الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الماركسية هل تصلح القراءات الادبية فى نقدها؟

اسامة على عبد الحليم

2012 / 5 / 27
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


اولا/ قراءة التوسير :- البنيوية وجدل الوجود!
اعتبر كثير من نقاد ماركس ان اسهاماته النظرية المبكرة ( ماركس الشاب) لم تكن تتضمن الكثير فيما يتعلق بقضايا التاريخ والعلاقات الاجتماعية بقدر تركيزها على قضايا فلسفية او ايدلوجية كمفهوم الانسان وظاهرة الاغتراب *
واحدة من هذه القراءات كانت قراءة التوسير , وهى فى تقديرى قراءة ادبية لكتاب اقتصاد تعتمد البنيوية ,فى بحثها على مالم يقله ماركس!, على فجوات الخطاب , صمته وتناقضاته , التوسير نفسه يصف ما انجزه فى قراءة ماركس بانها قراءة تبحث عن حقها فى الخطأ! فهل يصلح هذا؟
بعيدا عن استنتاجاته الاقتصادية حول راس المال يذهب التوسير الى ان خطأ الماركسية هو انها ذات نزعة تاريخية مضادة للانسان على اساس ان ماركس (الناضج) عندما تخلص من تأثره بهيجل وفيورباخ , انطلق من نمط الانتاج والبنى الاجتماعية التى تصنع التاريخ دون تأثيرات الفردانية والذات
لقد اوضح غارودى لاحقا ان توصيفات التوسير حول الماركسية ليست صحيحة اذ من الخطأ معالجة التاريخ / العلم /الواقع للبنى الاجتماعية دون ان نعتد بالاختيارات الانسانية, ذلك انها تمثل الجانب الفاعل فى المعرفة وهو الجانب الذى اسماه ماركس باللحظة الذاتية( ماركسية القرن العشرين لروجيه غاردودى)
ويعتقد فريدريك جيمسون ان التوسير يمكن ان يعرف الماركسية على النحو التالى : " الماركسية ليست فلسفة . انها وحدة النظرية والممارسة . هذا يعنى انها تقوم على مفاهيم , ولكن هذه المفاهيم نفسها هى أشكال من الممارسة . وبالتالى لا يمكن مناقشتها بطريقة متعالية بدون تدخل من الالتزامات و المواقف العملية "( لينين والفلسفة ومقالات اخرى . المقدمة ص 10 )
وهذا صحيح الى حد كبير , فلو ان التوسير لم يقدم سفرين متميزين واحد منهما (التوسير وباليبر فى قراءة راس المال)حول منجز ماركس لحق لنا ان نتهم مساهمته بانها متعجلة قليلا, فالماركسية تنفى بالضرورة مفهوم الروشتة , باعتبارها موقف فلسفى يبحث عن الاشتراكية من خلال ادوات محددة, الاقتصاد السياسى الماركسى والفهم العلمى للتاريخ واستمرار عملية انتاج المعرفة الماركسية المتوافقة مع تقديراتنا لطروف تطورنا , ربما بامكاننا قراءة وجهات نظر التوسير ضمن هذا السياق , وضمن ظروف الفاعلية الثقافية فى فرنسا منتصف القرن الماضى , حيث نلاحظ الحاح الكاتب على مسائل الوجودية فى بحثه عن ( المأهيات الانسانية) والنقلات الابستمولوجية فى منهج وموضوعة راس المال لماركس
ثانيا /تعليقات فرانسيس ويين :-الديالكتيك الشعرى
قدمها فرانسيس ويين فى مقاله( كارل ماركس شاعر الديالكتيك) التى ترجمها غريب اسكندر قبل عدة سنوات التى اثبت فيها مقولة لبيرمان يقول فيها( ان ماركس لو اراد ان يكتب رسالة فى الاقتصاد لفعل لكنه قدم فى راس المال عملا ابداعيا كأعمال بيتهوفن وغويا وديستوفيسكى وفان غوخ , ثم يتسآءل ( ولكن كم من الناس يفكر بادراج ماركس مع هؤلاء؟
مشكلة مثل هذه القراءات الادبية انها قراءات عاشقة ان صح التعبير , فهى لاتناقش مفاهيم رئيسة فى مساهمة ماركس , ذلك ان قراءة لرأس المال كان يجب ان تتعرض مثلا لمفهوم فائض القيمة, ان اى قراءة لماركس تتجاوز مسالة اكتشافه لقارة العلم الثالثة ( التاريخ) بعد ان اكتشف مالتوس الاولى( الرياضايات) وجاليليو ( الفيزياء) لاشك انها قراءة لا قيمة لها , رغم ان هذه المحاولة قد احتفت ببعض الاشارات المهمة على طرافتها
ففى اطار المقارنة بفمهوم الواقعية السحرية (الادبى) والتى يتحول فيها الواقع الى مجاز والمجاز الى واقع يتوصل ويين الى ان الافكار والمعانى التى تعالج الاقتصاد لايمكن التوصل اليها عبر النظر فى العلاقات التى تربط بين بين الفكرة والفكرة, وان العامل الذى يحور فى هذه العلاقات ومن ثم يعيد تشكيلها هو راس المال
وهذا صحيح ويمكن الامساك به فى ارتباط راس المال بوسائل الانتاج وانماطه , بمستوى الدخل و حركة قوة العمل
حيث يتجلى الاستغلال حين (تذهب ثروة المجتمع كلها إلى يد الرأسمالي أولا... فيدفع إلى مالك الأرض ريعه، وإلى العامل أجره، وإلى جباة الضرائب والعشور ما يطلبون، ويحتفظ من الناتج السنوي الذي يخلقه العمل بقسم كبير، بل بالقسم الأكبر الذي يتنامى باستمرار) -كارل ماركس فى نقد الاقتصاد السياسى
يقول ويين ان دريدا استعار نظام العلة والمعلول ( هذا الترابط) فى تفسير ظاهرة مثل النص الادبى حين قدم مساهماته حول التفكيكية, غير ان عمل ماركس يظل مفتوحا فى نهايته كما يقول ( النهاية المفتوحة مفهوم ادبى) ومع ذلك اعترف فى النهاية ان البنية العنيدة لرأس المال تتأبى على على التنصنيف السهل باجماع النقاد
*قد نواصل حول ماركس الشاب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تصحيح
اسامة على عبد الحليم ( 2012 / 5 / 26 - 22:47 )
لايمكن التوصل اليها عبر النظر فى العلاقات التى تربط بين بين الفكرة والفكرة, وان العامل الذى يحور فى هذه العلاقات ومن ثم يعيد تشكيلها هو راس المال
والصحيح بعد اضافة الا هو

لايمكن التوصل اليها الا عبر النظر فى العلاقات التى تربط بين بين الفكرة والفكرة, وان العامل الذى يحور فى هذه العلاقات ومن ثم يعيد تشكيلها هو راس المال


2 - ترجمها ثائر ديب ايضا بشكل جميل
amr hosny ( 2012 / 6 / 3 - 10:48 )
قرأت السيرة التى كتبها فرانسيس ويين , اغلب ما تعرضت له ورد فى المقدمة فقط,ييدو ان يوسف فرانسيس لم ينجز ترجمة مكتملة
الكتاب رائع حقا وهو يقدم سيرة ماركس بشكل مدهش , الكاتب نفسه هو صحفى نابه فى الصحافة البريطانية, ماقد يفسر سلاسة اسلوبه وجاذبيته الادبية الواضحة
استمتعت بالقراءة
احترامى

اخر الافلام

.. 200 يوم على حرب غزة.. ماذا جرى في «مفاوضات الهدنة»؟| #الظهير


.. مخاوف من اتساع الحرب.. تصاعد التوتر بين حزب الله وإسرائيل| #




.. في غضون أسبوع.. نتنياهو يخشى -أمر- الجنائية الدولية باعتقاله


.. هل تشعل فرنسا حربا نووية لمواجهة موسكو؟ | #الظهيرة




.. متحدث الخارجية القطرية لهآرتس: الاتفاق بحاجة لمزيد من التناز