الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الازمة السياسية في العراق

جواد الديوان

2012 / 5 / 26
مواضيع وابحاث سياسية



يبرر دريد بن الصمة فارس هوازن والعرب هزيمة قبيلته باشكاليات صناعة القرار! فقد تحسس الخطر واهملوا رايه رغم منزلته الاجتماعية وتمكنه من الفكر واللغة:
فلما عصوني وكنت منهم، وقد ارى
غوايتهم واني غير مهتد
وهل انا الا من غزية ان غوت
غويت وان ترشد غزية ارشد
وفي الامبراطوريات الاموية والعباسية والعثمانية تتعزز الطاعة للسلطان في ثنائية امير وسوقة، رغم كل النصوص المقدسة التي تحث على تجاوز هذه المواقف السلبية في الطاعة العمياء ((فاصبر لحكم ربك ولا تطع منهم اثما او كفورا) سورة الشعراء الاية 151، والحديث الشريف (سيد الشهداء حمزة، ورجل قام عند سلطان جائر فامره ونهاه فقتله)). وتتوالى الثورات الامام الحسين (ع) وعبد الله ين الزبير (رض) وعلي بن الحسين وغيرهم. ويقتل السلطان قادة الفكر (الحلاج وابن المقفع وبشار بن برد وغيرهم).
يحاول الجواهري تقديم صورة مغايرة لما جاء به ابن الصمة:
ولا قائل اصبحت منكم، وقد ارى
غوايتكم واني غير مهتد
ولكني ان ابصر الرشد اوتمر
به، ومتى احزر الغي ابعد
وفي محاولة لتعزيز التمرد على اليات السلطان المتوارثة (حكومات جائرة)، تبرز:
سلام على جاعلين الحتوف
جسرا للموكب العابر
وتتعزز اشكالية الموضوع في نهايات القرن العشرين، فيصف البعض السلطان بنبي هذا الزمان! في محاولة لاضفاء قدسية لاليات صناعة القرار. وتتغير المفاهيم بعد نيسان 2003 (انتخابات وبرلمان وشراكة وطنية واليات ديمقراطية ودستور واستفتاء وغيرها).
وربما تتعزز ظاهرة السلطان في ممارسات الحكم لتبرير الاخفاقات، ونسمع عن اتفاقات مثل اتفاقية اربيل وما تكرر في الاعلام وقتها وتناقلته الفضائيات بان السفير الامريكي وقع معهم عليها. فمني الناس بخبط وشماس وتلون واعتراض، وكان اجتماع اربيل لتلعب الرمزية دورا واضحا في الاجتماع الاخير في النجف في الحنانة.
رافقت الاجتماعات تصريحات وتحاليل سياسية على شاشات الفضائيات وصفحات الصحف وكذلك اجتماعات الحركات السياسية والمثقفين. وربما كان الهدف منها الغير معلن توعية العراقيين بحقوقهم ودفعهم للمطالبة بها وعدم السكوت على الاستهانة بهم وغيرها.
تغير دور المثقف والمفكر والسياسي، وتجاوز دور دريد بن الصمة في طاعة غير واضحة المعالم طغت لقرون طويلة في المنطقة. وربما هذه صحوة متاخرة الاف السنوات. ودفع لهذا الحراك، التغير في نيسان 2003 ثم موقف اوباما في دعوة العراقيين في الكف عن طرق ابوابه (ابواب الامريكان) وحل الاشكالات وفقا للدستور. وهكذا ظهرت وسيلة لايقاظ الامة العراقية بعد عجز مفكريها عن ذلك:
متى ترعوي امة في العراق
تساق الى حتفها بالعصا
واغفت فما ادري من حيرة بها
كيف ايقاظها ومتى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يحل مجلس الحرب بعد أسبوع من تقديم غانتس استقالته


.. كأس أمم أوروبا2024: مواجهات مثيرة في الجولة الأولى ورهانات س




.. هل تريد أن تتقدم في السن بطريقة صحية؟ ابتعد عن التلفاز


.. بعد سيطرتها على الجانب الفلسطيني.. إسرائيل تحرق معبر رفح




.. تقارير أميركية تتهم إسرائيل بتعطيل صفقة تاريخية مع السعودية