الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دفاعا عن ملك المغرب !

ناصر موحى

2012 / 5 / 26
كتابات ساخرة


لأنه رأس هرم السلطة السياسية والاقتصادية والدينية في المغرب فكل السهام توجه صوبه من الاعداء الحساد وحتى أصدقاء المصلحة في كل محنة تواجه البلد في الداخل والخارج . لكن الأضواء تسلط على المحيطين به كلما "حقق" المغرب إنجازا من الإنجازات الخارقة دوليا بالخصوص كتوصل خبراء المغرب مثلا إلى أن مؤشرات التنمية التي تعتمدها الأمم المتحدة منذ نصف قرن في قياس مدى تقدم دولة ما وتصنيفها بين أمم الارض غير دقيقة مما ينتج عنها تخلويض فضيع في نتائجها السنوية .هو حاضردائما في الأتراح ومغيب دوما في الأفراح وكأنه قدر كل ملك يهيم في حب شعبه حد الجنون وإلا مامعنى أن يكون ظلا لله في الأرض وظلا فوق الشعب بينما يجعل ظهره قربانا لنيران الشمس وأعداء الأمة تسلخها سلخا من أجل راحة وطمأنينة هذا الشعب. قدره أن يضحي بكل شئ ودون مقابل كأي قديس.
والحقيقة أن فعاليات مهرجان موازين التي تدور رحاها في كل أزقة الرباط حتى المحرومة من قنوات الواد الحلو منها هي التي الهمتني لكتابة هاته الأسطر الخواطر عن الملك محمد السادس واحاول أن أبحث عن الإنسان فيه وهو منزو في ركن في واحدة من الغرف الحميمية لقصره المتواضع بتواركة وحيدا في الوقت الذي تحولت عاصمة ملكه لعلبة نهار وليل مفتوحة على كل عواصم العالم وسوبيرستاراتها .
معروف عن محمد السادس ابن الفنان الأول الحسن الثاني ولعه بالموسيقى الشبابية وخاصة فن الراي او ياريي وكان يستمتع بسهراته ايام لم يعتقله ابوه بتلك الأغلال الغليظة التي لاتفارق صاحبها حتى في القبر المسماة الملك او الحكم بضم الميمين .ومعلوم أنه هو من ينفق زبابل دلفلوس على مهرجان يحمل إسم جمع ميزان الذي يرمز للعدل عند حضارات كثيرة ،بل ويتكلف القصر ببعث دعوات الحضور للشخصيات الإستثنائية جدا . ولكونه الساهرالأول على تنشيط الأمة لمحاربة التيئيس والعدمية في صفوفها فإن الملك يختم عليه بطابعه الشريف وذلك برئاسته الفعلية لكل أنشطته المتنوعة والمثيرة .
رغم كل هذا العطف الملكي وهذا السخاء المولوي وولعه بالموسيقى فإن جلالته لايستطيع الحضور في إحدى سهراته المفتوحة .أي نعم ..لايستطيع .ليس لأنه لايريد فداخله قلب إنسان مثلنا جميعا ، ولكنه لايستطيع .نعم وحده فقط لايستطيع ودون سواه.
الأمر أشبه بعريس لايستطيع حتى حضور حفلة وحيدة من عرسه الباذخ جدا ودوره الوحيد هو مول الشكارة والإمضاء والباقي لادخل له به . لكن لماذا وقد ذكرنا انه إنسان قبل ان يكون ملكا يحب ان يمارس شغبه الإنساني بكل حرية ؟
كيف يحق لمن هب ودب بالرباط ان يرقص ويغني كمايحلو له ويحرم الملك من ابسط حقوق الإنسان والحيوان ؟ من يمنعه ولماذا ؟
كل الجالسين على المربعات والدوائر القريبة والبعيدة من الملك تتمتع فرضا بأكل وشرب ماطاب ذوقه وغلى ثمنه وعلى نغمات نجوم الأحلام إلا هو.
حتى عائلته الصغيرة مرغوب فيها وحضورها في سهراته الشهريارية تشريف عظيم للمهرجان والقيمين عليه .
لكن من له القدرة والقوة على منع أمير المؤمنين والقائد الأعلى للقوات المسلحة ورئيس الدولة ورمز سيادة المغرب وكل شئ...؟
الجواب بكل بساطة وسذاجة هو أن الذين منعوه من ان يكون إنسانا يفرح ويحزن ويضحك ويبكي يرقص ويغني هم من يحكمون البلد فعليا ويتحكمون في كل حركات وسكنات الملك .
تصوروا معي أن الملك يستضيفه عتيق بن شيكر مثلا على دوزيم ليتحدث عن حياته وفي لحظة من البرنامج يطلب منه المنشط ان يؤدي بصوته إحدى أغانيه المفضلة .وتحت تصفيقات الجمهور يشرع محمد السادس في أداء مثلا أغنية المرحوم المعطي بن قاسم"علاش ياغزالي" أو مقطع من "تيتي واهيا تيتي" لصديقه الشارف خالد بصوت جهوري متحرر غير الذي يظهر به عند كل خطاب رسمي .
أكيد انه سيحس بإحساس عظيم في تلك اللحظة لأنه سيعانق إنسانيته المصادرة ولو لدقائق معدودة وستقربه أكثر للبسطاء الحاضرين في الاستوديو الافتراضي . لكنه في المقابل سيشن عليه هجوم شرس من أسياده الذين يتسترون وراء كلمة عامة وعائمة وفضفاضة وغير موجودة الا في القاموس المغربي إسمها المخزن .وقد يصل إلى التشكيك في أهليته لقيادة سفينة المغرب لبر الأمان ويتهمونه بممارسة سلوك يتنافى ومكانة الملك والتقليل من الاحترام الواجب للملكية وتعريضها لخطر تسفيهها من طرف الرعايا وغيرها من التهم الجاهزة.
الملك وحيدا يطل من نافذة القصر على الرباط المحتفلة واحلام الحرية تدفعه بعيدا ورغبة جامحة تدفعه لكي ينهض من معتقله ويلبس سروال دجين وتي شورت وحذاء رياضي ليلتحق بإحدى المنصات ليدردك مع المدردكين كأي حاميد لامبا ، يشجعه في ذلك تصرفات سابقة مماثلة لزعيمي اقوى دولتين في العالم بوتين واوباما لما غنيا للحب ورقصا امام كامرات العالم بدون أدنى عقدة نقص ودون أن تتزعزع ثقة منتخبيهم منهم قيد انملة .وإن ووجه بالخصوصية الدينية فحنجرة اردوغان زعيم اقوى دولة مسلمة وهو يغني مازالت اصداءها ترددها مواقع اليوتوب ودايلي موشن وغيرها بإعجاب منقطع النظير .
لكن حلم صاحب السلط اللامتناهية يتوقف على وقع دخول الحاجب الملكي ليقرأ عليه الأجندة الملكية المكثفة لليوم الموالي مع البروتوكول المصاحب له .وقبل ان يغادر القاعة نصحه بالذهاب للنوم على التو لأن مطالب 40 مليون كحل الراس لاتنتهي وهي تنتظره لحلها مع النبوري.
الملك ووهم السلط الموضوعة تحت إمرته ماهي إلا الآيس بيرك الذي يظهر من الجبل الجليدي .وهذا مايراه عامة الشعب . أما المتخفي تحت الماء ومايدور في ظللمات شعابه فرهيب ولايصدق . ولو علم العوام شكل هجا الأخطبوط وامتداداته لخرجوا بالملايين للشوارع لتحرير ملكهم الطيب جدا من اسره .
الملك أيها الملكيون رهينة بين يدي لوبي سري لايريد تركه يعيش حياتو كيف بغا وحولوه إلى آلة جهنمية لتصريف السلطة في أسوأ مظاهرها . جعلوا منه صنما مقدسا لايقترب منه إلا للركوع والتبريك ليجنوا باسمه ووراء ظهره الملايير آمنين مطمئنين من اي متابعة او حساب واغتالوا فيه الإنسان الذي يشرب ويلعب ويذهب للمرحاض كأي آدمي .
الملك يريد ان يتحدث للصحافة خاصة المغربية لكنهم يرفضون إعطاءه الضوء الأخضر لذلك باش مايد صروش الصحافيين عليهم...
الملك مل من البروتوكول الغارق في التخلف والذي يذكرنا بعصور العبودية ويجعلنا مسخرة بين الأمم ويريد محاربته لكنهم لن يسمحوا بذلك حتى لايفقد المخزن هبته...
الملك يريد ان يتخلص من شركاته التي تقطع الماء عن المعوزين وتجوع المنكوبين و تمرغ سمعته في الوحل ليعيدهالأصحابها الفقراء لكن نادي أبهة القوم لاتريده ان يفلت لوحده من المتابعة في حالة ما إذا فعل يوما مبدأ من أين لك هذا. إما إسلتو كاملين أو إغرقو كاملين...
الملك في حاجة للدعم والمساندة من كل رعاياه الأحياء منهم والأموات لتخليصه من قبضة المافيا بكل تخصصاتها ليستطيع ان يعيش كأي مواطن حين يخطئ يعترف بخطأه أمام الشعب طالبا الصفح والإعتذار .
والله لن يضيع أجر المتضامنين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة إغماء بنت ونيس فى عزاء والدتها.. الفنانة ريم أحمد تسقط


.. بالدموع .. بنت ونيس الفنانة ريم أحمد تستقبل عزاء والدتها وأش




.. انهيار ريم أحمد بالدموع في عزاء والدتها بحضور عدد من الفنان


.. فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي




.. فرحة للأطفال.. مبادرة شاب فلسطيني لعمل سينما في رفح