ثلاثة قناني زيت .

وخلاصة القول، ولنكون أكثر دقة، فإن قيمة السلعة تحدد بكمية العمل الضرورية اجتماعيا التي تحتويها تلك السلعة. وبطبيعة الحال، فإن وقت العمل هذا يتغير باستمرار مع إدخال أساليب وتقنيات عمل جديدة. وتخرب المنافسة المنتجين الذين لا يطورون التقنية التي يستعملونها.
من الممكن ان لا توجد لسلعة قيمة تبادليه فقط يوجد لها قيمة استعماليه ، وذلك كما في الهواء ، الشمس ، الارض البكر ، اى لا نحتاج الى قوة عمل فهي من الام الطبيعه .
فائض القيمة : ان سلعة قوة العمل هي الوحيده التي تنتج عند استهلاكها قيمة مضافه تفوق قيمتها الحقيقيه ، وهي مصدر ربح الراسمالي ، ناخذ مثال توضيحي ، عامل يعمل في مصنع قطن ، اجرة هذا العامل خمسة دولارات في الساعة ، وهذا العامل يعمل مدة ثماني ساعات يوميا ، نفرض ان هذا العامل ينتج خلال اربع ساعات ما قيمة مئة دولار من القطن ، نستطيع تقسيم المائة دولار كالتالي 50 دولار لللمواد الخام ، و عشرة دولارات قيمة التلف او الاستهلاك للماكنات وغيرها و هذه انتجت قيمه جديدة تحسب باربعين دولار ، في هذه اللحظه يكون الراسمالي قد سدد قيمة اجرة العامل لمدة ثماني ساعات لكن دون اي فائض قيمة ، نتحدث هنا عن الاربعين دولار الاولى ، اما فيما تبقى من اربع ساعات حيث يقوم العامل بانتاج اربعين .ن دولار اخري ، فهي فائض قيمه تذهب لجيب الراسمالي مجانا ، وهي التي قال عنها ماركس العمل المجاني دون مقابل .
يتبع في سانحه اخرى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الرفيق العزيز آدم عربي
فؤاد النمري ( 2012 / 5 / 25 - 13:32 )
حسناً عرضت قانون القيمة الرأسمالية وشكل القيمة وفائض القيمة إلا أنني لا أوافقك على أن الشركات الكبيرة سؤولة اليوم عن 90% من الانتاج المتداول اليوم. الانتاج المتداول اليوم هو بنسبة تزيد على 80% من الخدمات التي لا يتم إنتاجها على الطريقة الجمعية الرأسمالية بل على الطريقة الفردية غير الرأسمالية. في إنتاج الخدمات هناك دائماً تقسيم عمل، فالانتاج يتم تحصيصه على أفراد محددين بعينهم وبذلك يكون الانتاج بورجوازياً وعائداته تتوزع فردياً كما هو حال الانتاج. أي أن الانتاج ليس شيوعياً كما هو الانتاج الرأسمالي يشارك به كل المجتمع. إنتاج شركة كبيرة مثل شركة مايكروسوفت هو إنتاج مجمع لجموعة مهندسين يقوم كل منهم بحصة محددة ومستقلة إلى حد بعيد عن حصة المهندس الآخر
الخدمة مهما كان نوعها يتم استهلاكها تماما قبل أن يستكمل إنتاجها. والجهد البشري المبذول في إنتاجها لا يتم اكتنازه في جسم مستقل قابل للتداول والعرض في السوق كصنم مثل البضاعة
الخدمة ليست إنتاجاً رأسماليا في كل الأحوال
والأزمة الماثلة اليوم ليست أزمة الرأسمالية بل أزمة الاقتصاد الاستهلاكي النافي للاقتصاد الرأسمالي
الرأسمالية انهارت في السبعينات


2 - الصديق والرفيق المحترم فؤاد النمري
ادم عربي ( 2012 / 5 / 25 - 14:25 )
الصديق والررفيق المحترم فؤاد النمري
شكرا لمطالعتك المقال ، عندما كتبنا 90% من الشركات نقصد ايضا الخدماتيه ، اتفق مع ما هبت اليهه في الجزئيه الثانيه ، مع العلم هناك شركات ما زالت في النط الراسمالي اللجمعي مثل بريتش بيتروليوم


3 - عزيزي آدم
فؤاد النمري ( 2012 / 5 / 25 - 16:22 )
الصناعات الاستخراجية ليست صناعات رأسمالية بصورتها الكاملة حيث المستخرجات لا تحمل قيمة مضافة فالنفط تحت الأرض هو نفس النفط فوق الأرض


4 - عزيزي النمري
ادم عربي ( 2012 / 5 / 25 - 16:57 )
عزيزي النمري
هناك صناعات تحويليه ضخمه قائمه على الصناعات الاستخراجيه والتي هي من الطبيعه والتي لها فقط قيمة استعماليه لحظة استخراجها من الارض ، ما رايك عزيزي بصناعة الذهب او الجواهر الثمينه ، اليست لها قيمة تبادليه عاليه جدا ، الا ينطبق ذلك مع الصناعات التحويليه للمشتقات النفطيه
تحيه صلبه .للرفيق النمري


5 - العزيز النمري المحترم
ادم عربي ( 2012 / 5 / 25 - 18:47 )
بعثت لك رد ولكن يبدو لم ينشر ، على كل فحواة يتحدث عن الصناعات
التحويليه القائمة عن الصناعة الاستخراجيه
تحية لك

اخر الافلام

.. بريطانيا.. الناخبون يدلون بأصواتهم لاختيار الحكومة الجديدة و


.. هز عرش المحافظين.. معلومات عن زعيم حزب العمال كير ستارمر




.. الغارديان: حزب العمال أمام انتصار كاسح في وجه المحافظين


.. فرنسا.. بين قبضة اليمين المتطرف وتحالف -شبه مستحيل- للمعتدلي




.. فرنسا: هل تراجعت فرص اليمين المتطرف بالوصول إلى السلطة؟