الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما اوسخنا ... نقتل القتيل ونمشي فى جنازته

نادية علي

2012 / 5 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


اظهرت حادثة خطف الزوار اللبنانيين الشيعة في حلب ، أن المجتمع اللبناني الذي جرب الحرب الاهلية وذاق شرها سنواتِ عجافٍ طويلة، يكاد ينزلق اليوم الى حافة الهاوية ، وهي في الواقع  حادثة ترسل عدة إشارات عن تداعيات الأزمة السورية التي ترواح مكانها، وتهدد بتفجير الالغام اللبنانية  حلحلة حالة التوافق والهدنة التى تسود بين الطوائف البنانية اثر اتفاق الطائف .  

ولقد أكدت هذه الحادثة وهي ليست الأولى ، في سلسلة الدلائل والمعالم على طائفية "الثورة " السورية  ، (أكدت) حجم المخطط الذي يراد للوضع السوري الوصول اليه ، والذي ظاهره ثورة وباطنه حرب طائفية  تلقي بظلالها الوخيمة على لبنان  ، وعموم المنطقة فى امتداد للحالة العراقية ، ولتشمل ايران ودول الخليج العربية خاصة السعودية والكويت والبحرين،  بل وستمتد الى افغانستان وباكستان أيضاً.

إن خطف الشيعة والعلويين في سوريا وقتلهم، واغتيالات أئمة الصلاة في مرقدي السيدة زينب ورقية عليهما السلام  ، امر مرفوض ومستنكر ليس فقط  لقدسية وحرمة المكان " الذنب يعظم حسب الزمان والمكان " ، ولكن لكونه يعود بالانسانية الى عصور الجهل ورفض الاخر ، والأدهى والامر ان هذا القتل الطائفي فى سوريا بات أمراً طبيعياً، حيث أنه لم يلفت " انتباه " المجتمع الدولى الذى اقام الدنيا ولم يقعدها بعد احداث تولوز "  في فرنسا والهجوم على مدرسة يهودية " ،  والأغلب منه صمت الدول التي تدعم "الثورة " السورية على اساس انها تواجه طغيان نظام دكتاتوري يقتل شعبه ويحكم بالحديد والنار .  

ان خطف اللبنانيين الشيعة في حلب ، يجب ان يدفع بالعقلاء في لبنان وغيرها،وخاصة أولئك الذين يدعمون الجماعات المسلحة في سوريا، باتمريره يسهرون تمرير الاسلحة لهم ، سواء من الداخل ام من  خارج لبنان ، الى الحذر الشديد من الوقوع في فخ " عسكرة " المجتمع اللبناني المدني الذي كان ، و الذى لم له ميزة خاصة وهى ان الجيل الحالى يضم الكثير من أيتام الحرب الاهلية الذين من السهل  شحنهم ، وإشعال نار الانتقام عندم بعد ان صاروا مثالاً على حوار الأديان والتعايش المذهبي السلمي. 

وما يثير القلق فعلاً فى هذه الحادثة ، هو أن هؤلاء الذين يرفعون لواء إسقاط النظام السوري (في لبنان )  ويمعنون ، في تقديم كل أشكال الدعم الى الجماعات المسلحة في سوريا ، هم من يتحمل  المسؤولة عن خطف اللبنانيين الشيعة ، وفى ازدواجية غريبة يحاولون استغلال هذه الحادثة  لتلميع صورتهم  التى لا تخلو من  شوائب الطائفية ، واتمنى ان أكون مخطئة  غير أن  تاخر طائرة الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري الخاصة التى كان من المقرر ان تنقل هؤلاء المخطوفين ، من مطار هاتاي العسكري في الإسكندرون بعد اعلان اطلاق سراحهم من قبل الحريري نفسه ووزير الخارجية التركي ، يثير التساؤل عن دور الحريري الذى لم يتحدث لأي  من وسائل إعلامه أبدا  ، بل اكتفى بتبليغ  رئيس مجلس النواب نبيه بري يالامر ، ايا تري هل هي مناورة جديدة ام ان أن  الثنائي الحريري - تركيا التي تتعاون معه ومع غيره لاسقاط نظام دمشق ، بكل  الاساليب  منها طبعا  الدعم المطلق سياسيا وعسكريا للمعارضة السورية ، التى تلطخت بالقتل والتهجير ...والخطف الطائفي.

   ومايبعث على الشك أيضاً في دوافع هؤلاء المتباكين على خطف الزوار اللبنانيين في حلب ، انهم متورطون في تجارة السلاح ونقله الى الجماعات المسلحة في سوريا ، وهذا الامر يضع  الامم المتحدة  أمام اختبار كبير من المفروض ان يدفع باتجاه اجراء تحقيق في مجلس الامن الدولي حول تهريب السلاح الى لبنان ، تمهديا لنقله الى سوريا مما يعتبر انتهاكا واضحا للقرار رقم 1701 والذى جاء لانقاذ ماء وجه اسرائيل بعد هزيمتها المرة في حرب تموز 2006  امام حزب الله ،  وفيه فقرة تمنع مرور السلاح من سوريا الى حزب الله المقاوم لإسرائيل  ، وتؤكد  على ضرورة بسط الحكومة اللبنانية سيطرتها على جميع الأراضي اللبنانية  ، وفق أحكام القرار 1559 (2004) والقرار 1680 (2006)، والأحكام ذات الصلة باتفاق الطائف ، وان تمارس كامل سيادتها حتى لا تكون هناك أي أسلحة خارج سلطة الجيش . 
 
لكن مانشهده هذه الايام  انه للاسف تتم التغطية على تهريب الاسلحة فى الاتجاه المعاكس "من لبنان الى سوريا " ، والاغرب منه احتضان عناصر القاعدة والمجموعات  المسلحة من قبل السنة الذين يبدو انهم  تناسوا " نهر البارد " ،ويعتبر هذا منعطفا خطيرا فى تاريخ سنة لبنان  المسالمين ومن ورائهم جماعة  14 آذار  ، والذين حملوا لواء " الاستراتجية الدفاعية "  وانشغلوا بالبحث حول سلاح المقاومة، وفى تناقض غريب يحملون الان لواء تسليح المعارضة السورية من لبنان ،  تلك المعارضة التى تثبت كل يوم انها حبيسة لعبة دولة كبيرة " ظاهرها الحرية وباطنها الطائفية ولبها اسرائيل " .و لايتعلق الامر  بخرق قرارات دولية فقط بل ويكشف "محاولات  الدول الداعمة للجماعات المسلحة فى سوريا " لاحباط تطبيق خطة التسوية السلمية في  سوريا  اذ تكشف  العمليات الارهابية المستمرة في سوريا  مدى  تعزز مواقع “القاعدة” في لبنان وسعى قوى لبنانية نافذة الى خلخلة الوضع واحباط عملية التسوية السلمية”.

وبين هذا وذاك تقبع سوريا تحت رحمة من لديه مفاتح  التفجيرات الارهابية ، وقد قبع  الخطوفون اللبنانيين الشيعة لأيام،   تحت رحمة المجهول ، وتلاعب الحريري وغول بمشاعر ذويهم  و من يتعاطف معهم من احرار العالم ،  وربما ليس هم من يتلاعب بل انهم مغلوبون على امرهم ،  والقرار ليس قرارهم  ام انهم يفاوضون  على اشياء اخرى ،  ومهما يكن الامر فان الحديث فى لبنان عن تعزيز مواقع تنظيم القاعدة ومجموعات متطرفة اخرى قريبة منها من حيث الايديولوجية ، تحصل على دعم مباشر من نفس القوى التي " تساهم " فى عملية الإفراج عن اللبنانيين ،اثارت وتساؤلات كبيرة فى الشارع اللبناني الذى صدم من تأخر وصول المخطوفين بعد ان كانت تركيا اكدت انهم سلموا لها ، وانهم خضعوا للفحص الطبي واكدت على سلامتهم ، لكن طائرة الحريري  تأخرت واكد انها لن تعود بدون المخطوفين  ، ربما أخرتها غيوم غليون وغول عن الاقلاع  

عجبي لمن يقتل القتيل ويمشي فى جنازته








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - فعلا...ما أوسخكم
ماجدة منصور ( 2012 / 5 / 26 - 23:31 )
فعلا...ما (أوسخكم ) تقتلون القتيل و تمشون بجنازته... بل تدعون له بالرحمة أيضا..
أتعجب من أمر الكاتبة التي لم يحرك _شعورها_المرهف ، هذا القتل الهمجي الذي ترتكبه عصابة الأسد بينما تدفق شعورها المرهف تجاه 12 لبناني فقط!!!!0


2 - ما اوسخ ماجدة منصور
محمد عبيد صحافي مصري ( 2012 / 5 / 27 - 00:27 )
ما اوسخ الطائفيين الجيش السوري الحر وتنظيم القاعدة وجماعات الخطف والقتل الطائفية. وشكرا للكاتبة نادية


3 - الغاية لاتبرر الوسيلة
اسامة حمدان ( 2012 / 5 / 27 - 00:33 )
يا اخت ماجدة منصور الغاية لاتبرر الوسيلة. ارهاب النظام لايبرر خطف اللبنانيين او قتل آخرين.
موقف الكاتبة نبيل ومشرف وهو ليس مع النظام السوري بل مع الحق والوسائل الشريفة في المقاومة


4 - محمد عبيد صحافي مصري
ماجدة منصور ( 2012 / 5 / 27 - 01:32 )
و ما أقذر تعليقك يا مزبلة الصحفيين..
يبدو أنك آكل علقة من المدام
هههههههههههه


5 - عجبا للسفاحين وقد اصبحوا مقاومين
سعد الشروكي ( 2012 / 5 / 27 - 01:38 )
هل يعقل ان ينقل سلاح لبنانين مع عوائلهم السلاح من ايران الى سورية وبواسطة سيارات. ما قدر الغباء الذي يتكلم به المقاومون.ان السلاح ياتي لسوريا عبر مرافئ سورية وامام الكل لا خوفا ولا خجلا وبدون اثمان ان روسيا وايران وكوريا ملتزمين بدعم سوريا عسكريا حتئ الرمق الاخير.ناهيك عن الصين ان الامور لم تعد بيد بشار.بل هناك من يأمر بشار عن الخطوة القادمة.
ولكن مايسمى بالمقاومة هذا كفرا لا غفران له . انهم اناس سلفيون وقاعديون ولا يجيدون غير القتل دينا.المقاومون الحقيقيون هم من يخرجون الى الشارع ويتظاهرون وهولاء من أكتسب تعاطف العالم معه . اما جماعة الحريري والموز واردوغان والغبي عبد الله. هم نفسهم من ملئ العراق تفجيرات
وذبحا ارضاءأ لمعتقداتهم الشيطانية واحتطاف لتمويل عملياتهم واغراضهم الدنيئة.
سوف تكشف الايام كم دفع الحريري وغيره لاطلاق سراح المخطوفين.
فليسقط الاسد امام صدور المتظاهرين.
وليبييد الاسد كل من حمل السلاح واطال اللحئ وروع شعب سورية.


6 - الارهاب والكباب
اسامة حمدان ( 2012 / 5 / 27 - 07:47 )
سيدة ماجدة منصور لتسحبي كلامك في البداية فانت بدأت الشتم والسب على الجميع بقولك ما اوسخكم. اننا من السنة ولسنا شيعة ولكن مقال السيدة نادية وهي أيضاً اذا قرات مقالاتها السابقة سنية مالكية وتفخر بذلك ، يفضح لعبة المساومين الذين وضعوا ايديهم بيد الإرهابيين لقتل الشعبين اللبناني والسوري وايضا الايراني فقط لانهم شيعة.
هل هذا معقول سيدتي ؟.
ولتعلمي انا فلسطيني ولايمكن ان أؤيد ديكتاتورا ظالما الا ان دفع الظلم لايكون بظلم الاخرين.
انك تستهينين بالعدد والله يقول ان قتل نفس محترمة واحدا مثله كمن قتل الناس جميعاً.
اكرر شكري للكاتبة اللامعة وأسأل الله ان يكون ذلك في ميزان حسناتها. انها مع المظلومين وضد الارهاب والطائفية التي تريدها اسرائيل ونحن معها. شكرًا شكرًا شكرًا.  


7 - ال الأستاذ المحترم أسامة حمدان
ماجدة منصور ( 2012 / 5 / 27 - 08:59 )
ومن الذي عمم (الوساخة ) يا سيدي الفاضل؟؟؟أنا أم حضرة الكاتبة؟؟؟
أنا أيضاً مسلمة و لا أرضى من أي كان أن يعمم الوساخة و عندما يبتدئ كائن من كان بعبارة__ما أوسخنا..نقتل القتيل و نمشي بجنازته_أن يتوقع ردودا مختلفة من القراء
و الكاتبة قد اختارت أن تنشر مقالها على الملأ...اذن من حقنا الرد على الملأ أيضا لأن مقالها لم يعد ملكها..بل أصبح ملك القراء
ولكن الذي يجعلنا نخرج عن طورنا هو (تحيز) بعض الكتاب لما يجري في الداخل السوري بينما نحن نُقتل بدم بارد
أخيرا لك احترامي أستاذ أسامة


8 - لم يكن تعميما أبدا
عدنان عبود ( 2012 / 5 / 27 - 18:13 )
للاخت ماجدة منصور اود توضيح ان عبارة ما اوسخنا نقتل القتيل ونمشي في جنازته ليست هنا في مقام التعميم فالمقال واضح انه يعني فئة الإرهابيين أو المتعاونين معهم ممن يرسل السلاح الى سوريا لقتل وخطف الناس لمجرد كونهم علويين او شيعة. وواضح أيضاً ان المقال يقصد سعد الحريري والأتراك الذين اعتبروا انفسهم وسطاء بينما هم من يرعى الارهاب في سوريا. وهذا ليس دفاعا عن النظام السوري على الاطلاق ولايمكن ان نبرر جرائمه لكن في نفس الوقت لايمكن تبرير جرائم من يسمون انفسهم المعارضة السورية خاصة خطف الأقرباء وقتل المدنيين بزعم انهم حرس ثوري او اعضاء في حزب الله وغيرها من الأكاذيب التي انكشفت لنا نحن الإعلاميين.
الاخت الكاتبة نادية علي من الأوائل الذين حذروا من الطائفية فأرجوك اقرأي مقالاتها السابقة ومقالاتها المنشورة في جريدة العالم التي يتم النقل عنها عادة في المواقع المختلفة. وإنني انحني لها إجلالا واحتراما رغم انني لا اعرفها. واحيي هنا جريدة العالم العراقية الأصيلة التي عرفتنا اكثر بها.  

اخر الافلام

.. هل تسير مجريات محاكمة ترامب نحو التبرئة أم الإدانة؟ | #أميرك


.. هل أصبح بايدن عبئا على الحزب الديمقراطي؟ | #أميركا_اليوم




.. مسؤولون أمريكيون: نشعر باليأس من نتنياهو والحوار معه تكتيكي


.. لماذا تعد المروحيات أكثر خطورة وعرضة للسقوط؟ ولماذا يفضلها ا




.. سرايا القدس تبث صورا لتفجير مقاوميها بكتيبة طوباس سيارة مفخخ