الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حمد اختفى وغليون استقال

فوزي بن يونس بن حديد

2012 / 5 / 26
كتابات ساخرة


ذكرت الأنباء أن غليون قد استقال من منصبه دون ذكر الأسباب الحقيقية لهذه الاستقالة التي ربما فاجأت البعض، لكن الكثير من المتابعين رأوها حالة لا تعنيهم ولا تؤثر على سوريا ولا حتى على عملية الانتقام المزعومة من سوريا، فهي استقالة في رأيي سببها الحقيقي اختفاء الداعم الأساسي للمعارضة السورية عن الساحة السياسية بعد أن كان يحرّض ويشعل النار بتصريحاته ويحاول أن يدخل سوريا في نفق مظلم، هل عرفتموه من هو؟ إنه الشيخ حمد بن جاسم، فما سبب الاختفاء إذا؟
هل هي وعكة صحية أو هو تكتيك فني أو هو غضب من السلطة العليا في بلاده بعد الفشل الذريع أثناء محاولته فرض الأمر الواقع على سوريا وأنها يجب أن تنتفض كلها في وجه النظام، وأن على الحلف الأطلسي أن يتدخل سريعا كما فعل مع ليبيا؟ كلها أسئلة تطرح ولا أجوبة عنها كافية وشافية.
يبدو أن الشيخ حمد وغليون تربطهما صداقة فنية وتكتيكية، كل منهما اختفى فجأة وترك وراءه تساؤلات وعلامات استفهام كبيرة بعد أن اتهم كل منهما سوريا بأنها تحمل نظاما ديكتاتوريا، وأنه يجب أن يرحل في أقرب وقت، وأن الشعب السوري ينشد الحرية والكرامة، أين هما الآن؟ لماذا اختفيا؟ أين التصريحات النارية والتحريضات الواضحة الجلية والإملاءات التي تصدر من هذا وذاك كأنها أوامر رسمية، والتحركات وصرف الأموال والسفرات الغبية التي تنبئ عن جهل بالتركيبة السورية، وعن استعجال وبعد واضح عن التأني والروية، فكانت النتيجة فشلا ذريعا واختفاء قسريا وخوفا على المصلحة الخاصة.
إن ما حدث فعلا يدعو إلى التوقف عنده، فربما يأتي يوم ويطالب فيه الشعب السوري بتعويضات عما صدر منهما من تصدير الفوضى إلى بلد كان آمنا، ومحاولة إزاحة نظام كان يتمتع بشعبية كبيرة، والتشجيع على التمرد وإمداد الإرهابيين بالسلاح لبث الهلع والخوف في أوساط الشعب لا سيما النساء والأطفال والشيوخ الذين لا حول لهم ولا قوة، فكم من السنوات عاشوا آمنين في بيوتهم ولم يتعد أو يعتدي عليهم أحد حتى بكلمة نابية فما الذي حدث؟ وما الذي قلب الموازين؟ وهل حقا الشعب يريد إسقاط النظام في سوريا؟ أم أن حمد وغليون هما اللذان يريدان إسقاط النظام في سوريا لحاجة في نفسيهما.
لقد سقط حمد وغليون - الذي يبدو أن حرارته اشتدت لدرجة الغليان- ورسبا في امتحان حددا ملامحه وأسئلته، سقطا في الحمى الذي دبراه، وحاما حوله فوجدا أن الأمر عصيّ عليهما وأنه يجب عليهما أن ينسحبا من الساحة السياسية خوفا من المستقبل الذي لا يرحمهما إن هما فعلا قد خطّطا ودبّرا ونفّذا، لا يرحمهما التاريخ أيضا لأنهما ظنا نفسيهما كأنهما وصيّان على سوريا وغيرها من الدول العربية التي بدأت تسقط الواحدة تلو الأخرى في مشروع عربي أمريكي لا ندري متى ينتهي؟
ولعلكم تذكرون ما كانت تتشدق به وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس حول مشروع الشرق الأوسط الكبير، كانت تظن أن الإرهاب الأمريكي باستخدام القوة في العراق سيرهب الدول الأخرى فتغير ما تريد، وعندما فشلت الخطة الأولى انتقلوا للخطة الثانية وهي تحريك الشعوب ودعمها بالمال والسلاح من أجل تغيير النظام، فتغيرت الأنظمة التي لا تطمح لتغييرها، وبقيت الأنظمة المنبوذة في نظرها عصية أبية وأقصد سوريا وإيران، وإن كانت الأخيرة ليست دولة عربية إلا أنها كانت من الدول التي تريد أمريكا تغيير نظامها.
وعندما توقفت الخطة الثانية في وسط الطريق ولم تتحقق أمنياتهم فهل سينتقلون إلى الخطة الثالثة؟ وهل اختفاء حمد واستقالة غليون جزء من الخطة الثالثة؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - فظائع «حُماة الجبان» في مدينة الحولة
نايـــــــــــــــــا ( 2012 / 5 / 26 - 13:33 )
يبدو أنه لديك شك في أن سوريا محكومة من قبل نظام ديكتاتوري... وعلى رأسه يقبع بشار الأسد الجبنان مخطط جرائم الحرب ضد الشعب السوري الحرّ، والتي لن نذكر منها سوى مجزرة «الحولة» التي نفذها بالأمس حُماة الجبان (من عصابات الجيش الأسدي) والتي راح ضحيتها حتى هذه اللحظة حوالي 50 طفلاً بعمر الياسمين وحوالي 128 ... أما عن الخطة الثالثة فهي حتما سقوط الأسد وعصاباته المجرمة في مزبلة التاريخ... يا حيــــــــــــــــــف على الرجال

اخر الافلام

.. حوار من المسافة صفر | المسرحية والأكاديمية عليّة الخاليدي |


.. قصيدة الشاعر العقيد مشعل الحارثي أمام ولي العهد السعودي في ح




.. لأي عملاق يحلم عبدالله رويشد بالغناء ؟


.. بطريقة سينمائية.. 20 لصاً يقتحمون متجر مجوهرات وينهبونه في د




.. حبيها حتى لو كانت عدوتك .. أغلى نصيحة من الفنان محمود مرسى ل