الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قبول الآخر يجب ان يكون حقيقة وليس شعار

رعد عباس ديبس
(Raad Abaas Daybis)

2012 / 5 / 25
حقوق الانسان


من اهم مبادئ الديقراطية وحقوق الانسان هو مبدأ قبول الآخر, وهذا المبدأ يعني ان تتعايش سلميا
مع الاشخاص والجماعات التي لاتكون من قوميتك او دينك او جنسك او ثقافتك, وقد تتعارض معك
فكريا وسياسيا. وهذا المبدأ يكون اكثر تطلبا في المجتمعات متعددة الاعراق والديانات والثقافات,
وذلك ليعيش افراد تلك المجتمعات في سلام ووئام ينعكس على الكل في حياة هادئة دون مشاحنات
وتجاذبات. ومن تجارب الشعوب على مر التاريخ نرى ان مبدأ تقبل الآخر ادى الى تطور المجتمعات
ورقيها, لان التفاعل الفكري والثقافي دائما ما يكون محفز للتقدم والازدهار, وهذا ما حصل في العراق
في عز الخلافة العباسية وما حصل في الاتحاد السوفيتي وما يحصل في امريكا والدول الغربية الآن.
ان تقبل الآخر يحتاج الى وعي وتسامح عاليين لكي يقهر بهما الانسان التعصب والانعزالية, وفي الدول
الديمقراطية تقوم الحكومات ببرامج متعددة الثقافات لدمج القوميات والجماعات المختلفة مع بعضها لرفع
وعي المواطن بقبول الآخر.
في دولنا العربية تكثر التعددات القومية والدينية والثقافية والسياسية في المجتمع, ومع ان المنظومة الفكرية
للناس ان كانت دينية او مادية متأتية من مصادر تؤمن بالمساواة بين البشر وتعمل من اجل سعادة الانسان
الا انه ومع الاسف نجد ان مبدأ قبول الآخر غير مطبق, بالرغم من ان الجميع يدعيه. فاذا بنيت كنيسة في
مكان ما قامت الدنيا ولم تقعد, واذا افتتحت حسينية في مكان اخر استنفر الجميع, واذا فتح بار في مكان
معزول بدأت التفجيرات, واذا افتتحت جامعة مختلطة بدأت الفتاوي التكفيرية وهلمجرا. والادهى والامر
من ذلك ان النخبة التي تعتبر نفسها مثقفة لا تتقبل الاخر, فما ان تقرأ مقال لاحد الكتاب يطرح فيه رأي
او فكرة قد تكون مخالفة لآراء البعض, حتى تقرأ في اليوم التالي الردود البذيئة والغير موضوعية التي
تنقص من قيمة الشخص ولا تناقش الموضوع. او ان يؤسس حزب او تجمع جديد فسرعان ما ترى
الهجوم عليه ومحاربته, والغريب ان هذا الهجوم ياتي من الناس الذين يحملون فكر مشابه بشكل اشد من
غيرهم. ومن الطرائف اني دعيت في العراق الى ندوة اقامها مجلس السلم والتضامن حول الاعتراف
بالآخر وقد افتتح الندوة رئيس مجلس المحافظة وكانت جل كلمته عن مساوئ تشكيل الاحزاب وما
جلبته من دمار على العراق لذلك هو ضد تكوينها.
ان الامم والشعوب والجماعات والافراد اذا ارادت التقدم والازدهار والعيش بسلام عليها ان تقبل الاخر
وتحترم ثقافته وعاداته وتقاليده, وان يعامل الجميع بعضهم بعض على اساس المبدأ الديمقراطي الذي
يضمن حرية الفرد كاملة على ان لا تتعارض من حرية الآخرين.
د. رعد عباس ديبس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان


.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي




.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن


.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك




.. فشل حماية الأطفال على الإنترنت.. ميتا تخضع لتحقيقات أوروبية