الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دولة العقل

حميد المصباحي

2012 / 5 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


دولة العقل
الدولة جهاز للحكم,وتدبير شؤون المجتمعات,لتتأسس بها حضارة إنسانية,تواصل سيرها لتحقيق النمو والتقدم والإزدهار الإقتصادي والثقافي.الدولة لاتصير كذلك بدون أن تكون دولة العقل,فكيف تكون كذلك؟؟
اقتصاديا
هي الدولة التي تدبر شؤون الناس بدون أن تتحول إلى معيل للمعدمين,أو مشارك للأغنياء في ثرواتهم,أو خاضعة لنزواتهم,إنها تلك المؤسسة,التي تعتبر الثروة حقا للعاملين على تحصيلها,دون أن تكون وسيلة لقهر المحتاجين,بحيث يشعر الغني أن الدولة ليست ملكا له ولا داعما له في معتركاته القانونية والإقتصادية ضد غيره,إن الدولة هنا تفرض التعاون كشرط لحماية ذوي الثروات,كما أنها لاتبدو في نظر الفقراء حاميا لهم ومشجعا على الكسل والإنتظار,باختصار إنها خصم حضاري للفقراء والأغنياء,تحول دون تحول الثروات إلى سلطة لإهانة الغير او التطاول على القوانين,كما تنبه أنها ليست بيت مال للكسالى وغير الراغبين في العمل والبحث والجد لتحصيل الثروة أو العلم والمعرفة,وكل ما ينفع الناس,ماديا كان أو رمزيا.
سياسيا
هي دولة تحفظ الحقوق,وأيضا تطورها,وفق تطور نظام القيم,وتختار من الساسة ممن لهم القدرة على الإنصات أكثر من الكلام,ومن الزاهدين في علم المصالح والخبرات التقنية,التي تتحول إلى وسيلة إثراء,مغرية وحافزة على كل أشكال التطاول,فهي تؤهل من بعيد,حتى إذا جاء يوم الإختيار,يجد الناخب حقا نخبة يحتار أمامها الناس,من حيث حكمها وحكمتها,لأنه إن وجد غير ذلك شكك في جدية الدولة نفسها,فعندما تقدم له الجهلة,يعتبر تلك رسالة له,أنه لن يجد ما يبحث عنه,وعليه أن يختار الأقل كارثية,فالديمقراطية,تعطي الحق لكل من أراد التحول إلى سياسي,حتى إن لم يسبق له أن عرف السياسة وأحزابها وإيديولوجيتها,صحيح أن هذا يحدث في الغرب,لكن هناك يستحيي الناس من القفز على ما لادراية لهم به, خوفا من جرأة الصحافة والمجتمع المدني,فهناك تفام المواجهات والتصريحات,ولا يجرأ أحد على اعتبار السياسة لعبا,يتعلمه حتى الأغبياء,إنها قيم ومعرفة وحضور للعقلي والثقافي والمعرفي.
ثقافيا
هي دولة المعرفة,لا الجهالة,ولأنها كذلك فهي حريصة على تثقيف الناس,وتنويرهم حضاريا,فمنهم تجدد ذاتها,وبهم تتطور هي نفسها,وهي لانكتشف نجاحها إلا بمدى تقدم المجتمع حضاريا,هي صورته,وهو دليل قوتها,وهنا تكون الثقافة الوجه المشرق للحضارة,وبدونها لاشك هناك وحشية وتخلف تخجل منه دولة العقل,لأنها تعتبر نفسها حاملة لمشروع حضاري,بدون الثقافة لن تكون الدولة إلا قبيلة أو جماعة خارج التاريخ والعقل,مندحرة أو في طريقها للإندحار.
دولة العقل إذن,تتنافى و تتناقض مع التخلف وكل مظاهره,السياسية والثقافية والإقتصادية ,وكلما فشلت في تحقيق التنمية ازدادت بعدا عن العقل,واقترابا من خرافات البتاء,والتنمية المنتظرة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - غير معروفة المنهجية المتبناة
زكرياء الفاضل ( 2012 / 5 / 26 - 21:51 )
وقلت: كما أنها لاتبدو في نظر الفقراء حاميا لهم ومشجعا على الكسل والإنتظار. فهل لك أن تفصح أكثر؟ .قلت: بدون أن تتحول إلى معيل للمعدمين. من فضلك وضّح

اخر الافلام

.. ستارمر يتولى رئاسة وزراء بريطاينا بعد 14 عاما من حكم المحافظ


.. اشتعال النيران في منزل بكريات شمونة شمال إسرائيل إثر سقوط صو




.. ما دلالات تقدم المرشح الإصلاحي بزشكيان على منافسه المحافظ جل


.. هل يرغب نتيناهو بالتوصل لاتفاق بشأن وقف الحرب على غزة؟




.. ما الضغوط التي تمارسها أمريكا لدفع إسرائيل لقبول الصفقة؟