الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نظام- قصة قصيرة جداً

جمال القواسمي

2012 / 5 / 27
الادب والفن


في هذا العالم المنظم، الذي صرتُ فيه مؤمناً بالنظام والناموس، استوقفني صفير رجل يؤشر بيديه يناديني، وهو مختبئ وراء اشجار، طلباً للسترة او مخافة من الناس؛ قصدته وسألته ما حاجته، فقال لي انه رسول وأعطاني رسالة. فتحت الرسالة وقرأتها: لقد أخترتك اليوم لأنظف قلبك من الدم الأسود وأجليك بالنور، وهذا الرجل ملاك سيقوم بالمهمة. وحالاً هجمت على الملاك بقلمي الحبر، بحجارة الطريق، بأظافري وأسناني؛ قاومني كثيراً واتعبني حتى قتلته، ثم بقيت دقائق وانا الهث وبجانبي جثته المضرجة بالنور. احتفظت بالرسالة لكي تبرأني من تهمة القتل العمد في محكمة الدولة، واخذت اعيد قراءتها: لقد أخترتك اليوم لأنظف قلبك من الدم الأسود وأجليك بالنور، وهذا الرجل ملاك سيقوم بالمهمة؛ الرجاء تسهيل المهمة للملاك لئلا يقع في أيدي مخابرات الدولة، وسيتم ارسال بُراقاً لحمله فالرجاء العمل على مساعدته على ركوبه في طريق عودته السالمة إلى قواعده. فناديت الشرطة وحالاً ظهرت قوة خاصة من الأمن الوقائي، فجرُّوا الجثة خلف الاشجار، وكمنوا في مواقعهم حتى ظهر البراق وأطلقوا عليه النار وأردوه قتيلاً. قال لي الضابط: حسناً فعلت، لا تقلق، لقد قتلتَ الملاك دفاعاً عن النفس. ماذا نفعل، يا رجل!؟ من يصدِّق إننا نعيش في عصر تتساقط فيه الملائكة مثل الناموس.. لا حول ولا قوة إلا بالدولة.. لا حول ولا قوة إلا بالنظام!!









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أسيل مسعود تبهر العالم بصوتها وتحمل الموسيقى من سوريا إلى إس


.. فنانو الشارع يُحوِّلون العاصمة الإسبانية مدريد إلى رواق للفن




.. كريم السبكى: اشتغلنا على فيلم شقو 3 سنوات


.. رواية باسم خندقجي طلعت قدام عين إسرائيل ولم يعرفوها.. شقيقته




.. كلمة أخيرة - قصة نجاح سيدة مصرية.. شيرين قدرت تخطي صعوبات ال