الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سقوط السقوف الزمنية

ساطع راجي

2012 / 5 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


عقدة جديدة أضافها الزعماء السياسيون للحال العراقي المعقد أصلا، عبر إقدامهم على تحديد سقوف زمنية طالبوا رئيس الوزراء نوري المالكي بتنفيذ قائمة من الطلبات وتفعيل اتفاقات سابقة خلالها، وتم تجاوز السقوف الزمنية مرة بعد أخرى دون أن يحصل الانفراج المرجو أو يتم الاتفاق المنشود، وحالة تجاهل الزمن والاستحقاقات تلازم العملية منذ عدة سنوات.
قد يكون وضع سقوف زمنية يتضمن رسائل عدة، الاولى للمالكي لإعلامه بالحزم الذي يريد استخدامه معه خصومه/شركاؤه في حال إستمراره في تجاهل مطالبهم، والرسالة الثانية قد تكون موجهة الى التحالف الوطني لإشعاره بأن الوقت ليس في صالحه إن لم يحسم أمره ويبدأ بالتفكير جديا في بديل للمالكي، أما الرسالة الثالثة في وضع السقوف الزمنية فكان الزعماء وجهوها لقواعدهم الشعبية لإبلاغها بإن الزعماء غير راضين ولا ساكتين تجاه ما يحدث في البلاد والارجح أن تكون السقوف الزمنية نقطة شروع نحو صفقات سياسية جديدة يريد الزعماء عقدها بعدما تاهت الصفقات السابقة في الطريق الى التنفيذ، وربما هناك رسائل أخرى تحملها السقوف الزمنية لكنها لم تصل لمقصدها.
أيا كان الهدف المرجو من وضع السقوف الزمنية فإن النتائج جاءت بالعكس تماما لما أراده واضعو تلك السقوف حيث لم يبال المالكي بها بل إن خصومه منحوه ميدانه المفضل (الزمن)، فالمالكي كان قد وضع بنفسه لنفسه سقوفا زمنية في أكثر من ملف وهو لم يلتزم بها جميعا تقريبا فما بالك بسقوف يضعها الاخرون؟.
الضرر الثاني الذي تسببت به السقوف الزمنية هي إنها أكدت بشكل ما عجز القوى السياسية العراقية عن إجراء تغيير سلمي وسلس في السلطة وفقا للاليات الدستورية وإنها (القوى السياسية) غير قادرة على الاتفاق حتى عندما تجتمع مصالحها وحتى عندما تضع سلطة زعمائها على المحك، وبشكل آخر ساهمت السقوف الزمنية بإظهار المالكي أقوى مما كان وإظهار خصومه ضعفاء خاصة مع حالة الانقسام الواضحة في مواقف كل كتلة سياسية بإستثناء كتلة المالكي كما أظهرت إن البرلمان فقد الكثير من سطوته.
مر ما يقارب نصف عمر الدورة البرلمانية وسنة ونصف منذ تشكيل الحكومة وهذا وقت كاف للقيام بجردة حساب وتقييم الاداء وخاصة مع الفشل في استكمال تشكيل الحكومة (الوزارات الامنية) والفشل في تنفيذ إتفاقية أربيل فضلا عن حالات الفشل الكثيرة التي تعتري الاداء الحكومي ووصول العلاقة بين الاطراف السياسية الى مرحلة حرجة من تبادل الاتهامات وتحريض الشارع.
الفرقاء السياسيون مترددون في سحب الثقة عن المالكي خشية إنفراط عقد كتلهم أولا وتمرد وزرائهم ثانيا والاخطر خشية الفشل في الاتفاق على بديل للمالكي الذي سيصبح رئيس وزراء بحكم القضاء والقدر فيما لو تم سحب الثقة عنه وعدم الاتفاق على بديل له، لذلك أراد الزعماء إلقاء الكرة في ملعب التحالف الوطني المنقسم بدوره والذي لن يتمكن على الاغلب من الاتفاق على رئيس وزراء بديل وصار مخيرا بين الانقسام أو بقاء المالكي، ويبدو إن الصراع رسخ التوصيفات الطائفية للمشاركين للسلطة ففي النهاية وجد التحالف الوطني نفسه أمام إستحقاق مصطنع هو الحفاظ على (الطائفة) مثلما يفعل الاخرون أيضا لطوائفهم وقومياتهم.
تسرع الزعماء في وضع سقوف زمنية لن يؤدي الى شيء محدد ولكن صار لزاما عليهم إما العمل من داخل البرلمان لسحب الثقة عن المالكي وهو ما لن يحصل على الاغلب أو الاسراع في تحقيق تقارب جديد يتمتع بحسم ووضوح أكبر لتمرير ما تبقى من زمن ومن اتفاقات وهو الامر الذي سيحدث على الاغلب ولكن بنجاح ضئيل وفي كل هذه الدوامة يبقى المواطن الخاسر الاكبر ما دامت مهمة النظام السياسي الاولى هي إرضاء الزعماء وصيانة سلطتهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نادين الراسي.. تتحدث عن الخيانة الجسدية التي تعرضت لها????


.. السودان.. إعلان لوقف الحرب | #الظهيرة




.. فيديو متداول لحارسي الرئيس الروسي والرئيس الصيني يتبادلان ال


.. القسام: قنصنا جنديا إسرائيليا في محور -نتساريم- جنوب حي تل ا




.. شاهد| آخر الصور الملتقطة للرئيس الإيراني والوفد الوزاري في أ