الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإخوان المسلمين ومشروعهم السياسي كيف سيسهم الإخوان في بناء مصر المستقبل؟

عبدالله الدمياطى

2012 / 5 / 27
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


إن جماعة الإخوان المسلمين, منذ تأسيسها وهى تمثل حركة تجديدية بالمعنى الشامل للإسلام, وإن من خاصية التجدد هذه ينطلق مشروعهم السياسي والذي ينطلق من إن الشريعة الإسلامية في مصدريها الكتاب والسنة هي مصدر رؤية الأخوان لصياغة المشروع السياسي الذي يتصدى لتحديات الواقع وفق ضوابط وحدة الخالق وتكريم المخلوق وان الإنسان مستخلف في الأرض, وما يعنيه ذلك من امتلاكه لحريته في الاعتقاد والتفكير, والعدل بين الناس, والتنوع البشري للتعارف والحوار, وان الجهاد في سبيل الله قيمة إسلامية عظيمة, وسلوك تحكمه الضوابط الشرعية والأخلاقية، أنها دعوة الوسطية والاعتدال التي تتبنى منهج الحوار بالحكمة والموعظة الحسنة في الدعوة إلى الله, وكما أنها تنظر إلى الحركات الإسلامية الأخرى نظرة احترام وتقدير, تنظر إلى الحركات والأحزاب الوطنية الأخرى على أساس القواسم المشتركة في سبيل المصلحة العليا للأمة والوطن وعلى رأسها تبني وممارسة قيم التسامح والتعايش المشترك واحترام حقوق الإنسان, والاعتراف بالتعدد الديني, والمذهبي, والثقافي, والفكري, والسياسي, وبحق التعبير عن هذا التعدد, واعتماد المساواة أمام القانون لجميع المواطنين, واحترام حقوق المرآة, والتأكيد على مساواتها بالرجل في اعتبارات الأهلية الإنسانية والمدنية, ورفض العنف أداة للتغيير, واعتماد الحوار أسلوبا للتعاطي في مجالات الفكر والسياسة والثقافة, وترفض الإرهاب بأنواعه وتدعو لتعريف واضح له حتى لا يبقى ذريعة لمحاربة المستضعفين مشيرة إلى إن مقاومة الاحتلال هي حقا مشروعا أقره الإسلام, كما أقرته سائر الشرائع السماوية, والمواثيق الدولية بالإضافة إلى رفضها الديكتاتورية وإثبات حق الشعب بالاختيار الحر لنظامه السياسي, بالإضافة إلى الاحتكام في العمل السياسي لصناديق الاقتراع, واعتماد آليات العمل الديمقراطي, منطلقة من الوحدة الوطنية, وتقديم المصلحة الوطنية على المصالح الذاتية والخاصة, والتصدي للمشروع الصهيوني, بأبعاده السياسية والثقافية والاقتصادية, واعتمدت جماعة الأخوان المسلمين في مشروعها السياسي على منطلقات رئيسية على رأسها الرؤية المتجددة للإسلام, وان تعمل لتحقيق شريعة الله في الأنفس والآفاق ومشروعها السياسي يقوم أيضا على أساس النهوض بالوطن, والسعي للتعاون مع الجميع في سبيل تنفيذه, والملفت للنظر تأكيد الجماعة دائما على إن المسلمين ليسوا هم فقط جماعة المسلمين, ولا الجماعة أيضا أوصياء على الناس باسم الإسلام, وإنما أصحاب مشروع نعرضه على الناس, وسبيلنا هو الحوار مع كل التيارات الفكرية والاجتماعية والسياسية والدينية.
وتؤكد جماعة الأخوان المسلمين في مشروعها السياسي على إن متطلب إقامة الدولة الحديثة يتأتى أساسا من الإصلاح السياسي وإقامة الحكم العادل وجعل المواطنة أساس العلاقة الدولة فالتعددية السياسية نتاج طبيعي لحرية الفكر والاعتقاد إن أدبيات الجماعة باتت تفرق بين إسلام الدولة وإسلام المجتمع فالشريعة الإسلامية مصدر اعتزاز الجماعة فهي جزء من قانون الدولة وليس قانون كل الدولة وفق هذه الأدبيات فالأساس الذي ينطلقون منه هو المواطنة ويؤمنون إن من واجب الدولة احترام عقائد الناس المختلفة وأن تتعامل معهم جميعاً على قدم المساواة، لا وجود لمشكلة اسمها الأقليات الدينية لأن "الكل مواطنون، والدولة مدنية وحيادية تجاههم، وهي تكفل حرية العبادة لجميع أبناء الوطن، فدولة المواطنة يتساوى فيها الجميع المواطنين أمام القانون, وهي أيضا تمثيلية يتمثل فيها جميع أبناء الوطن, في اختيار الحاكم بل في جملة القضايا الكبرى وهي أيضا دولة تعددية تداولية, بالإضافة إلى كونها دولة القانون والمؤسسات وتوكد الجماعة أيضا إن الشعب هو مصدر السلطة ولا يجوز لأي شخص أو حزب أو جماعة أن تزعم لنفسها حقا في تولي السلطة والتأكيد على الالتزام بمبدأ تداول السلطة وتأكيد حرية الرأي والجهر به والدعوة السلمية إليه, وحرية بناء تشكيل مؤسسات المجتمع المدني, وضمان حق كل مواطن رجل أو امرأة في المشاركة في العمل السياسي.
وحول السياسة الخارجية فقد اعتمدت الجماعة أسسا عامة لها أهمها الالتزام الحقيقي والصادق بقضايا الوطن والأمة والسعي لإنشاء صيغة وحدوية عربية فاعلة, والبدء بخطوات توحيدية حقيقية على مستوى السوق الاقتصادية والتعاون العسكري والتكامل السياسي, واعتبار السلم أساسًا للعلاقات الدولية, وعدم الاعتداء على الآخرين واحترام خصوصياتهم الثقافية والسياسية, والإيمان أن اختلاف الثقافات والأجناس ليس ذريعة للعدوان على الأخر.
وتعتبر الجماعة إن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للعالمين العربي والإسلامي, ففلسطين ليست مجرد قضية وإنما عقيدة لدى كل مسلم ومن هنا دعت الجماعة إلى إتباع سياسات إعادة القضية إلى بعدها العربي والإسلامي وعدم حصرها في البعد الفلسطيني, ودعم حق الشعب الفلسطيني المشتت في عودته لأرضه, وإطلاق جميع الخيارات لتحرير كافة الأراضي المحتلة.
إن جماعة الأخوان المسلمين تنظر إلى العلاقات العربية من إيمانها بوحدة هذه الأمة حاضرا ومستقبلا, وأن التجزئة السياسية, حالة عرضية في حياة الأمة, وتؤكد على ضرورة السعي لإلغاء كل الحواجز والقيود التي تحول دون اندماج الشعوب العربية مع بعضها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استعدادات إسرائيلية ومؤشرات على تصعيد محتمل مع حزب الله | #غ


.. سائق بن غفير يتجاوز إشارة حمراء ما تسبب بحادث أدى إلى إصابة




.. قراءة عسكرية.. المنطقة الوسطى من قطاع غزة تتعرض لأحزمة نارية


.. السيارات الكهربائية تفجر حربا جديدة بين الصين والغرب




.. طلاب أميركيون للعربية: نحن هنا لدعم فلسطين وغزة