الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار مع ناخبة جميلة

خالد الكيلاني

2012 / 5 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


بالأمس وقبل موعد غلق باب التصويت بأقل من ساعتين، كنت أقترب من باب لجنتي بشارع جامعة الدول العربية ... عندما ركنت سيارتها الحديثة وترجلت لتسألني عن لجنة السيدات رقم (...) ... بالصدفة كانت لجنتها بجوار لجنتي بأحد النوادي العريقة ... سرنا معاً فسألتها لمن ستصوتين؟ ... أجابت بسرعة وبدون تفكير ... أحمد شفيق
سألتها: لماذا؟ ... قالت: كده
قلت لها: هل أنت طالبه؟ ضحكت قائلة: مهندسة كومبيوتر خريجة الجامعة الأمريكية منذ عامين وأعمل في شركة كبرى.
تأملت هذه الشابة الجميلة التي يبدو أنها على ثقافة عالية وتنتمي لأسرة راقية وأنا أتسائل في نفسي ... ربما كان لها أصدقاء أو أقارب استشهدوا أو أصيبوا في الأيام الأولى للثورة أو في ماسبيرو أو محمد محمود أو مجلس الوزراء أو العباسية ... فلماذا تنتخب شفيق؟!! ... وعندما هممنا بالدخول لباب النادي لاحظت صليب صغير مرسوم بدقة على باطن رسغ يدها اليمني ... فالتفتت لي مبتسمة وكانت من الذكاء بحيث التقطت ملاحظتي وقالت: إنت عارف ليه أنا هنتخب شفيق؟ ... قلت لها: ليه؟!!
قالت: علشان محدش يقولي يا كافرة لأني ماشية بشعري ... وعلشان محدش يشتمني لو شافني في الشارع في رمضان ويقولي الكفرة ما يخرجوش في الشهر الكريم.
قلت لها: ولكن هناك الكثيرين غير أحمد شفيق يؤمنون بالمواطنة مثل حمدين صباحي وعمرو موسى وخالد علي وأبو الفتوح وأبو الغز الحريري وهشام البسطويسي.
قالت لي: لن يستطيعوا حمايتي فلم يتول أي منهم منصباً في يوم من الأيام.
قلت لها: لو كنتي تبحثين عن شخص تولى منصباً وزارياً في السابق فأمامك عمرو موسى مثلا وهو في كل الأحوال أفضل من أحمد شفيق.
قالت: ولكن شفيق رجل عسكري ويستطيع حمايتي حتى أظل في بلدي.
قلت لها وقد جعل النقاش بيننا قدراً من الآلفة إذا سألتك عن شيء هل تجيبيني بصراحة؟
قالت لي: اسأل وسوف أجيبك بصراحة
- هل جاءتكم توجيهات من الكنيسة بانتخاب أحمد شفيق؟
- قالت: هل تصدقني لو أقسمت لك
- قلت لها: نعم أصدقك
- قالت: أقسم لك بالله لم تتدخل الكنيسة أبداً ... بل في عظة الأحد الماضي في كنيستي بمصر الجديدة سألنا المطران فقال لنا انتخبوا من ترونه الأصلح ... لأن المسيحيين يؤمنون أن من يتولى هذا المنصب لا يأت بإرادة البشر وإنما يأتي بإرادة إلهية ... وأضافت كثيرين من أصدقائي صوتوا لأبوالفتوح وحمدين صباحي.
- قلت لها هل تعلمين أن أحمد شفيق كان جزءاً من النظام السابق؟
- قالت طبعاً ... ولكن ليس كل رجال النظام السابق سيئين
- قلت لها هل تعلمين أن النظام السابق كان يتعمد تأجيج الفتنة الطائفية؟
- قالت لي: وما مصلحته في ذلك؟
- قلت لها: حتى تظلين أنت وأهلك خائفين في بلدكم وتحتمون بهذا النظام وتصوتون له في كل انتخابات
- قالت وقد أبطأت من خطواتها قليلاً: عندك حق موضوع كنيسة القديسين كان فيه حاجة زي كده.
- قلت لها: هل تخافين من الإسلاميين؟ ... قالت: نعم فأنا لا أريد أن يطردني أحد من مصر.
- قلت لها هل تعلمين أن نظام مبارك تحالف مع بعض الإسلاميين ليستمر في الحكم ويستمروا هم في اختطاف المجتمع وتأميمه لمصلحتهم وكان يسمح لهم ببعض الممارسات ضد المسيحيين ... بل كان النظام يتعنت مع المسيحيين في بناء الكنائس وتولي المناصب الهامة إرضاءً لهم
- قالت: ربما تكون على حق
- قلت لها الإسلاميون المرشحون في الانتخابات لن يكونوا أبداً أسوأ من نظام مبارك ... ومع ذلك لن أطالبك بانتخاب محمد مرسي مثلاً ولكن بدلاً من أن تنتخبي مبارك نفسه (أحمد شفيق) يمكنك أن تختاري من بين كثيرين يؤمنون بالدولة المدنية وحقوق المواطنة للجميع (ونظرت إليها ضاحكاً) ومنهم من هو أيضاً كان ينتمي للنظام السابق وتولى منصباً وزارياً علشان تكوني مجرباه.
- كنت قد وصلت إلى باب لجنتي فاستأذنت منها ... فمدت يدها لي لتصافحني وهي تسألني ... طب وحضرتك هتدي مين؟ ... قلت لها حمدين صباحي
- بعد أن أدليت بصوتي وجدتها تنتظرني على باب لجنتي ... وجاءت نحوي وهي تقول: عارف أنا إديت صوتي لمين؟
- قلت لها: لمين؟
- قالت: لحمدين صباح








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البيت الأبيض: واشنطن لم تتسلم خطة إسرائيلية شاملة تتعلق بعمل


.. اتفاق الرياض وواشنطن يواجه تعنتا إسرائيليا




.. إسرائيل وحماس تتبادلان الاتهامات بشأن تعطيل التوصل إلى اتفاق


.. خطة نتياهو لتحالف عربي يدير القطاع




.. عناصر من القسام يخوضون اشتباكات في منزل محاصر بدير الغصون في