الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتخابات في مصر والانتفاضة في الذاكرة

محمد علي الماوي

2012 / 5 / 24
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


الانتخابات في مصر والانتفاضة في الذاكرة

بعد 60 سنة من حكم رجال الجيش تجبر الطبقات الحاكمة في مصر على تنظيم انتخابات تشريعية والان رئاسية من اجل اخماد نار انتفاضة 25 جانفي2011.فهل ان هذه الانتخابات تندرج ضمن حركة التحرر الوطني التي أشعلت فتيلها انتفاضة جانفي ام انها تندرج ضمن مخطط الشرق الاوسط الكبير باتجاه تنصيب عملاء جدد؟

لقد ظن الشعب العربي ان مصر بفعل كثافتها السكانية التي بلغت حاليا ما يفوق 82 مليونا نسمة وبفضل التوجهات القومية المعادية للكيان الصهيوني ونظرا لموقعها الاستراتيجي انها قادرة على تحرير فلسطين والوطن العربي عموما .غير ان تطور الصراع الطبقي والنضال الوطني اثبت ان عبد الناصر وافق على مشروع روجرز الذي يتضمن الاعتراف بقرار مجلس الامن 242 ثم جاء السادات وامضى اتفاقية مخيم داوود مع الكيان الصهيوني وواصل مبارك في نفس النهج ومقابل هذا التطبيع مع العدو الصهيوني والقبول بتطبيق الخطط الامبريالية يتمتع النظام العميل في مصر بكل التسهيلات والاعانات الامبريالية والصهيونية التي تبلغ المليارت مقابلة عملية التطبيع مع العدو وصفقة الغاز الطبيعي ومحاصرة غزة.

فجّر واقع الهيمنة والتخلف انتفاضة 25 جانفي التي خلفت مايقارب من الف شهيد و9 آلاف جريح واكثر من 12 الف معتقل وشهدت مصر منذ الانتفاضة تدهورا ملحوظا في الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية فتدنى الاحتياطي النقدي بمقدار الثلثين وتراجعت عائدات السياحة وتفاقمت البطالة وتدهورت القدرة الشرائية للجماهير بحيث اصبح 40% من السكان يعيشون على أقل من دولارين في اليوم كما بلغت نسبة الامية % 30.
وأمام استمرار التوتر الاجتماعي والانفلات الامني ظل "المجلس الاعلى للقوات المسلحة" هو الحاكم الفعلي وتعهد بتسليم السلطة لحكومة مدنية تقوم بصياغة دستور جديد بعد الانتخابات ويظل الصراع على الكرسي على اشده ورغم وجود 12مترشحا فان المنافسة تدور اساسا بين مرشحي الاخوانجية- عبد المنعم فتوح ومحمد مرسي- من جهة وبين وزراء مبارك سابقا-الجنرال أحمد شفيق وعمر موسى من جهة ثانية .

ان هذه الانتخابات التي سيشارك فيها مايقارب 52 مليون ناخب لن تغير الاوضاع في مصر ولن تقطع مع سياسة العمالة والتخلف إذ تنحصر وظيفتها في دفن الانتفاضة وفرض الامن والاستقرار للقوى الامبريالية وخاصة للكيان الصهيوني الذي يراقب عن كثب سير العملية الانتخابية وهو باتصال دائم مع المرشحين المذكورين اعلاه من اجل ضمان معاهدة مخيم داود وصفقة الغاز الطبيعي.
ان هذه الانتحابات لن تخلق المفاجأة إذن بما ان الصراع يدور بين ممثلي الاخوانجية الذين يعتبرون الديمقراطية بدعة وبين العملاء السابقين الذين قمعوا الديمقراطية ونكلوا بالانتفاضة.وسيعمل الجيش على ايجاد توازن بين الاخوان الذين يمثلون ثلثي البرلمان والرئيس القادم الذي ستحدد صلاحياته لاحقا وفق موازين القوى بالتأكيد. كما ستواصل القوى الامبريالية محاصرة مصر واخضاعها لمشروع الشرق الاوسط الكبير وفي هذا الاطار يعتبر تقسيم السودان تهديدا مباشرا لمصر كما ان التلويح بتقسيم ليبيا ينعكس سلبا على حدود مصر التي تشهد حاليا عمليات تهريب السلاح وخزنه من قبل السلفيين استعدادا لزرع الفتن تطبيقا لخطة الفوضى الخلاقة.

يواجه شباب الانتفاضة تحديات كبرى يمكن تلخيصها في مهمتين اساسيتين:
- حتمية بروز قيادة او قيادات شعبية معبرة فعلا عن مطالب الانتفاضة وقادرة على رسم الخطط اللازمة من أجل وضع الانتفاضة في مسار التحرر الوطني الديمقراطي-التحرر من النير الامبريالي الصهيوني ومن الاضطهاد الاقطاعي الرجعي-
- فضح وهم التغيير السلمي عبر انتخابات تتحكم فيها الرجعية بصفة كلية علما وان القوى الامبريالية تعمل حاليا على ايجاد شكل معين للتداول على السلطة يتماشى وواقع اشباه المستعمرات والبلدان الزراعية المتخلفة.وفي هذا الاطار فانه من الضروري تربية الجماهير منذ البداية على مواجهة العنف الرجعي عموما والسلفي الجهادي المدعوم امبرياليا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرات بتل أبيب والقيسارية ضد نتنياهو هي الأضخم منذ بدء الح


.. الناصرية 1 حزيران 2024 - مشاركات الحضور - ندوة سياسية لمنظم




.. الناصرية 1 حزيران 2024- اجوبة على مداخلات الحضور- الندوة الس


.. شاهد: احتجاجات ضخمة واشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهر




.. الشرطة الإسرائيلية تعتدي على صحفيين وتعتقل متظاهرين في تل أب