الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليلة مصرية تراقص الزمن في اسبانيا

كامي بزيع

2012 / 5 / 25
الادب والفن


الساعة السابعة والنصف كان علي ان انتظر في الصف الطويل الذي امتد امام متحف سانتا كلارا في مورسيا، بانتظار فتح الباب للدخول الى السهرة المقررة في برنامج "مهرجان الثقافات الثلاثة" في الساعة الثامنة.
الدعوة بعنوان "رقصات مصرية تقليدية"، وفي الغربة يصبح لاي طعم عربي مذاق خاص، سرعان مانقصده اينما كان، الا انه هذه المرة استطاع ان يقتلع منا الزمن، وان يعيدنا الى تلك العلاقة الاولى التي قامت بين الانسان والخالق عبر الموسيقى والرقص.
الناي تلك الاداة العجيبة، البسيطة التي تأتي من قطعة من القصب ذات ثقوب استطاعت ان تدخل الى صميم الروح، مما دفع الحضور الى حبس الانفاس، لاستعادة تلك العلاقة القديمة بين الانسان والموسيقى حيث الطبيعة هي سيدة الالحان منذ الابد.
ايقاع الطبل والدربكة والدف والمزمار والمجوز اضافة الى الناي الشجي هي الادوات الموسيقية التي صاحبت تابلوهات الرقصات النوبية والصعيدية والخليجية واخيرا "رقص التنورة" اي رقص الدرويش.
على ايقاع اغنية "سلامات" بدأ الاحتفال بصوت عبد الوزاري، برفقة علي دامون من مصر وفرناندو ديبياجي من الارجنتين.
يتوافد الحضور الى الاحتفال حتى ضاقت المقاعد، فكان عدد الوقوف يفوق عدد الجالسين، والجميع في انسجام اسر، فالموسيقى الشرقية لها سهرها الخاص على المستمع تجعله يقطع الانفاس اصغاء، فاسحا المجال لتغلغلها في الروح.
وابدع كل من ايهاب وعماد سليم في رقصاتهما، والتي جسدت بمهارة عالية الروح المصرية الفنية، وجعلت بعض الحضور يتشارك معهما هذه الروح الشرقية، واخيرا رقص الدرويش الذي دوّخ الحضور بروعة ادائه حتى خلنا ان الذي يرقص انقطع عن المكان واتخذ له فضاء اخر، جذوره تتراوح بين الارض والسماء، لمدة تزيد على خمسة عشرة دقيقة، في ذلك الذوبان الصوفي جعلت الجمهور يقف مصفقا لمدة تزيد ايضا على هذا الوقت.
فرقة صنقور صعيدي، استطاعت باصالتها ان تمنحنا زمنا اخر، وان ترحل بنا الى حيث الفرح الموشح بالخشوع، لقد صاحب الرقص صوت المطرب يؤدي الاذان، والموسيقى تنبثق من بين اصابع الموسيقيين في ايقاعات قدسية.
كله كان احتفالا بالفرح، فالفرقة التي تتألف من خمسة شباب ابدعت بكل ماقدمته، رغم تلميح فرناندو عازف الناي، عند دعوة الفتيات للرقص، بان هناك امر ناقص، وهو الوجود الانثوي في الفرقة، ولكن لا عجب لان الرقص النوبي والصعيدي والخليجي والدراويش هو الرقص الذكوري بامتياز، مما لا يعطي المراة معه مجالا للمشاركة.
ليلة من ليالي الربيع العذبة والشمس تنشر خيوطها البنفسجية على ايقاع موسيقى شرقية في قلب اسبانيا، دون شك ليلة لن تنسى، والسنونوات شاهدة، التي اخذت تحوم فوق المسرح، هي ايضا تشعر بالنشوة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المغرب.. مهرجان موازين للموسيقى يعود بعد غياب 4 سنوات بسبب ج


.. نون النضال | خديجة الحباشنة - الباحثة والسينمائية الأردنية |




.. شطب فنانين من نقابة الممثلين بسبب التطبيع مع إسرائيل


.. تونس.. مهرجان السيرك وفنون الشارع.. إقبال جماهيري وأنشطة في




.. دارفور.. تراث ثقافي من الموسيقى والرقص