الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتخابات، ومصر الفريسة!!

سعيد رمضان على

2012 / 5 / 25
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


بعد أكثر من عام على الثورة ، تبدو الروابط بين المصريين في حالة اضمحلال، ليرتفع الصوت الرجعى، والديني ، والقومي واليساري، والإسلامي، والتقليدي، وتتغير التوازنات داخل المجتمع المصري منذرة بتحولات شاملة في البنية المصرية .
وتبدو العلاقة بين هذه المكونات اليوم - كما كانت منذ عقود طويلة - علاقة صراع وليست فقط تجاورًا وتنافسًا. سواء في ذلك حالة العلاقات بين المتدينين والعلمانيين، أم العلاقات بين المسلمين والمسيحيين أو اليمين والناصريين، وغيرهم .. فكلها صراعات ممتدة، تتضمن أبعادًا طبقية وثقافية - حضارية تضرب بجذورها في أسس البنيان المصري وإضافة إلى ذلك، فإن هذه الصراعات لا تدور حول أفكار وعموميات مجردة، ولكنها - وقد اتخذت مؤخرا - كما ظهر في الانتخابات- أُطُرًا سياسية تعبر عنها وتكرسها - تنعكس بصورة مباشرة في صراع على المصالح ؛ ولذا يلتهب الصراع الداخلي، ويؤثر في الاستقرار السياسي .
وتظهر دراسة هذه الانقسامات والصراعات ،الإرث الثقيل لعقود طويلة من القهر . ومنح حكم حسنى مبارك المصريين سمات "المنفى" السلبية.. فأصبحوا غرباء داخل وطنهم ..أما الغربة الحقيقية خارج مصر فقد اقترنت بالمذلة.
وفيما ظهر لنا و للعالم، أننا مصريون متجانسين فعلا الأيام الأولى الثورة، فأن الأمر اختلف الآن .. بحيث تظهر مصر كساحة صراع بين الجميع .. انه ليس صراعا ديمقراطيا .. فأي صراع ديمقراطي حقيقي يبنى على التجانس .. لكنه صراع حياة أو موت .. ويستهدف نهو الخصوم لا التجاور بينهم ومنافستهم بشكل عادل وأخلاقي .
وقد كتم حسنى مبارك كل ذك من خلال القهر ..ولم يعمل على صهرها طوال ثلاثين عاما من حكمه .
بعد سقوطه وعلى مدار أكثر من عام ، لم يتم صهر التيارات المختلفة، في بوتقة واحدة من خلال تعميم سياسة مصرية، تستهدف وتصب لصالح الوطن .. وبعد الثورة المصرية أضيفت للتيارات الساسية تيار مصلحي وجد نفسه مستبعد عن الحكم والسلطة .. وهو تيار الحزب الوطني .. فدخل ساحة الصراع ليحمى مصالحه.. ومع العزل السياسي أصبح أشد ضراوة .
ويتجلى من تحليل هذه الصراعات، أن القصد هو عمليه تفتيت للمجتمع المصري، والإدعاء بالديمقراطية هو مجرد خداع، حيث لا تجتمع ديمقراطية مع ظلم ظاهر، وتمييز فاضح ، وجهل هائل يشمل طبقات كثيرة من المجتمع ، ولا يكفي اتخاذ حرية التعبير والتنظيم معيارًا لهذه "الديمقراطية" وخاصة في أوقات الانتخابات، مع آليات غير واضحة لعمل رئيس مصر، وجهل يلم قطاعات كثيرة وقانون عزل سياسي لم يعزل أحدا .. وطمع وجشع من جهات أخرى .. بحيث ظهرت انتخابات مصر للرئاسة كأنه تنافس وحشي على فريسة ، ولا تهتم بالمصالح العامة ..وتعتمد أساليب السباب والتشهير، والتحريض إلى حد اعتبار أن الكل خطر على الكل، حتى من داخل التيار اليساري والثوري، الذي رفض التكتل حول مرشح واحد ودخلوا الانتخابات كمجموعة من الأعداء
نلاحظ وجود صراع علماني- علماني كما بين أبو العز الحريري وخالد على والبسطويسى، وحمدين صباحي صاحب الكتلة الأكبر من بينهم في الشارع المصري، وصراع ديني ديني كما بين محمد مرسى وأبو الفتوح ، وصراع بين ممثلي التيار القديم المسمى بالفلولى كما بين احمد شفيق وعمرو موسى ، وهى صراعات نفت التجانس كما نفت التكتل من أجل المصلحة العامة .. معبرة عن انقسام وتفتت تغلب عليه المصلحة الذاتية وما قيل عن مصحة مصر محض هراء.. بل مجرد خداع وتضليل .
---------------








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تحرك تصريحات بايدن جمود مفاوضات الهدنة في غزة؟| #غرفة_الأ


.. ممثلة كندية تتضامن مع غزة خلال تسلمها جائزة




.. كيف سترد حماس على بيان الوسطاء الذي يدعوها وإسرائيل لقبول ال


.. غزيون يستخدمون مخلفات جيش الاحتلال العسكرية بعد انقطاع الغاز




.. صحيفة الغارديان: خطاب بايدن كان مصمما للضغط على إسرائيل