الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طارق ابراهيم شريف عذراً تأخرت مكالمتي هذه المرة

ليث الحمداني
(Laith AL Hamdani)

2012 / 5 / 26
الصحافة والاعلام



قبل اسبوعين ابلغني الزميل مال اللــه فــرج فرج من اربيل ان زميلنا و رفيق بداية رحلتنا المهنية طارق ابراهيم شريف يرقد في الفراش بعد عملية جراحية ، سارعتُ للاتصال به في اليوم التالي كان حديثنا مختصراً ولكنه كعادته كرر دعوتي لزيارة اربيل وهي دعوة اعتدتُ سماعها منه في كل مكالمة منذ سنوات ، سألني هذه المرة لقد مضى زمن طويل لم نتحدث خلاله عن احلامنا المهنية هل مازالت احلامك نفسها؟ شعرتُ بانه مرهق ويتحدث بصعوبة و وعدته بأن اتصل به ثانية في الاسبوع القادم وتأخرت مكالمتي ... امس جاءتني رسالة من زميلي مال اللــه فــرج تنعى طارق ابراهيم شريف صديق العمر و زميل مرحلة مجلة (الفكاهة) في نهاية ستينات القرن الماضي.
كأنه الامس القريب حين دخل علينا طارق ابراهيم شريف في غرفة التحرير في المجلة كنا تركي كاظم جوده وابراهيم محمد علي وشكرية العقيدي ورياض عبداللطيف جالسين نستمع الى ذكريات معلمنا يومها شاكر حسن.
قدم لنا طارق نفسه بخجل اسمي طارق ابراهيم شريف ، انا من اربيل واكتب في الصحف ... كان حاملاً معه مقابلة اجراها مع مطرب كردي شهير يومها اسمه طاهر توفيق... منذ ذلك اليوم اصبح واحدا من اسرة المجلة ، وامتدت علاقتنا حتى مكالمتي الاخيرة له .
حين رحلتُ مجبراً الى كندا ظل طارق يتابع اخباري من اربيل ، وكنتُ اتلقى التحيات منه عبر صديقٍ لأخي اسمه نجاة ربطته بنا صداقة عائلية بعيدة و اتابع اخباره من اصدقاء يذهبون ويرجعون من كردستان العراق كان آخرهم الزميل رواء الجصاني الذي حدثني من براغ عن جلسة جمعته مع الراحل العزيز ونقل لي تحياته الحارة.
ايام الجبهة الوطنية حرص طارق على زيارته المنتظمة لي في جريدة (طريق الشعب) وكان يومها يكتب في مجلة (الف باء) وحين اجهز البعثيون الجبهة وتعقدت ظروفي ، ظل يتابعني عبر الهاتف وحين استقر بي الأمر في جريدة (الاتحاد) في الثمانينات عاد تواصلنا المستمر واصبحت مواضيع طارق القصيرة والمشوقة تحتل مكانها على صفحات الجريدة ، وظهر احد الايام التموزية وكنا قد أعلنا عن تاسيس (دار الاتحاد للنشر) وطرحنا ثاني كتبنا للراحل مدني صالح (هذا هو السياب اوجاع وتجديد وابداع) جاءني طارق برفقة شيخ وقور قدمه لي:
الاستاذ هادي الشاوشلي
رحبت بحرارة بالرجل وقلتُ له (ياأبا آريان) استاذنا غني عن التعريف ، وكنتُ قد سمعتُ الكثير عن الشاوشلي ونزاهته وسيرته الوظيفية المتميزة ، كانت جلسة سريعة قدم لي خلالها الاستاذ الشاوشلي كتابه الذي يتضمن ذكرياته عن الزعيم الوطني الراحل عبدالكريم قاسم واعتبرتُ الكتاب هدية من السماء لدار نشر ناشئة مثل دارنا لما يتضمنه من وثائق لم يسبق نشرها وقدمتُ الكتاب الى رقابة المطبوعات وكان مديرها يومها الزميل مؤيد عبدالقادر السعدي و وعدني خيراً ، ومر اسبوعاً واسبوعين وثلاثة وحين اتصلتُ به اخبرني بأن الكتاب لدى الخبير المكلف بقراءته ثم اتصل بعدها بايام طالباً أن أوافيه في الدائرة وحصل ذلك ليخبرني بان هناك صفحات يجب ان تزال من الكتاب سالته لماذا؟
قال ألم تقرأه لقد حول عبدالكريم قاسم الى نبي!
قلتُ هذه وجهت نظره وهي مدعومة بوثائق لا يملكها سواه !!
اجاب ونحن لنا وجهات نظرنا !!
سحبتُ الكتاب واعدته الى المؤلف الذي زارني برفقة الراحل العزيز مع الاعتذار للمؤلف الذي علمتُ بانه قام بطبعه في اربيل نهاية التسعينات وقال لي طارق قبل شهور انه يحتفظ لي بنسخة من الكتاب.
في أخر مكالمة لي معه قبل اسابيع من مرضه نقل لي تحيات الزملاء فائق بطي وحسن العلوي و كرر دعوته لي لزيارة كردستان العراق كان فرحاً وهو يخبرني بان فضائية (المدى) قد سجلت له حديثاً ضمن برنامج خاص عن المفكر الكردي الكبير مسعود محمد قال لي طارق لقد حدثتهم كيف تمكنا معا من اقناعه بالكتابة في جريدة (الاتحاد) بعد اعتزال للحياة العامة دام عدة سنوات.
ماذا اكتب عنك من ذكريات ايها العزيز طارق ....
هل اكتب عن اعتزازك بثقافتك العربية وانت الكردي المعتز دوماً باصولك وثقافتك الكردية ..
هل اكتب عن وفائك لاصدقائك و زملائك ومتابعتك لاخبارهم ...
هل اكتب عن ارشيفك الثمين الذي يضم كل ذكريات الزمن الجميل ...
وداعاً طارق ابراهيم شرف ..
وداعاً ايها الزميل النبيل ...
يبدو ان القدر لم يمهلنا كي نلتقي في اربيل المدينة التي عشقتها وكتبت عنها المئات من المقالات والتحقيقات الصحفية ....
وعذراً فقد تاخرت مكالمتي هذه المرة.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - فقيدنا طارق
ديار ( 2012 / 5 / 26 - 20:35 )
السيد ليث الحمداني المحترم ..من خلال صداقتي وقربي من طالرق كنت اعرف انك صديقه وكان يتحدث عنك باستمرار كلما جرى الحديث عن الصحافة والصحفيين وكان يفخر بصداقته معك..وقبل اربعة ايام فقدناه نهائيا ! وقد فكرت ان ادفن معه في قبره المظلم ساعة مواراته الثرى بضعة اعداد من المجلات التي كان يكتب فيها في بدايات عمه الصحافي مثل ملوك الفراعنة ! شكرا لوفائك الكبير ومشاعرك الجميلة التي وصلتنا منك عبر المحيط ..واستذكرت شاعرنا الكبير الجواهري ....كفْيْ الشمس تاْكلنا تباعا- بما يتاّكل الظل الظليل ..اتمنى لك الخير والعمر المديد ..مع الشكر والعرفان والتقدير ..


2 - تتمة ...
ديار ( 2012 / 5 / 26 - 22:45 )
الاستاذ العزيز ليث ..تتمة لما سبق ..صديقنا العزبز طارق ( ابو اريان ) لم يتوفى نتيجة التداخل الجراحي وانما بسبب اصابته بذلك المرض اللعين والتي كان يعاني منها منذ سنتين واخذ بلا رحمة يغزو جسده كغزو المغول البرابرة والبدة المتخلفين لحواض الدنيا ..ودمت بخير وعافية ايها الصديق الوفي ...


3 - كان اكثر من صديق واعظم من اخ
ليث الحمداني ( 2012 / 5 / 27 - 01:44 )
الاستاذ ديار
كان طارق رحمه الله اكثر من صديق واعظم من اخ عرفته في ظروف صعبة
وخبرته من قرب لايمكنني ان اوفيه حقه مهما كتبت عنه انه من جيل الوفاء الذي لن يتكرر
شكرا على ملاحظتك
تحياتي واعتزازي
ليث


4 - الاستاذ ليث الحمداني المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2012 / 5 / 27 - 06:27 )
تحيه واعتزاز
كنت قد كتبت الكلمات المموسقه التاليه في فقدان رفيق واليت ان اكتبها في رثاء كل طيب ومنهم طارق الذي لا اعرفه واقول
نم قرير العين نم
يا ايها الجبل الاشم
نم فالنوم حتم
ومصيرنا ايضا ننم
ما جئت ارثيك
وهل ترى المروءة والقيم
ماجئت ارثيك
وهل ترثى الكرامة والشيم
ما جئت ارثيك
وهل يرثى عاليا علم
ما جءت ارثيك
و هل لمثلي في رثائك فم

اخر الافلام

.. ريبورتاج: مزارعون في الهند مصممون على إلحاق الهزيمة بالحزب ا


.. السباق إلى البيت الأبيض: حظوظ ترامب | #الظهيرة




.. ماهو التوسع الذي تتطلع إليه إسرائيل حالياً؟ وهل يتخطى حدود ا


.. ترامب: لم يتعرض أي مرشح للرئاسة لما أواجهه الآن | #الظهيرة




.. -كهرباء أوكرانيا- في مرمى روسيا.. هجوم ضخم بالصواريخ | #الظه