الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التاريخ يُعيد نفسه

عبد السيد مليك

2012 / 5 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


عندما سأل الآب مدرس التاريخ عن مستوى ابنه في المادة معللا ذلك بانه كان ضعيفا في التاريخ فما كان
على المُدرس الرد على الاب بعبارة مفعمة بالبلاغــة ( يبدو أن التاريخ يُعيد نفسه). لقد تذكرت هذه العبارة الذي قصّها علي مدرس مادة التاريخ في المرحلة الاعدادية على سبيل المزاح ( نكته) . لقد لخصّت حواري مع بعض المهتمين بوضع رؤية او تصور للمرحلة الحرجة القادمة من الناحية السياسية ، ففي ظل الفوضى العارمة التي تشهدها البلد كجزء من المنطقة و حالات الانفلات الامني و أهمها على الاطلاق ظهور تيارات متشددة مسلحة أشبه بالميليشيات العسكرية أحادية الفكر تعتلي منصة الاستعلاء ، استطاعت ان تدير حركات ترويعية تنال من أمن بلد باكمله وراح ضحيتها عشرات من الابرياء . فعلى الرغم من ان واحدة من اهم احلامي السياسية لمصر التخلص الابدي من دولة العسكر التي أثبتت فشلها الذريع في ادارة البلاد طيلة ستين عاماً قضت بها على كل ما هو فكر و ابداع و حرية في شتى قطاعات و مؤسسات الدولة و مع مطلع انتفاضة 25 يناير كنت اراني اننا استيقظنا من نوم عميق لنبني قاعدة نؤسس عليها حلم الدولة المدنية الحديثة القادرة ان تضع اقدم حضارات الارض على خارطة الدول المتقدمة من جديد بعد انفصالنا ثقافياً و اقتصادياً و سياسياً و تكنولوجياً بعشرات السنوات الضوئية عن الدول المتقدمة . و في ظل اطلاق العنان لحلم الدولة المدنية التي أؤمن بها و أثناء استضافتي من خلال الهاتف لاحد برامج التلفزيون و أثناء البث المباشر على الهواء و بحضور اثنين من المرشحين لرئاسة الجمهورية و من منطلق ايماني ان هذه المرحلة لا تحتاج الى رئيس بالترشيح بقدر ما تحتاج الى رئيس بالتكليف و في ضوء ان برنامج معظم المرشحين ان لم يكن جميعهم هي برامج إما تكون غير كاملة أو تميل الى الجانب البلاغي أكثر من الواقعي أو ما يرعى برنامج طائفي متشدد بعيد كل البعد عن الديمقراطية و قواعدها . فقد قمت بالقاء الضوء على شخص لم يترشح من الاصل لهذا المنصب و هو الدكتور حازم الببلاوي مساعد رئيس الوزراء و وزير المالية الاسبق و من منطلق كما ذكرت أن المرحلة هي مرحلة تكليف و ليس تشريف و لقد تعالمت مع هذه الشخصية الى جانب سيرة ذاتية مشرفة و دكتوراه مع مرتبة الشرف من اكبر الجامعات الفرنسية و رجل اقتصاد معروف ، الى جانب موقفه النزيه عندما اعلنها صراحة و لم يقبل منافقة المجلس العسكري و طلب منهم بيانا يعلنوا فيه للشعب الحقيقة و بالارقام و بناء عليه تقدم باستقالته من حكومة الدكتور عصام شرف . فاني ارى هذا الرجل نظيف اليد ، نزيه السمعه ، اقتصادي معروف ، يستطيع ان ينقذ ما يمكن انقاذه في تلك المرحلة .
كم كنت أود من طبقة المثقفين و الاعلاميين أن تفي للرجل حقه و تأتي به في دائرة الضؤ و تقدمه للمجتمع بما يليق بمكانته و حيث أنه لم يكن من بين المرشحين لهذا المنصب رحت اتطلع لرجل قد يكون مناسبا لهذه المرحلة و لم اجد اقدر من عمر سليمان لهذه الفترة التي تحتاج رجل بامكانيات خاصة و يستطيع ان يقف على زمام الانفلات الامني للبلد و لان هذا الرجل يعتبر بديل التيار الديني الذي صار من خلال موقعه لمجلس الشعب بتفصيل قرار فُصّل خصيصا لهذا الرجل لحرمانه من خوض الانتخابات و الآن بعد ان اغلق باب الترشح لمنصب رئيس الجمهورية بعد رفض الشارع للتيار الديني بعد اثبات فشله في ادارة الازمة من خلال مجلس الشعب الذي سيطر عليه بخداع البسطاء من خلال شعارات براقة داخلها أجوف و بالاتفاق المبرم مع أجهزة النظام السابق.
لذلك و بعد استبعاد التيار الديني و بالتفتيش في سيرة المرشحين الذاتية و الدراسة الاولية لخطاباتهم و برامجهم وجدت ان الفريق أحمد شفيق الاكثر اعتدالا في خطابه السياسي و برنامجه . يتبقى هنا سؤال هام جدا و هو اليس هؤلاء جزء من النظام السابق ؟ فما يغفله العام ايضاً ان التيار الديني ( الاخوان المسلمين) لم يخرج من شقوقه تحت الارض كتيار محظور الى أغلبية برلمانية إلا كجزء من منظومة في النظام السابق لكن الاشكالية الاكبر اننا اصبحنا بين خيارين كلاهما مرّ .
الاول التيار الديني : الذي يتحدث بدون ادنى وعي ظناً منه اننا بلد مكتف اقتصادياً و يريد أن يقاطع كل دول المنطقة و غير المنطقة و يود ان يعيد دراسة معاهدات مصر الدولية كمعاهدة السلام مع اسرائيل و هذا ما قد يوقظنا بين ليلة و ضحاها على طبول حرب جديدة تكون دول البترو-دولار الراعي الرسمي لها من خلال اقطاب التيار الديني في مصرو يكون وقودها هم شباب مصر
الثاني و هم رموز النظام السابق: و إن كنت في صدد مقالي قد دفعت ببعض الاسماء الاكثر ملائمة للفترة القادمة كعمر سليمان و احمد شفيق و كلاهما عسكري و قد ذكرتني هذه الواقعة لانقلاب العسكر سنة 1952 عندما صفق لهم الشعب من منطلق مجبر اخاك لا بطل . فعلى الرغم ان اهم مطالب الثورة التخلص من دولة العسكر لكن و لان البديل ليس هو ظلال الدولة المدنية بل هو الامَرْ من المٌرْ ( التيارات المتشددة) أصبحنا أمام واقع غيوم الدولة شبه العسكرية كمحصلة حاصلة لتاريخ يعيد نفسه على مسرح الاحداث السياسية في مصر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تأخذ استراحة بشكل صحيح؟ | صحتك بين يديك


.. صياد بيدين عاريتين يواجه تمساحا طليقا.. شاهد لمن كانت الغلبة




.. أمام منزلها وداخل سيارتها.. مسلح يقتل بلوغر عراقية ويسرق هات


.. وقفة أمام جامعة لويولا بمدينة شيكاغو الأمريكية دعما لغزة ورف




.. طلاب جامعة تافتس في ولاية ماساتشوستس الأمريكية ينظمون مسيرة