الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
كلام كاريكاتيري / الحكومة حكيمة تعرف شغلها
سلمان عبد
2012 / 5 / 28كتابات ساخرة
لا اتذكر بالضبط من هو الذي رفض ترشيح نفسه لكي يكون رئيسا للولايات المتحدة الامريكية ، أهو ابراهيم لنكولن ام جورج واشنطن ام غيرهما ؟ المهم في الموضوع انه رفض الترشيح من قبل حزبه رغم الالحاح ، وحين سالته امه عن السبب ، اجاب : كيف اكون رئيسا للولايات المتحدة وانا لا اعرف في الاقتصاد ولا التعليم ولا القضاء ولا ولا ، ردت عليه امه متسائلة ، هل لديك ضمير ؟ فقال : نعم ، نعم ، لدي ضمير ، فقالت : رشح نفسك وكن رئيسا لامريكا . وفعلا اصبح رئيسا لامريكا ونجح ، هذه القصة ، لا نعدم ان نجد مثلها في تراثنا ، وتكاد ان تطابقها ، وهي حكاية رواها الاديب الاستاذ عبد الرزاق الهلالي في كتاب " جمهرة الامثال البغدادية " للاستاذ عبد الرحمن التكريتي :
[ يحكى ان والي بغداد تضايق كثيرا من كثرة شكايا الناس من متسلم الحلة ( المحافظ ) ثم توفي المتسلم فاخفى الوالي وفاته عن الحكومة العثمانية في استانبول حتى لا يدفع مبلغا جديدا من المال لقاء تعيين متسلم جديد ، ثم كلف ( لالا ) ليشغل منصب المتسلم الجديد ، فرفض ( لالا ) التكليف لانه لا يقرأ ولا يكتب ، غير انه اذعن للامر لاصرار الوالي على ذلك ، ثم ان الوالي البسه الملابس الرسمية واركبه في عجلة فخمة نقلته الى الحلة ، فاستقبله وجهاؤها خارج المدينة مرحبين بقدومه ومهنئين بتعيينه ، وبعد ان استقر به المقام راجعه اصحاب المصالح عارضين مشاكلهم وشكاويهم ، ومن بينها المعاملات التي لم ينجزها سلفه ، وبعد ان يسمع ما يقوله المراجع ياخذ معاملته فيتاملها ويقلب اوراقها وينعم النظر فيها طويلا موهما المراجع انه يقرأها، ثم يصرفه بقوله ( الحكومة حكيمة تعرف شغلها ) فينصرف المراجع وهو يامل ان يحصل على ما يريد ، ثم يرسل على ( المكتوبجي ) فيسلمه المعاملة ويوجز له ما سمعه من المراجع طالبا منه دراستها جيدا للبت بامرها ، واستمر هذا شأنه طيلة ستة اشهر ، وفي كل مرة يقول للمراجع ( الحكومة حكيمة تعرف شغلها ) ولم ترفع للوالي اية شكاية ضده ، ثم ذهب الى بغداد في اجازة قصيرة وواجه الوالي ، فشكره على حسن ادارته وانه مرتاح من وجوده بخلاف سلفه حيث كان مبعث تعب للوالي لسوء ادارته ، ثم قال له : اعلمني كيف ارضيت الناس في ادارة امور البلد ؟ فشرح له ما ذكرناه ، ففرح الوالي لاسلوبه الجديد ، وقال له : الحمد لله ، تعلمت الان هذه الطريقة وساتبعها في ادارتي لحل مشاكل الناس ].
لو عملنا مسحا بانوراميا لساستنا الحاليين واستعرضناهم واحدا واحدا ، وطبقنا نظرية ( الضمير ) للرئيس الامريكي ، واسلوب صاحبنا الامي ( لالا ) بادارة البلاد ، فكم سنجد ما يشبههما ؟ وكم منهم من يحمل ضميرا ويعمل بمقتضاه ، ومن هو الحريص على مصلحة الناس كحرص ( لالا ) ونجاحه الذي جعل من الوالي ان يطبق اسلوبه في ادارة البلاد وهو الرجل الامي ؟
تثار بين آونة واخرى مسألة الشهادات المزورة والتي بلغت الالاف ، وهي نسبة عالية جدا في دولة خارجة لتوها من دمار وخراب ، حتى ليحار المرء كيف يتسنى للبلاد رفع معدلات التنمية ، ودفع عجلة التقدم الى الامام بهذا الجيش من القاصرين مهنيا ولا يحملون المهارات في الادارة ولا الكفاءة ، مَن مِن هؤلاء لديه ضمير اويعمل بمثل ما عمل ( لالا ) ؟ انه الهوان و التخلف والخراب .... مو ؟
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض
.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب
.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع
.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة
.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟