الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف نخرج من المأزق؟

احمد جبار غرب

2012 / 5 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


المسألة شائكة بالتأكيد إذا ليمكن فهم واقع أنت تعيشه وهو مثقل بكل التراكمات والمشكلات فالدولة العراقية لم تهدأ طيلة خمسة عشر قرنا خلت فمن حروب وغزوات إلى حصارات عاشها العراق وانتقال من إمبراطورية إلى أخرى ومن مستعمر إلى أخر إلى الانعتاق والتحرر الشكلي بعد زمن صعب وبعد محاولة الضباط الاحرارمن تقديم حل جذري عبر ثورة أقيمت على أنقاض الملكية التي لتخلو من استبداد وطغيان وهنا أصبحنا وجها لوجه اماعقدة استحكمت في العراق واغلب أقطار المعمورة وربما في العراق لها الاثر الأكبر بفعل التكوين الشخصي العاطفي للفرد العراقي وهي سلطة الحكم ومن يحكم ؟ولم يهنا العراقيين بهذا التحول الجديد الذي سرعان ما فتح الأبواب لتصفيات وتطاحنات بين القوى السياسية حول طبيعة الحكم والتطرف الإيديولوجي ومن يستطيع تمثيل العراقيين بشكل حقيقي ولا ننسى المصالح النفعية والانتهازية والغائية اتجاه السلطة ولانعدام المعايير والأسس التي تعتمد في إقرار تلك الأمور ظلت الأمور ومعطيات تلك الوقائع سائبة ليس أكثر من نهش هنا وتقسيط هناك وسحق هنا وقتل هناك الاان تولت زمرة ممن استحكموا قبضتهم على الوطن بوسائل دموية غاية في التطرف وأشاعوا الرعب والموت في كل زاوية وشارع وادخلوا البلاد في مأزق الحروب والغزوات الفارغة التي لم تجلب سوى الدمار والويلات على الشعب المسكين الذي كان يتوق لفسحة من الحرية تشكل له أملا للانطلاق نحو الحلم الأكبر عراق حر وديمقراطي ومسالم بكل ثقله الحضاري يعيش أبنائه بكرامة وعزة وترفع وهو يمتلك ثاني اكبر احتياطي نفطي في العالم لكن توالي الحكومات التي لتسعى لخدمة الشعب بقدر خدمة المنظومات السلطوية وما تمثله من تسلط وأدوات قمعية لتكيف وتبسط هيمنتها على الشعب المسالم وتدور الدوائر وتتحرك لعبة الأمم وتتجه بوصلة المصالح العالمية وتتدخل في العراق لتطيح بالنظام القائم آنذاك والذي استنفذ إغراضه والذي نكل بالشعب بشكل سافر لامثيل له بالتاريخ وذهب النظام غير مأسوف عليه وأصبحنا إمام خيارات صعبة من اجل بناء دولة قائمة على المؤسسات الدستورية والمعايير الدولية تتبنى النظام الديمقراطي وتكفل للفرد الحريات والتعبير عن الرأي لكل الأطياف العراقية لكن الإرث القديم واستحكامات السلطة وبريقها جعل طرح السؤال الكبير مجددا من يحكم ؟ومن يفوز بالحكم ؟وهذا السؤال افرز واقعا دمويا ومأساويا عاشه المجتمع العراقي ساهم فيه السياسي البشع والمتدين المتعسف والجاهل الذي يملك أداة القتل وبسبب طبيعة المجتمع العراقي المتعدد الأطياف والرؤى السياسية ومخلفات المنظومة الحاكمة السابقة إضافة إلى تدخل دول الجوار عن طريق فرض أجندة تتبع مصالحها وان كان بطريق الدم فالمصالح هنا هي السيدة والحقيقة رغم ماتقدم فأن عقدة الخوف من الأخر هي التي تتحكم في تفكير الساسة العراقيين لاتوجد قنوات من الثقة هناك خوف إيديولوجي وخوف سياسي هناك شعور بالغبن الطائفي وإحساس بالنقص الطائفي هناك تصور بخذلان التاريخ مقابل خوف من التهميش والإقصاء تلك المحنة تقف بقوة في سبيل اي بناء للدولة العراقية الحديثة يقوم على أسس متينة وخالصة من اي غرض قد يفكر به الأخر المحكوم وكان الثمن باهظا انهار من الدماء سالت ولتزال تسيل من اجل ان يكون العراقيين في توافق مع بعض وضمان عيشهم بشكل متساوي لكن التجربة الوليدة تأتي بسلبياتها معها فكان التخبط وسوء استخدام السلطات وانهيار منظومة القيم وانتشار الفساد والسرقة بشكل بارع أدى إلى تراجع مخيف في طموح العراقيين بإنتاج وطن كالحلم تسكنه الملائكة هكذا يتصور البعض في مديات أحلامه... ان الصراع على السلطة رغم وجود الدستور الذي كتبه العراقيين مع وجود بعض الإشكالات العالقة فيه والتي يستوجب حلها لتسريع عملية البناء التي ينشدها الجميع لازال هو السائد بين القوى السياسية والمشكلة الرئيسية التي تواجهنا هو الإقصاء ومحاولة التحجيم للأخر وتلك البوادر ظهرت على السطح بشكل جلي خلال السنوات الخمس الأخيرة هناك محاولات لاحتواء أهم مكسب حصل عليه العراقيون وهو الحرية وتبديلها بنمط مستهلك من التفكير قائم على التخويف والهيمنة وبسط الرأي بالقوة والإسكات ولعل هذا الجانب الخطير الذي يتبناه أصحاب الفكرة المطلقة والتي ليمكن دحضها وهذه العقلية البعيدة كل البعد عن التطور والرقي الحضاري أذا هي تحاول وقف التفكير والاكتفاء بالتعاليم القدسية الجاهزة للبناء وكمنظومة كاملة لانحتاج إلى غيرها في الإجابة على تساؤلاتنا وتلك هي افضع واخطر مانمر به وله انعكاسات شتى سياسية واقتصادية واجتماعية تفضي بضلالها على المشهد العراقي بقوة وان سبل الخلاص من هذه المطب يتلخص في فهم الدستور ومحاولة ترميم بعض فقراته بحيث تتيح لكل القوى السياسية من طرح برامجها والتمثيل الحقيقي لجماهيرها وتلك تتوقف على الإرادة الحرة في التغيير نحو بناء وطن المؤسسات والتداول السلمي للسلطة بما يضمن العدالة للجميع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صدمة في طهران.. لماذا يصعب الوصول لطائرة رئيسي؟


.. نديم قطيش: حادث مروحية رئيس إيران خطر جديد على المنطقة




.. البحث مستمر على طائرة رئيسي.. 65 طاقم إنقاذ وكلاب خاصة| #عاج


.. تحديد موقع تحطم طائرة رئيسي -بدقة-.. واجتماع طارئ للمسؤولين




.. مسيرة تركية من طراز- أكنجي- تشارك في عمليات البحث عن مروحية