الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة مفتوحة الى مسعود البرزاني حول مشاركة الحزبان الكرديان في مؤتمر لندن

سعاد خيري

2012 / 5 / 27
سيرة ذاتية


رسالة مفتوحة الى مسعود البرزاني
حول مشاركة الحزبان الكرديان في مؤتمر لندن
وازاء مشاركة الحزبان الكرديان في مؤتمر لندن, كنتيجة طبيعية لتطور علاقتهما مع الادارة الامريكية , بعد فرضها الهيمنة على كردستان العراق, تحت يافطة , المنطقة الامنة, التي حمتها فعلا من هجمات الدكتاتورية , ولكن لم تحمها من الهجمات التركية والايرانية, ولم ترفع عنها حتى الحصار الاقتصادي!! بل اكتفت بتسليمهم نسبة من عوائد النفط مقابل الغذاء !!
لم تقم الادارة الامريكية قواعد عسكرية داخل كردستان قبل التحشدات الاخيرة للحرب على العراق. لان الهيمنة الكاملة على المنطقة كانت تجري من خلال الاجهزة التكنولوجية الحديثة وقواعدها على الحدود التركية والاردنية. وعلى الرغم من محاولات الادارة الامريكية جعل المنطقة الكردية المحمية امريكيا مثالا يحتذى لكل العراق بعد احتلاله , الا انها شجعت دائما الصراعات بين الحزبين الكرديين , وعلى تكوين العصابات الارهابية , كما تفعل في جميع مناطق العالم الخاضعة لهيمنتها, بهدف ابقاء قواها مشتتة , كضمانة لادامة هيمنتها واستغلالها لشعوبها. واذ اتخذ مسعود البرزاني بعض المواقف المعارضة لمخططات امريكا لعراق ما بعد صدام , فانه ايد الحرب الامريكية على العراق , باعتبارها الوسيلة الوحيدة لاحلال البديل الديموقراطي الفدرالي للعراق!! متجاهلا كل تحذيرات القوى الوطنية المخلصة , ومتناسيا تجارب الشعب الكردي نفسه وتجارب شعوب العالم.
ومع اصرار الادارة الامريكية على الحرب رغم معارضة اغلب دول مجلس الامن , والحملة العالمية ضدها ومحاولتها استخدام الحدود التركية كمنطلق لقواتها من الجبهة الشمالية لقاء تمكين تركيا من احتلال كردستان , تعالت الاحتجاجات من قبل الحزبين الكرديين , ليس ضد الحرب عموما , وانما ضد تدخل القوات التركية فقط!! وكان من ابرز شعارات الاحتجاج , لا للقوات التركية .. نعم للقوات الامريكية!!, . واذ نسيت الاجيال الحالية من الشعب الكردي تجاربها القديمة وتحذيرات الرفيق فهد منذ المؤتمر الاول للحزب الشيوعي العراقي للاحزاب الكردية بقوله, وليعلم اخواننا الاكراد ان تحررهم لا يمكن ان يأتي من هذا المبعوث الامريكي او ذاك, فلا يمكنهم نسيان تجربة ثورة الشعب الكردي ضد الدكتاتورية عام 1975 . وللتذكير بها ارسلت هذه الرسالة المفتوحة الى السيد مسعود البرزاني عبر الانترنيت في 12/3/2003,
الى السيد المبجل مسعود البرزاني
تحية طيبة وصادقة
عمدت الاخوة العربية الكردية دماء ملايين الشهداء من الشعبين في نضالهم ضد اعداء البشرية من امبرياليين وادواتهم عبر مئات السنين . ان هذه الاخوة لم تفرضها الحقائق الموضوعية فقط كالوحدة الجغرافية والاخوة الانسانية , وانما السليقة الثورية والسايكولوجيا الاجتماعية ايضا, التي نضجت كرد فعل للاستغلال الامبريالي والظلم الاجتماعي والاستبداد السياسي.
ايها السيد المحترم!
لقد جسدتم بسلوككم العام ومواقفكم الساسية منذ توليكم قيادة الثورة التحررية الكردية هذه الاخوة , فقد شجبتم كل تدخل اجنبي في شؤن العراق , وكل مساس بوحدته وسيادته. وكان تلخيصكم لتجربة الثورة الكردية في السبعينات بقولكم, فشلنا لاننا وثقنا بمن كان على استعداد لبيعنا ببرميل نفط! وفرطنا بمن كان مخلصا لقضيتنا, محط تقدير واحترام القوى الوطنية , باعتبارها درسا للجميع!! فعلى الرغم من عدم تحديدكم لهوية الطرفين فقد كان واضحا ثقتكم انذاك بوعود الامبريالية الامريكية واداتها شاه ايران وتفريطكم باخلص اصدقائكم طليعة الشعب العراقي والاتحاد السوفيتي! لقد كان ثمن هذا الدرس باهضا , كارثة 1975 وتبديد قوى الثورة التي كانت تضم 20000 مقاتل , ولذلك يجب ان لا ينسى هذا الدرس ابدا!
ان بعد نظركم السياسي لايمكن ان تحده الاعمال العدوانية والمخططات الاجرامية ضد الشعب الكردي من قبل الحكومة التركية والعراقية وهي جزء من المخطط الامريكي ضد الشعب العراقي بعربه وكرده وسائر قومياته, عن رؤية المحرك والمخطط الرئيس لكل تلك المخططات والجرائم . وهو الادارة الامريكية التي لايحركها اطلاقا في كل مخططاتها التي تنفذها مباشرة او عبر ادواتها من انظمة دكتاتورية , الا مصالحها.
كيف يمكن ان تنطلي خدعة مكشوفة على فطنتكم الساسية وتجاربكم الغزيرة , ,بان ما كان يحرك الادارة الامريكية في السابق مصالحها , واليوم امنها! الامر الذي دفعكم الى تأييد مخططها في الحرب على العراق بحجة تحريره من صدام ونزع اسلحته!! وهي التي حمته من انتفاضة شعبنا بعربه وكرده وسكتت بل وشجعت كل جرائمه بما فيها ضرب الشعب الكردي بالاسلحة الكيمياوية.
كيف يمكنكم القبول بهذه الحرب التي تفرض الاحتلال التركي لكردستان العراق والاحتلال الامريكي لكل العراق!! وجرائم تفوق جرائم الفاشية الهتلرية!! ومتى واين اخلصت الادارة الامريكية لاي شعب من الشعوب بما فيها الشعب الامريكي, نفسه الذي تسوقه الى الحروب مفرطة بحرياته وموارده وابنائه لمصلحة شركاتها الكبرى ولاسيما شركات النفط والسلاح والهيمنة على العالم.
ان صيانة حرية وحقوق الشعب الكردي بما فيها حقه في تقرير المصير هي رهن بوحدة نضاله مع سائر فصائل الشعب العراقي الوطنية ومع جميع القوى المحبة للسلم في العالم ضد هذه الحرب, والثقة بقدرات الشعب العراقي بتظافر جميع قواه الوطنية العربية والكردية وغيرها , المدنية والعسكرية على اسقاط الدكتاتورية واقامة العراق الديموقراطي الفدرالي الموحد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح


.. الرئيسان الروسي والصيني يعقدان جولة محادثات ثانائية في بيجين




.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط