الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر ..اين السبيل ؟

جورج حزبون

2012 / 5 / 26
مواضيع وابحاث سياسية



اظهرت نتائج الانتخابات الاولية المصرية ، شدة الاستقطاب ، بين الدولة الدينية والدولة المدنية ، ورغم كافة محاولات المرشحين حسم الامور من الجولة الاولى ، الا ان ذلك لم يكن ليحدث ، والسبب هو تلك التجربة التي امتدت لحوالي عام ونصف ، مارس خلالها الشعب المصري انتخابات مختلفة ابرزها ، انتخابات مجلس الشعب ، حيث بدأت تظهر امامة بالتجربة طبيعية واهمية تولي المسؤولية ، ولم تكن عمليه ما اطلق عليه (غزوة الصناديق ) التي تلخصت في امر الشريعة وطبيعة الدولة ، تشكل حافزاً للجمهور للانتباه ، الى اين هو يريد ان يضع مستقبله وامنة وحريته .
أن مصر التاريخ والجغرافيا، لا تستطيع ان تنكفئ وتتحول الى دولة ملحقة ، فمنذ ثورة يناير بدأ يبرز اهتمام دول محورية على زعامة الاقليم ، حين راهن كثيرون ان مصر ستغرق في فوضى طويلة ، ثم في فتنة داخلية ، توفر لهم فيها لك الفترة الزمنية ، امكانية اخذ ومباشرة دور اقليمي ، في مرحلة حساسة حيث الاستقطاب بين دول المنطقة كبير تظهر فيه تركيا وايران ودول التعاون الخليجي ، تراقب فيه اسرائيل وتفعل تحالفاتها الاستراتجية مع اميركا، للتدخل وصولاً الى ما يضمن رسو المنطقة على حالة مريحة لهم ان لم يكن اكثر من ذلك .
ولقد سارت الامور بشكل طبيعي حتى انتخاب او رئيس عربي مباشرة وبالتجربة والتوجس ، قدر الناخب المصري رغم المراهنة على قوة ونفوذ التيار الديني ، ونسبة الامية المرتفعة ، فقد لاحظ ان الوطن ومن يستقر بالدولة الدينية وضع مصر التي يفتي بها جماعة الاسلام السياسي ، ولعها محاولة جديدة في الوطن العربي لاعادة انتاج تجربة الجزائر والسودان ، فمصر تمتد في دخلها القومي على 17% على السياحة ، ولا تستطيع خسارة مكانتها الافريقية ، حيث الجوار والمياه والدول المتشاطئة بالنيل وهو شريان حياة مصر، وهناك محاولات لتخفيض حصتها من مياهه ، ولا يمكن ان تخرج من دورها العربي وهي جزء اساسي منه ، حاضنة للجامعة العربية ، والاقدر على تفهم ظروفه وتناقضتها معه سيحول المنطقة الى جزر عربية ، بعد ان اصبح التعاون الخليجي ساعياً الى وحدة فيدرالية بين بلدانه، وليبيا في شؤونها وقد تطول ، واسرائيل حاضرة مستيقظة ، فعلى وضع مصر يتوقف امر حدودها الجنوبية التي اخذت هذه الايام تعيد دراسة وضعها هناك ، وهي منطقة حساسة فالى جانب قطاع غزة ، توجد سيناء والحراك الجاري فيها وتهريب السلاح عبر البحر الاحمر الى جانب موجات الهجرة التي وصلت حسب احصاء رسمي اسرائيلي الى وجود 60 الاف مهاجر افريقي .
ليس صحيحاً ان اداء الاخوان بعد انتخابات مجلس الشعب ، هو ما اضعف مصداقيتهم فقط ، فهناك قطاعات واسعة من الشعب اصبحت تبدي تخوف من تحول المجتمع الى نظام ديني ، مما يفقد الجماهير الكثير من الحرية ويرجعها الى حالات قمع اشد قسوة مما سلف ، وسعي لتطبيق الشريعة ، وارهاب الناس، ويتراجع دخلها القومي وعلاقاتها مع العالم ، ولن تحل المساعدات السعويدية ازمتها ، فهي التي تسعى لاحتواء مصر ، وتحقيق طموح سعودي طال بالزمن للحد من النفوذ والدور المصري العربي والعالمي ، لصالح السعودية ونهحها ويوقف احراجها المستمر كدولة ( ثيوقراطية ) ، تحكم بالسيف ، وتمارس حالة اجتماعية خارج النطاق الانساني ، ومنها تفرخت القاعدة وسواها من حركات للاسلام السياسي ، فعلى رغم من وجود نسبة امية عالية ، وهي بالعادة احتياط للتيار الاسلامي ، بحكم ضعف الاطلاع والمعرفة ، والاستستلام للمقدس الذي يطرح الاخوان ، فان نسبة كبيرة من المثقفين لا تستطيع الاستمرار بقيادة دينية ، وكذلك واساط المستثمرين الاقباتط وقطاعات واسعة اخرى تقدمية ويسارية وليبرالية ، وحتى يكون ممكنا حسم الامر فان المرحلة القادمة / الاعادة / تحتاج الى حشد كافة هذه القوى والعمل على رفع نسبة التصويت التي جاءت نسبيا منخفضة في المرحلة الاولى ، فقد اعلن ابو الفتوح دعم حملة مرشح الاخوان ، وعى مرشح الاخوان الى لقاء مع كافة المرشحين لدعمه من حيث انه يمثل الثورة اما الاخر فهو من النظام السابق ؟ وهكذا ستتوحد كافة تيارات الاسلام السياسي لانجاح ذلك المرشح ، وهم يجدون في ذلك واجب ديني ، وفرصة تاريخية تؤسس للعودة للحكم الديني على طريق العودة لاعلان الخلافة .
ليس الدفع التشجيع انتخاب / شفيق / فقد اصبح امراً واقعاً حسب القانون الانتخابي ، وبديله سيكون / مرسي / الاخواني لتكتمل الصورة ، برئيس ديني وبرلمان ديني ، ودولة دينية ، وتعود مصر الى عهود ما قبل مرحلة / محمد علي /، وهنا فقد اخطاء الناخبون اولا ، لاستنكاف عدد كبير عن المشاركة وثانيا ترسيخ الاستقطاب بين مرشحين قد يكونا ليس الاقضل ، لكنه طالما انعقدت الانتخابات عند هذا الحد ، فمن الطبيعي ان لا يستقر الامر عند هيمنة الاخوان ، الذين ظهر نموذجهم في الحكم خلال مداولات مجلس الشعب ،
وحيث ان الثورة سارت بلا راس ، فقد اصبحت كل الاحتمالات مفتوحة ، وهكذا وصل الامر الى حد اختيار شفيق ومرسي ، ومع ذلك فان الثورة ربت جيلا وافاقت شعباً عاش طويلا دون ان يكون له رأي فيمن يحكمه ، ومسيرة الثورة حتى الان ، والتي اشتملت على وقائع انتخابية وحوارية عديدة ، بدأت تاتي اكلها ، نبهت شعباً لاهمية ممارسة حقه في الانتخاب حسب العقل وليس حسب العاطفة ، ورغم ان نسبة المصوتين لا زالت قليلة وهي حالة موروثة، من عدم الاكتراث المتراكم طويلاً بسبب التزوير او عدم التغير في الحياة ، الا ان التحدي اليوم اكبر امام الناخب والمواطن المصري ، فهو اما مع الدولة الدينية او مع دولة وسطية على الاقل ، تفسح امام مواصلة مصر دورها السياسي ، وطريق التطور لتحسين الحياة للمواطن الذي اصبح طامحاً للامن والازدهار وليس للعودة الى مجاهل التاريخ وامبراطوريات الفتن والفتاوى ، وهي مرحلة واضح انها ستكون مؤقتة ، على الاقل المجلس التشريعي المحبط للشعب ، علم بالتجربة اهمية ممارسة حق الانتخاب والاختيار ، وقرأة البرامج ، وليس انتخاب رئيس كتجربة اولى من نوعها، الا حالة اجبارية لمرور ثورة لم يكن لها قيادة او برنامج او عقيدة سوى اسقاط النظام ، ومن الواضح ان الشيء ذاته في باقي الثورات العربية ، مما يعرضها لقوى الثورة المضادة او الاحتواء او المصادرة ، او اعادة انتاج الانظمة السابقة ، قد يكون ذلك بغطاء ديني لتسهيل المهمة ، ومرة اخرى على القوى التقدمية والمثقفين توحيد الموقف حتى لا يجدوا انفسهم تحت عباءة الاخوان ، فقد اخذةا يطرحون ذاتهم كحماة للثورة ، مع انهم اختطفوها ، وتبنوهاحين تخلى الاباء عن انتاجهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سبب النجاح
shahad ( 2012 / 7 / 25 - 11:07 )
السلام عليكم ورحمة الله و بركتة على فكر سبب نجاح مرسى هو مستوى حملت الدعاية لهو فامرسى دون اى مستوى مؤهل للرئاسة ولكن حملتة على أعل مستو من النشاط وفرض الرىء على الرىء و الاقناع حتى لو باغض الحرام هما على استعدد بأقنعق به أما سبب خسارت شفيق هى ايضآ حملة الانتخابية و التى كانت اسؤ حملة شهادة مصر والرجل كان على مستوى عالى جدآ ولكن حملتة دون مستوى على الاطلق فهما أكتفو بالمثقفين الذين لا ولم يحتاجو مجهودعلىالاطلقلانهم فا همين كويس و هذا هو السبب الرئيس للنجاح و الخسارة و أنا من مؤدى العمل لفالبد ان نعمل ونخلص فى عملنا هم

اخر الافلام

.. المغرب: حملة -تزوجني بدون مهر-.. ما حقيقتها؟ • فرانس 24 / FR


.. كأس أمم أوروبا 2024: ديشان يعلن تشكيلة المنتخب الفرنسي.. ما




.. هل تكسر واشنطن هيمنة الصين بالطاقة النظيفة؟


.. سكان قطاع غزة يعانون انعدام الخيام والمواد الغذائية بعد نزوح




.. إسرائيل تقدم ردها لمحكمة العدل الدولية على طلب جنوب إفريقيا