الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


منهج التصعيد

عمران العبيدي

2012 / 5 / 26
مواضيع وابحاث سياسية



اكثر مايثير الجمهور العراقي هي الطريقة التي تدار فيها العملية السياسية، بل ان علامات الاستغراب واضحة بشأن كل مايدور وكأننا ضللنا طريق الديمقراطية ولم نعد نتلمسها.
حين ارتضينا الديمقراطية كمنهج لأدارة الدولة العراقية يجب ان نكون قد امنا بجميع نتائجها وآمنا ايضا بمتغيراتها واستوعبنا ايضا مايمكن ان يطلق عليه اللعبة السياسية واصولها وقواعدها دون ان يكون لكل ذلك تأثيرات جانبية سلبية على حياة المواطن وخصوصا مايؤجج الخصومة بين مكوناته، بل يفترض ان مايتمخض عن تلك اللعبة يصب في مصلحة المواطن بأعتبار ان هذا المواطن هو الهدف الاول للعمل السياسي، فمن خلاله يمكن الحصول على جواز سفر الى عالم السياسة، ووجه الاستغراب لدى الجمهور العراقي هو ادراكه انه الوحيد الذي كان مغيبا عن تلك الحوارات السياسية التي تدور مابين السياسيين فأنحسر الحديث الى جوانب استحقاقات فرعية وتوارت استحقاقات المواطن جانبا وأن تم استخدامه كيافطة بين الحين والاخر.
في الانظمة الديمقراطية التي هي على شاكلة النظام البرلماني العراقي يندر ان تستمر حكومة ائتلافية في الحكم الى نهاية دورتها الانتخابية، بل غالبا ماتشهد الائتلافات تصدعا يؤدي الى اسقاط الحكومة وهذا ليس عيبا بل هو من ضمن منظومة العمل السياسي، وبالتالي فأن الدعوات لسحب الثقة من حكومة المالكي تدخل ضمن النشاط السياسي ولايمكن لاحد ان يعترض عليه بل ان مايقرر ذلك هو الاليات الدستورية المتبعة في مثل هذه الحالات لذلك لم يكن هنالك مسوغ لكل هذا الطريق الطويل الذي تسلكه الكتل المعنية اذا ما رأت ان الامر اصبح لا فكاك منه وان توافرت لديها اسباب وبدائل مقنعة بعد حساب النتائج المترتبة على ذلك ، وفي مقابل ذلك على الكتل ذاتها ان تتقبل اي طريق دستوري يقوم به الخصم في منع ذلك او عرقلته، فالقضية هي جزء من مناورات سياسية بحتة يستخدم فيه كل طرف طرائقه الخاصة للظفر بالنتائج الايجابية لصالحه.
الاطالة والتصعيد ترهقان المواطن والذي بدا يشعر انه ليس طرفا في كل مايجري بعد ان اجتزىء الموضوع في اطار ضيق من الخلافات الحزبية الفئوية الضيقة زادها ارباكا الحرب الاعلامية بين الاطراف بعدما اتخذوا من الاعلام طريقا للحوار عن بعد والذي تصدره بعض الساسة من الذين يستهويهم التصعيد والتنابز.
المشهد السياسي العراقي مشهد متوتر والتوترات اكبر حجما من كل دعوات التهدئة التي تصدر من جهات سياسية ترى في التصعيد طريقا مسدودا لايمكن الركون اليه في حل الاشكالات السياسية العالقة.
ماتحتاجه المرحلة اما الحوار المباشر الجدي ووضع النقاط على الحروف وهو طريق يحتاج الى رجالات سياسة حقيقيين او ان نسلك الطرق الدستورية كما هو متبع في كل انظمة العالم الديمقراطي لحل الازمة وانهائها داخل قبة البرلمان وترجيح مصلحة البلد ووضعه قبل كل شيء وان يكون المواطن فوق كل الهموم السياسية الاخرى هذا أن بقي للمواطن والوطن من حقوق يدركها الساسة ويعملون من اجلها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما هي الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالتوحد؟ • فرانس 24


.. مدير مكتب الجزيرة في غزة وائل الدحدوح: هناك تعمد باستهدافي و




.. الشرطة الفرنسية تدخل جامعة -سيانس بو- بباريس لفض اعتصام مؤيد


.. موت أسيرين فلسطينيين اثنين في سجون إسرائيل أحدهما طبيب بارز




.. رغم نفي إسرائيل.. خبير أسلحة يبت رأيه بنوع الذخيرة المستخدمة