الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اتركوها يرحمنا و يرحمكم الله

عايده بدر
باحثة أكاديمية وكاتبة شاعرة وقاصة

(Ayda Badr)

2012 / 5 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


بعد سقوط النظام السابق و قيام الثورة وصلت قناعة لدى العالم كله أن الشعب المصري ليس شعبا فقيرا مادة و روحا بل أنه حين يصر على القيام بوجه الطغاة فإنه قادر على أن يبهر العالم بما يقدم و كانت الثورة أو هكذا آمنا بها ضربة ساحقة لكل القواعد التي وضعها المحللون عن شخصية الإنسان المصري الفقير الذي يسعى للموت في سبيل المال
قامت الثورة في نفوسنا أولا و امتدت لتسحق نظاما عاتيا ظل يطبق على النفوس مدة لا تقل عن ثلاثين عاما وحينها ظننا أننا فتحنا باب الحرية لننهل لهذا الشعب ما يستحق من حرية و كرامة و عدل و حياة كريمة و سعينا لننال كل هذا و لم نكتفبالانتظار ... كانت الانتخابات الرئاسية هي المرحلة الأخيرة في إعداد الدولة الجديدة لنبدأ مشوار العمل الجاد و على أسس جديدة لكن ما هذه المسرحية الهزلية التي يعرضونها علينا الآن و التي يطالبون بكل وقاحة أن يلعب فيها الشعب المصري دور الميت من أول فصل و حتى النهاية
لمْ تسرق الثورة كما يرددون و لكن تمت المقايضة عليها و لمصلحة من ؟؟ أن يكون الاختيار بين مرين لا عسل فيهما ؟؟؟ هذا التطرف الواضح في كفتي الميزان الانتخابي ؟ فإما نختار التيار الإسلامي و إما نختار النظام السابق بوجهه الجديد و هذا مايجعلنا نتسآل أين ذهبت الأصوات التي رشحت مرشحي الوسط و اليسار ؟؟؟
لا أحد ينكر الآن و بعد ظهور مثل هذه النتيجة الهزيلة أن هناك إبعاد متعمد لممثلي تيار الوسط فأين ذهبت الأصوات التي رشحت حمدين صباحي و عمرو موسى و د. أبو الفتوح ؟؟؟ هل غرقت تلك الأصوات في اليم ؟ أم تم التلاعب فيها ؟ رأينا جميعا الحملات الدعائية و المؤتمرات التي أقاموها و رأينا كيف ألتف كثيرون حولهم للتأييد مما يعني أن هذا الشعب الذي قام بالثورة من اجل إصلاح الفساد و طلب الحياة بكرامة لم يكن يسعى بالتأكيد لأن ينتخب تيار الوسطي ليفوز في النهاية إما التيار الإسلامي المتشدد أو التيار الذي يمثل وجه النظام السابق
كيف نقوم بالثورة لنغير فيأتي هذا التغيير للخلف در .... لمصلحة من أن يظل هذا الشعب واقعا تحت مظلة العبودية في كل صورة لها فإما أن نأخذ مقومات حياتنا من تبعية إرشادية أو نأخذها من يد النظام السابق و الاختيار حق متاح فعلا كما يريدون لنا
مصر البلد الإسلامي الوحيد الذي عرف عنه منذ دخله الإسلام أنه بلد الإسلام الوسط غير المتشدد فماذا يحدث في مصر الآن ؟ بل ماذا يحدث في البلاد العربية الآن ؟؟؟ ماذا يريدون لنا أن نقوم به بأيدينا
ما يحدث في بلاد الربيع العربي و ينعكس صداه في كل مكان لهو مؤشر خطير ... ما يحدث في تونس من تجاوزات الإسلاميين المتشددين هو الصورة المكتملة لما يريدون أن يجعلوه أمرا واقعا في مصر و الدور سيحل تباعا على بقية دول الربيع
لا يتوهم أحدا أن الامر سيكون سهلا لو حصل أي من المرشحيين الموجودين على منصب الرئاسة فكل الوعود البراقة و أيمانات المسلمين التي يحلفون بها كذبا وعود لا تمثل لهم قيما و ما حافظ هذا أو ذاك على عهد و لا وعد يجعلنا ننظر بعين التخوف و نخشى كثيرا فإن أختيارنا لن يمثل اختيار لمرحلة مؤقتة كما يحاولون إيهامنا بأن المدة قاصرة على أربع سنوات ليس إلا فما إن يركب احدهم سلطان الدولة فلن يترك مكانه و لو " بالطبل البلدي " كما يقول البسطاء ... من يضمن لنا تنفيذ الوعود ؟ و هم من الأساس لم يحافظوا على وعد و لا عهد
من يحب مصر و من رشح نفسه لمصلحة الناس و لمصلحة البلد كما يردد الجميع عليه أن يضحي من أجلها .. فليتركوها لتختار الناس بحرية بدلا من الاختيار الواقع تحت ضغوط التلويح بالأموال و الطعام و الوقود و شراء الأصوات و حالات التزوير التي تم ضبطها لانتخاببات المجندين و ما خفي كان أعظم و كانت عيانا بيانا
أتركوها يرحمكم الله ليس لبيان حسن النوايا فقط و لكن لأنكم تعلمون بالأساس كيف حصلتم عليها ... يا من تاجرتم بالدين تارة و تاجرتم بالقيم تارة و قمت بتزوير البطاقات الانتخابية و أحييتم الموتى ليقوموا بالانتخاب .... كفاكم قبح الله أعمالكم دماء الشهداء و الأبرياء في رقابكم
من قال أنكم فريقان بل أنتم فريق واحد اتفقتم على تقسيم تركة الثورة فيما بينكم و على الشعب أن يفرح فقد ضمن الجنة بصكوك غفران لمن ينتخب التيار الإسلامي أو ضمن الدنيا و مباهجها التي لن يراها من الاساس إذا انتخب النظام القديم و لتذهب الثورة إلى الجحيم فما عادوا يحتاجونها بعد بلوغهم أهدافهم و لتذهبوا أنتم الثوار لتلحقوا بالشهداء لربما تحييون في الآخرة حياة حرة كريمة أما في الدنيا فمع مزيد من أسف تم حجز جميع الأماكن
إن لم تنهض قوانا جميعا للبحث عن حقنا المسلوب في اختيار رئيسا لهذا البلد العظيم .. رئيسا من أنفسنا و ليس من أنفسهم .. رئيسا لم يشتري ذممنا و ضمائرنا و قبلها أصواتنا فعار علينا أن نتنفس هواء هذا البلد العظيم الذي سنسأل عنه يوم الحساب فيما ضيعناه و لمن أضعناه
سنظل نبحث عن أصواتنا نحن من صوتنا لتيار الوسط .. نحن من أردناها وسطية كما نادى بها الإسلام الذي نعرفه حق المعرفة .. نحن من أردناها دولة مدنية تراعي حقوق جميع مواطنيها و تسعى لكرامتهم و حريتهم ... لا نريد رئيسا بالإجبار و لا رئيسا بالإضطرار فهذه مصر الكنانة لو كانوا يعلمون
حفظ الله مصرنا و وقاها من كل شر و سوء








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكرا لك
وداد طولان ( 2012 / 5 / 27 - 12:28 )
بعد أن قرأت مقالتك لن أقول لك أنجزت فأوجزت بل أقول أسهبت فأجدت ووعيت فالكلمات ظاهرها و باطنها ورد و سهام تصل إلى سويداء القلوب المؤمنة بقيمة الشعب المصري العظيم و ما يحاك حوله من مؤمرات فهو شعب صبور و لكنه ليس بغافل و التاريخ يشهد بذلك و تحيا مصر


2 - صح لسانك
احمد فضل ( 2012 / 5 / 27 - 16:23 )
صح لسانك سيدتي هناك لعبة كبيرة يتفق فيها أصحاب المصالح العليا بغض النظر عن مصلحة هذا الشعب الذي لم يختار بالتأكيد من تم تفويزهم بالانتخابات و مؤامرة كبرى تحاك ضد إرادة الشعب لتجبره على اختيار بين سيئين .. شكرا لك سيدتي تعبرين عما في خاطرنا جميعا

اخر الافلام

.. ذوبان تمثال شمعي لأبراهام لينكولن بسبب الحرارة الشديدة


.. ميقاتي: المدخل لعودة الهدوء إلى الجنوب يتمثل في وقف العدوان




.. إدارة جامعة أكسفورد البريطانية تسيّج محيط مخيم التضامن مع غز


.. فلسطينية تودع زوجها الذي استشهد في قصف إسرائيلي على غزة




.. أخصائي جراحة الأسنان خيام مقداد: تجديد الأسنان المفقودة من خ