الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ضرورة احداث الجبهة العمالية لتوحيد الصفوف الثورية

عبد العاطي اربيعة

2012 / 5 / 27
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


إن ما يؤرق اليسار الثوري في الوقت الحالي هو تجديد الفكر الإشتراكي، و إيجاد وسائل و آليات جديدة من أجل أجرأته على أرض الواقع و بالتالي تأجيج الصراع بينهم و بين أعدائهم الطبقيين، إن الواقع يتطور بسرعة والإمبريايلية تؤكد اتجاهها نحو الإفلاس يوما بعد آخر و لعل الأزمة الإقتصادية الأخيرة هي أكبر دليل على ذلك.فأين نحن من كل هذا؟
إن الواقع الذي يعيشه اليسار اليوم يجعلنا نطرح أكثر من سؤال: أبهذه التفرقة و الشردمة التي نعيشها اليوم سننجز المهام التاريخية الملقاة على عاتقنا؟ أم أننا سنعطي فرصة جديدة للإمبريالية من أجل تجديد ذاتها الإستغلالية؟
إن أي تحليل ملموس للواقع الذي أصبحت تعيشه كل من الطبقتين المستثمرة أي الإمبريالية والمستثمَرة أي الطبقة العاملة، يؤكد بأن هذه الأخيرة لا يمكنها أن تستولي على السلطة الإجتماعية و بالتالي تحويل وسائل الإنتاج الإجتماعية المنزلقة من ايدي البرجوازية، إلى ملكية المجتمع بأسره. إلا إذا كانت جبهة قوية قادرة على مواجهة عدوها الطبقي بنفس القوة التي يهاجم هو بها. لأن هذا العدو قد رص صفوفه رصا جيدا، و أصبح أكثر تنظيما على الصعيد العالمي، مطورا من آليات اشتغاله و المتمثلة حاليا في أبشع وسائل الإستعمار الجديد، الذي لايحتاج لا إلى إنفاق مالي ضخم، و لا إلى عتاد عسكري. إنها الشركات المتعددة الجنسيات التي يمكنها أن تستقر بأي بلد كان من الولايات المتحدة الأمريكية إلى أفقر بلدان العالم الثالث مستفيدة من كل الإمتيازات الخاصة بشركات البلد المعني، ناهبة ثروة شعبه. إنه شكل الإستعمار الأكثر نجاعة بالنسبة للحفنة المالكة للثروة العالمية، التي لا تتعدى نسبتها الواحد في المئة. و الأكثر من ذلك هو اعتماد هذه الطبقة على مقولة النظام العالمي الجديد الذي لا يعدو إلا أن يكون رديفا للنظام الرأسمالي المفروض على الشعوب و الطبقات العاملة من قبل الدول الإمبريالية و الطبقات الرأسمالية ، و الذي تتحكم فيه القوى الكبرى ممثلة في مجموعة الثمانية. هذه القوى التي جددت المنظمة العالمية للتجارة و صندوق النقد الدولي و البنك الدولي لتكون هيآت إعلان و تنفيذ قراراتها،كما حولت مهام منظمة الأمم المتحدة و حلف الشمال الأطلسي من أجل وقاية هذا النظام العالمي الجديد و بالتالي إضفاء الشرعية على العمليات التي تقوم بها القوى الإمبريالية.
و هنا أطرح سؤالا هل يمكن لحركة عمالية معزولة بالعراق أو مصر أو تونس أو المغرب ...أن تواجه هذا الوحش الذي يأتي على الأخضر و اليابس؟
طبعا لا, و الحل هو ضرورة رص الصفوف البروليتارية، أولا على مستوى البلد الواحد، ثم على المستوى الإقليمي، الجهوي فالعالمي. لأن الماركسيين في حاجة إلى جبهة عمالية قوية قادرة على صد الهجوم الإمبريايلي، بل قادرة على التحول من القيام بردة الفعل إلى القيام بالفعل. قادرة على قيادة الثورة الإشتراكية إلى إسقاط الرأسمالية.
لقد عرفت عملية التبلتر في المرحلة الأخيرة نموا على المستوى الكمي، في حين أصاب الجمود الجانب النوعي، و بالتالي فلا يمكننا التحدث عن جبهة عمالية بدون وجود طبقة عاملة واعية بذاتها و بوضعها الطبقي، طبقة رافضة لوضعها رفضا واعيا، و هنا تكمن المشكلة فالأغلبية الساحقة من الطبقة العاملة تدافع عن نقيضها بدون وعي، أغلبية ضعيفة يسهل التأثير عليها من طرف الرجعية و حلفائها من مفكرين و مثقفين و رجال دين. إن هذه الأغلبية عوض أن تدافع عن الماركسية، فإنها تهاجمها بلا هوادة نتيجة لتمثلاتها الخاطئة حول الإديولوجيا التي يجب أن تتسلح بها كطبقة. هذه التمثلات و التصورات التي يروجها أعداؤنا الطبقيين تجعلها كطبقة تعبر عن رفضها للواقع المزري الذي تعيشه بطريقة عشوائية، مما يجعلها تعود إلى الوراء عوض أن تتقدم إلى الأمام. و لعل ما حدث بعد الإنتفاضات العربية و إكتساح الرجعية الإسلامية لصناديق الإقتراع، أكبر دليل على ذلك.
و هنا يأتي دور الماركسيين في خوض صراع فكري من أجل نقد الفكر الرجعي، و بالتالي التجذر داخل الجماهير، و إكسابها وعيا طبقيا يجعلها قادرة على أن تكون الأداة الثورية الفعالة، و بالتالي خوض الصراع الذي ينتظرها بنفسها، و حينها يمكننا أن نتحدث عن جبهة عمالية حقيقية.

فهيا أيها العمال اتحدوا لبناء جبهتكم العمالية.
عبد العاطي اربيعة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. متضامنون مع غزة في أمريكا يتصدون لمحاولة الشرطة فض الاعتصام


.. وسط خلافات متصاعدة.. بن غفير وسموتريتش يهاجمان وزير الدفاع ا




.. احتجاجات الطلاب تغلق جامعة للعلوم السياسية بفرنسا


.. الأمن اللبناني يوقف 7 أشخاص بتهمة اختطاف والاعتداء -المروع-




.. طلاب مؤيدون للفلسطينيين ينصبون خياما أمام أكبر جامعة في الم