الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التابوات في السياسة العراقية

عباس داخل حسن

2012 / 5 / 26
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


التابوات في السياسة العراقية .
مما لا شك فيه أن الكرد قطعوا شوطا كبيراً في التنمية والبنى التحتية في كافة المجالات وإرساء مؤسسات للاقليم وجلب الاستثمارات الكبيرة وفق رؤيا حديثة من حيث إنتهى الأخرين ، بنقل تجارب وإحتضانها من أجل النهوض السريع وتحجيم البيروقراطية في بعض المعاملات وإرساء نوع من الشفافية خاصة بالاقليم . ورغم كل الإنتقادات الموضوعية في الشق السياسي من قبل المعارضة الكردية وبعض الفئات المهمشة نسبيا إذا ما قورنت مع بقية المحافظات العراقية . ولولا توفر الأمن لماحصلت كل هذه الطفرة النوعية . فيما ضرب الأرهاب والتدخل الاقليمي والدولي بقية المحافظات بقسوة لاسباب معروفة على سبيل المثال الطائفية والولاء الوطني المشتت بين المذهب والقومية والقبلية والفساد بكل أنواعه ، وأنحى الكرد بانفسهم بعيدا عن هذا المشهد المعقد والملتبس برمته وكأن ألامر لايعنيهم من بعيد أو قريب مبددين وهم الشراكة الحقيقية وكثيراً ماتعالت أصوات التهديد بالإنفصال أو اللعب على أوراق متناقضة كثيرة بسبب غياب القيادات التي تملك كاريزما لتعمل على إرساء تفاهمات الدستور الذي إذا ما التزموا به لوفر الاستقرار والإطمئنان للجميع دون الحاجة الى الاصطفافات وأستعراض العضلات من هذا الطرف أوذاك
وأمضينا عشر سنوات استحكمت فيها الخلافات التي تضرب في عمق العملية السياسية ودأب الساسة في المركز على اخفاءها بصناعة الازمات لالهاء الرأي العام عن الفشل المريع في الخدمات والقضاء على الفساد والتخلف عن الاقليم ببون شاسع في التنمية والبناء والاستقرار . والكل يغبط تجربة إقليم كردستان ويشير إلى تجربتهم بكل إحترام
وصراحة إن أقليم كردستان رغم وجود الخلافات داخله إلا أن هناك قيادات تاريخية كاريزمية سهلت خلق تفاهمات وإستقرار ليس بالمثالي لكن العمل بما هو ممكن بواقعية وعقلانية . فحين بقي الاخرين يتخبطون في تحالفات وإصطفافات غير متناغمة ومتطلبات العمل السياسي . معطلة لكثير من القررات التي تخدم المواطن والتنمية وإقناع الشركاء من المكونات الاخرى . وهذا أدى الى التفرد ببعض القررات لاستحالة الاجماع . فسره البعض بالديكتاتورية من هذه الجهة أوتلك علما أن الكل شركاء في الحكومة وعلى قناعة بإستحالة العودة لحكم الإستبداد والديكتاتورية .
إن الازمة الأخيرة كشفت بوضوح ليست هناك أي شراكة أو إحترام للنظام الفيدرالي المنصوص عليه دستوريا بل تفاهمات أشخاص تقاسموا السلطة بعد أن وصلوا عن طريق صناديق الانتخاب بشكل ديمقراطي أستاثروا بالقرار بعيدا عن كل مايقال في الدستور وتفسيرات المحكمة الاتحادية وحلت محلها تفسيرات الكتلة او الحزب وبهذا صار تفريخ الأزمات سمة المشهد السياسي العراقي . متاهات ديمقراطية فصلتها الكتل السياسية على مقاساتها وجعلتها مثل تابوات مقدسة هي الاخرى لايسمح المساس بها
واستقالة السيد رئيس الجمهورية جلال طلباني التي وضعت بين يدي رئيس إقليم كردستان مسعود برزاني أن صح هذا الخبر يدلل على ما أشرنا إليه ، لادستور ولاديمقراطية تحكم العراق بل كتل سياسية وصلت بالمال او الشحن المذهبي والعرقي ومن بوابة صندوق الاقتراع وتبوأت في البرلمان والحكومة المناصب وإلا مامعنى ان يقدم رئيس الجمهورية استقالته لرئيس الاقليم لتقوية شوكته التفاوضية ، لأقرار حقوق دستورية بخطوة ضربت عرض الحائط بالدستور وهذا أمر مستغرب لان رئيس الجمهورية أدى اليمين اوالقسم بأن يصون وحدة العراق الفيدرالي وهو رئيس لكل العراق ومثل العراق بكل المحافل الدولية واستقبل ليس المناضل الشيخ الذي أفنى حياته في سبيل شعبه والخلاص من الاستبداد كما كان في المعارضة وأيام النضال ضد الديكتاتورية . بل رئيس جمهورية العراق يمثل كل مكونات وفسيفساء العراق .
ولانجد من يفسر لنا هذا الموضوع وكأن الرئيس مام جلال تابو ومن المحرمات لايمكن الاقتراب منها
ولااحد ينكر التاريخ المشرف للسيد الرئيس جلال طلباني والسيد مسعود البرزاني لكنهم بشر يخطئون ويصيبون وطبيعة أي عمل فيه النجاح والاخفاق . والفشل اذا تعلمنا منه يتحول الى نجاح
ان اللعب على الانشقاقات ليس من مصلحة أحد لا الكرد ولا العرب ولا أي مكون اخر .
يبقى البرلمان هو الحل الوحيد كممثل لإرادة الشعب سوى إختلفنا أوإتفقنا بالذهاب الى انتخابات مبكرة وإذا ما أراد الساسة والقيادات للكتل ذلك سينفذونه برمش العين ، ولكنهم لايرغبون بأي تغيير للعبة خوفا على مصالحهم والدوائر الضيقة من حولهم ولانعرف تمسكهم بالشراكة والمحاصصة وهي طريقة مجربة في الفشل والانقسام واشاعت الفساد المالي ولايجرب المجرب إلا عقل مخرب .لكن لحاجة في نفس يعقوب .
من الواجب الآن ان نتخلص من هذه الطبخة الفاسدة من محاصصة وتوافقية والعودة الى الطريق القويم بحكومة أغلبية ومعارضة فعالة لاتناكف الحكومة بل تقوم وتحارب الفساد والتلكوء مثل حكومات كل النظم الديمقراطية الناجحة والفعالة في هذا العالم ونخلص من تابوات الحكام والساسة . وذكرنا باكثر من مقال انهم أصبحوا آلهة والآلهة تعبد ولاتعمل .
هل سيتعلم الساسة العراقيين من الفشل لبلوغ النجاح والخلاص من أرباع وأثلاث وانصاف الحلول التي أوصدت أبواب الاستقرار والطمأنينة والتنمية للشعب العراقي المكلوم عبر عقود . هل سنرى مهامتا غاندي عراقي يخاطب الاقليم أعطوني يوما إتحاد إعطيكم دهراً إنفصال . هل سيخرج لولا دي سيلفيا يضرب كرسي السلطة عرض الحائط ولم يعدل الدستور لولاية ثالثة بطلب من البرلمان ويبكي لانه لم ينجح باجتثاث الفقر من البلاد تماما . أو نلسون مانديلا عليل يسهر الليالي ويزعج الرؤساء ليل نهار في سبيل جمع التبرعات لأجل رعاية مرضى الايدز في جنوب افريقيا ولا أريد أضرب أمثلة أخرى فالتاريخ حافل بالأسماء ولا أدخل بمناطق أكثر سخونة وإحمرار.
ونقترب من تابوات أخرى لانها مُهِلكة .. ولاتلقوا بانفسكم إلى التهلكة

عباس داخل حسن
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فريق العربية في غزة.. مراسلون أمام الكاميرا.. آباء وأمهات خل


.. تركيا تقرر وقف التجارة بشكل نهائي مع إسرائيل




.. عمدة لندن صادق خان يفوز بولاية ثالثة


.. لماذا أثارت نتائج الانتخابات البريطانية قلق بايدن؟




.. مسؤول إسرائيلي: حماس -تعرقل- التوصل لاتفاق تهدئة في غزة