الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لهذا سيظل حزب كل مصر - حكم على دعمه لمرسي في الجولة الثانية

أحمد حسنين الحسنية

2012 / 5 / 27
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


وعدت في المقال السابق مباشرة على هذا المقال ، و أعني مقال : الفلول هم الحكام و الأمن و القضاء و الإعلام و غير ذلك ، إنهم كل شيء عدا الشعب ؛ و الذي كتبته و نشرته في الثامن عشر من مايو من هذا العام ، 2012 ، بأن أذكر في المستقبل أسباب قرار حزب كل مصر - حكم دعم مرشح جماعة الإخوان في الإنتخابات الرئاسية لعام 2012 ، و الحمد لله قد جاءت الفرصة ، و سأقوم - بإذن الله - في هذا المقال بذكر بعض الأسباب ، لكن قبل أن أقوم بذلك أتقدم بالشكر لكل أعضاء حزب كل مصر - حكم و كذلك لكل مؤيديه الذين إلتزموا بقرار الحزب فأدلوا بأصواتهم لمرسي في جولة مايو 2012 ، و أتمنى أن يظلوا على إلتزامهم هذا في جولة يونيو 2012 ، لأن قرار حزب كل مصر - حكم لم يتغير ، لأن الأسباب التي حدت بالحزب لإصدار هذا القرار قبل جولة مايو 2012 لم تتغير .
لن أستطيع في مقال واحد ذكر كل الأسباب ، لهذا سأكتفي ببعضها ، و هي :
أولاً : لأن حزب كل مصر - حكم لم ير سوى عدو واحد للشعب المصري على الساحة الداخلية المصرية ، و هذا العدو هو : أعوان مبارك ، و على رأسهم رئيس مصر الحالي : عمر سليمان ، و مخابراته ، و التي دعوناها منذ أمد بالمخابرات السليمانية ، و التي تعد بحق مؤسسة الرئاسة .
حزب كل مصر - حكم قام بتقدير واقعي و حقيقي لقوة هؤلاء الأعوان و أدرك إنهم المسيطرين الحقيقيين على مصر ، لهذا رفض الحزب تبني مصطلح الفلول لوصفهم ، لإنه مصطلح كاذب و خادع و مضلل ، لإنه يصورهم على إنهم مجرد شراذم ضعيفة متناثرة ممزقة تجري مهرولة خائفة أمام قوة الشعب المصري ، و هذا عكس الحقيقة المرة .
لهذا رأى حزب كل مصر - حكم أن القضاء على نفوذ أعوان مبارك يجب أن تكون له الأولوية القصوى .
ثانيا : لإننا أدركنا مدى قوة و جبروت أعوان مبارك ، و إنهم ليسوا شراذم و فلول ، و لإننا أدركنا أيضا أن معركة إستئصال قوتهم و سطوتهم على الدولة و الشعب لن تكون هينة ، قررنا إنه في حالة تعذر خوضنا الإنتخابات الرئاسية هذه المرة ، فعلينا أن ندعم أقوى أطراف المعارضة الحقيقية ، و نتيجة إنتخابات مجلس الشعب التي جرت بعد ثورة 2011 دلتنا على أن أكبر فصائل المعارضة الحقيقية هو فصيل الإخوان .
إذا هو الأجدر بأن يتقدم صفوف الشعب ؛ فهذا ما تحتمه عليه الأغلبية التي حصل عليها ، كما أن الرئيس القادم يجب أن تقف خلفة مؤسسة حزبية لها قوتها في الشارع المصري .
ثالثا : لأن حزب كل مصر - حكم يدرك بأن معركة تطهير مصر من سطوة أعوان مبارك ستكون معركة قاسية ، فقد رأى الحزب - و كما ذكرت في مقال سابق - ضرورة أن تعمل السلطة التشريعية ، و معها الحكومة التي تنبثق عن الأغلبية البرلمانية ، مع مؤسسة الرئاسة ممثلة في الرئيس المنتخب ، في إنسجام تام .
لا نريد نزاعات بين رئيس الجمهورية من جهة ، و البرلمان و الحكومة ، من جهة أخرى ؛ و الإخوان قادرون على تأمين أغلبية برلمانية ، و الحكومة منطقيا يجب أن تكون معبرة عن الإغلبية البرلمانية ، إذا ستكون إخوانية ، إذا الرئيس يجب أن يكون إخواني أيضا ، في هذه المرحلة .
نريد ألا يضيع أي جهد أو وقت فيما لا ينفع قضية تطهير مصر من سطوة أعوان مبارك .
رابعاً : أدرك حزب كل مصر - حكم بأن هناك تحالف قديم بين نظام مبارك ، و الإخوان ، و أن هذا التحالف يجب تحطيمه ، إذا أردنا الوصول للديمقراطية الحقيقية ، و لن يتحطم إلا إذا وصل الإخوان للسلطة الحقيقية الكاملة ؛ إذا علينا العمل من أجل إيصال الإخوان للسلطة الكاملة ، إذا كنا كحزب غير قادرين في الوقت الحاضر على الوصول إليها .
هذه بعض الأسباب التي حدت بحزب كل مصر - حكم لمطالبة القيادة الإخوانية بأن تقدم مرشح رئاسي من صميمها ، و جعلتنا ندعمه في جولة مايو 2012 ، و ستجعلنا ندعمه - إن شاء الله - في جولة يونيو 2012 ، و هناك أسباب أخرى بالتأكيد ، لا يتسع لها هذا المقال .
لكني أرى أنه من الواجب ألا أنهي هذا المقال عند هذا الحد ، لإنني أرى إنه من الضروري أن أتعامل بالتفنيد مع مخاوف البعض من وصول الإخوان ، و ذلك التعامل سيرى القارئ الكريم ان في طياته أسباب تحدو بحزب كل مصر - حكم لكي يستمر في دعمه الإنتخابي لمرسي .
أولا : أريد أن أذكر هؤلاء الذين يخافون التصويت لمرسي في جولة يونيو 2012 بأن البديل هو الإبقاء على الوضع الحالي ، و هو الوضع المستمر منذ أكثر من ثلاثين عاما .
أذكرهم بأن شفيق هو جزء من السلطة التي قتلت حوالي 850 مواطن مصري في خلال ثمانية عشر يوما تاريخية ؛ و قتلت أيضا أكثر من 200 مواطن خلال الفترة المسماة بالفترة الإنتقالية ، من أجل إشعال حالة فوضى تعطي لها المبرر في الإستمرار ، و الآن لتبرر إنتخاب مرشحها : أحمد شفيق ؛ مرشح الأمن و الإستقرار المزعومين .
ثانيا : لهؤلاء الباحثين عن الأمن و الأمان مع شفيق أقول لهم : إنكم تبحثون عن سراب ، لأن شفيق هو جزء من نظام عقيدته أمنية ، و لكي يبرر وجوده ، سيستمر العنف ، و ستزداد الجرائم ؛ فالعنف و الجرائم التي إرتكبتها السلطة أو حرضت عليها خلال الفترة الإنتقالية ، هي وسيلته الآن لأخذ أصواتكم ، و ستستمر تلك الجرائم لتبرير بقائه ، و لتبرير الإجراءات الأمنية التي سيزمع إتخاذها في المستقبل لو قدر له الفوز .
أي سيحكمنا شفيق بقانون الطوارئ ، و بسوط الداخلية ، و بحذاء السليمانية ، لو فاز ، لا قدر الله ، كما حكمنا أبوه الروحي ، مبارك الأثيم .
ثالثاً : أذكر الإخوة المصريين المسيحيين بأن شفيق هو جزء من نظام حكم إرتكب مذبحة الأسكندرية أثناء حكم مبارك الأثيم ، و إرتكب مذابح بحقكم في المقطم و إمبابة و ماسبيرو في 2011 .
إنه النظام الذي دهس بمدرعاته عمدا بعض إخوانكم من المحتجين المسالمين .
إنه النظام الذي حرض رسميا ، و بشكل علني ، من خلال الإذاعة المرئية الرسمية ، على الفتنة الطائفية ؛ أي حرض أغلبية الشعب على القيام بذبحكم ؛ أي لتكون دمائكم مبرر لإستمراريته .
الآن ، و بعد أن فشل في أن تكون دمائكم مبرر لإستمراريته في بزته العسكرية ، يريد أن تكون مخاوفكم سبب في بقائه بحلته المدنية ، بتصويتكم لمرشحه .
رابعاً : في السابع من يناير 2011 نشرت مقال : لا تقلق يا زين ، فالإخوان أقصاهم سياسياً المباركة .
و في السادس و العشرين من يوليو 2011 ، كتبت و نشرت مقال : نعم للديمقراطية و لو فيها الإخوان ، و سحقا للإستبداد أياً كان .
و في الثالث عشر من نوفمبر 2011 كتبت و نشرت مقال : الهدوء الإيجابي من أجل فك التحالف القائم بين القيادة الإخوانية و السلطة .
و في التاسع من ديسمبر 2011 كتبت و نشرت مقال : ديمقراطية فيها الإخوان أفضل من إستبداد فيه الإخوان أيضاً .
أربعة مقالات أشرت فيها بشكل أو آخر إلى وجود تحالف بين السلطة و الإخوان ، و إلى إستمرارية الإخوان في الوجود في كل الأحوال ، و أن إستمرار أعوان مبارك في السلطة تحت أي مسمى ، يعني إستمرار وجود الإخوان و نفوذهم ، و هو و إن كان نفوذ ثقافي - إجتماعي في عصر مبارك ، إلا إنه من الآن أصبح أيضا نفوذ سياسي .
إنني أرجو هؤلاء الذين سيصوتون لشفيق أن يتذكروا في هذا الشأن تصريحه بأنه لا يمانع في ان تكون الحكومة القادمة و رئيسها من الإخوان ، و هذا شيء منطقي لأن لديهم أكبر كتلة في البرلمان ، و قادرين على تأمين أغلبية برلمانية .
أي سيظل هناك نفوذ للإخوان لو أصبح شفيق رئيسا للجمهورية - لا قدر الله - و هذا النفوذ سيكون أكبر بكثير عما كان في عهد مبارك الذي لم يسمح لهم بالمشاركة في النفوذ السياسي ، و إن ترك لهم كامل النفوذين الإجتماعي و الثقافي .
لن تهرب من نفوذ الإخوان يا من ستصوت لشفيق خوفا من الإخوان .
إننا في حزب كل مصر - حكم نفضل أن نواجه طرف واحد ، على أن نواجه تحالف .
ملحوظة : إنتهيت من هذا المقال في تمام الساعة الثانية و أربعة و عشرين دقيقة مساء ، بالتوقيت الصيفي للمنفى القسري : بوخارست - رومانيا ، و الذي يتقدم بثلاث ساعات على توقيت جرينتش ، و ذلك في يوم الأحد الموافق السابع و العشرين من مايو 2012 .
أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين الحسني
حزب كل مصر - حكم ، شعار الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا مصر
27-05-2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دول عربية تدرس فكرة إنشاء قوة حفظ سلام في غزة والضفة الغربية


.. أسباب قبول حماس بالمقترح المصري القطري




.. جهود مصرية لإقناع إسرائيل بقبول صفقة حماس


.. لماذا تدهورت العلاقات التجارية بين الصين وأوروبا؟




.. إسماعيل هنية يجري اتصالات مع أمير قطر والرئيس التركي لاطلاعه