الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تجري الأوجاع

ابراهيم جوهر

2012 / 5 / 27
القضية الفلسطينية



تجري الأوجاع بما لا تشتهي النفوس !

حقّ القول على تخطيطي ليومي هذا . كان صباحي ككل صباح وإن بمعان نسبية ، قلت لنفسي : سأنهي جولتي الصباحية في النظر إلى الأفق البعيد ، وفي مراقبة حركة ما يحط على مقربة مني من طيور ، ثم سأزور بناية المحكمة الشرعية لاستصدار جوازي سفر لابنتي ( آية ) و ولدي ( محمد) وسأعدل الاسم الشخصي من ( جوهر) إلى اسم العشيرة (شقيرات) وفق التسمية الدارجة في بطاقة الهوية الشخصية الصادرة هنا في القدس بعد العام 1967 م.

بقيت باسمين ؛ الأول هو الأقرب لي والأكثر تخصيصا وتمييزا . وقت جاء رجل الإحصاء في العام المذكور سأل عن اسم الحمولة فقال أبي (شقيرات) ولم يسأل عن العائلة ليقول له ( جوهر ) . شهادة ميلادي تحمل اسم العائلة ، وكذا شهاداتي المدرسية والجامعية ، ومعاملاتي جميعها تحمل اسم العائلة ذاته ( جوهر) ...اليوم يجب توحيد الاسم .

قلت سأذهب إلى مكتب الجوازات في المحكمة الشرعية في شارع صلاح الدين بالقدس لأجري المعاملات اللازمة ، ولم أنفّذ وعدي لذاتي بل ذهبت للنوم !

نوم في الصباح ؟!!

نعم . هل كان يقصدني الشاعر بقوله : ( ناموا ولا تستيقظوا ، ما فاز إلا النوّم )؟!! أم قصد قومي ؟

المهم أنني نمت ، لا أدري هربا أم مرضا أم وجعا ؟!!

تجري الأوجاع بما لم تحسب له حسابا ، وتأتيك من حيث لا تحتسب ولم تضرب لها موعدا ...ولم أذهب ، واصلت النوم في يوم عطلتي الأسبوعية .

( أيهرب الواحد منا من آخره الكامن فيه ؟! ) أسأل بجدية عالية .



منعني النوم المرضي من حضور احتفال أطول مائدة للغذاء الصحي في القدس الذي تنظمه ( جمعية التنمية والثقافة العربية ) وشركة ( إخوان علي شقيرات للبناء ) . الاحتفال المقدسي سيقام على ملعب مدرسة المطران المحاذي لشارع صلاح الدين . القدس ستكون في موسوعة ( جينيس) بأطول مائدة للغذاء الصحي .

صباحا قلت : القدس ستكون حاضرة في وسائل الإعلام وعلى شاشات التلفزة وهي ترسل رسالتها الصحية إلى العالم ؛ رسالة حضارة وسلام وعودة إلى جذور النقاء بعيدا عن عبث الأسمدة الكيماوية المسرطنة ، فيكفي سرطان الاستيطان ...

راقبت شاشتنا الوطنية فخاب فألي ....

القدس يتيمة . أعلم فقرات الاحتفال الثقافية الفنية السياسية ، وأقف على رسائله الكامنة في الحدث والحضور والمكان . قلت : القدس يتيمة . وحزنت .

ليلك ، وزبد ، وعبث يغطي وجه اليوم .

كتب المحامي (جواد بولس ) اليوم في صحيفة (القدس) : " ...أهرب من زبد حيفا فأسقط في عبث رام الله ؛ الكل يخوّن الكل . حب كحب الأفاعي وكعناقها .لا يجتمع اثنان إلا والنميمة ثالثة والاستغابة سيدة . ثورة تعيش على قصيدة ووطن كان في حقيبة فرحل صاحب الحقيبة وتاه الوطن ..."

يلمس الكاتب وجع المرحلة وبؤس الساسة . إنه يعيش مثلي في الليلك ، ويعبّر بالكلمات عن وجع لا يحتمل .



وحدة مستعربين ستعمل في الشيخ جراح ، نقلت الأنباء .

لن أطرح التحية بعد اليوم كما اعتدنا في ثقافتنا ، فيمكن أن يكون الذي أصدفه في الطريق ( مستعربا) يترصد أحد المارين ...!

( كم هي بشعة هذه الفكرة ) !!

حكومة تقوم على الهوس الأمني ، وتسمع صرخات الكذب الفاجرة من أدعيائها ....

كنيس في سلوان ينتظر الافتتاح ،

مستعربون في الشيخ جراح ، ومستوطنون ، وأعلام .

زبد في حيفا ،

عبث في رام الله ،

انتخابات في مصر ...

ومصالحة عادت إلى المربع الأول .



...تجري الأوجاع ...إلى متى ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عواقب كبيرة.. ست مواقع بحرية عبر العالم يهددها خطر الاختناق


.. تعيش فيه لبؤة وأشبالها.. ملعب غولف -صحراوي- بإطلالات خلابة و




.. بالتزامن مع زيارة هوكشتاين.. إسرائيل تهيّئ واشنطن للحرب وحزب


.. بعد حل مجلس الحرب الإسرائيلي.. كيف سيتعامل نتنياهو مع ملف ال




.. خطر بدء حرب عالمية ثالثة.. بوتين في زيارة تاريخية إلى كوريا