الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مفاجأت صُنع الرئيس

لينا مظلوم

2012 / 5 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


في مجتمع سادت على غالبيته عشرات السنين ثقافة( أطيعوا الله..و أطيعوا الرسول..و"أولي الأمرٍ "منكم)..توجه الشارع المصري يومي الأربعاء و الخميس الى صناديق الإقتراع في تجربة نادرة لإنتخاب رئيس الجمهورية الذي ستُحدِّد اسمه نتائج فرز الاصوات في مطلع حزيران.. التجربة تتم –بكل تفاصيلها- و سط لحظات حراك سياسي نشيط و تراكمات قمع و إستبداد مع كل الإفرازات التي صنعها من فساد و أخطاء كارثية ظهرت ملامحها بقسوة عبر التداعيات التي أعقبت ثورة 25 كانون الثاني.. حتى اليوم...إذ تفجّر الضغط و الكبت عن أزمات و كوارث طالما غض الحُكم السابق عنها البصر.. هذا الإنفجار عبّر عن نفسه في كثير من الأحيان يصيغة المبالغة و التخبط .. مما جعل حال الواقع المصري أقرب الى المثل(اختلط الحابل بالنابل).
في هذه الأجواء تعيش مصر حالة غريبة عن تاريخها المعاصر..أبرز سماتها صعوبة التكهن الدقيق.. خصوصا و اننا نفتقد في عالمنا العربي مراكز إستطلاع علمية تُحدد ملامح سير أي انتخابات.. و في حالة شعب سادت نسبة كبيرة منه حيرة في اختيار الرئيس الذي سيحكم مصر الأربع سنوات (الصعبة) القادمة ..كل هذا يضع التوقعات في خانة أراء و تكهنات بعيدة عن الإحصائيات الدقيقة.
لعل ما يُلقي بضلاله على هذه الإنتخابات ما يُعتبر أخطر الآفات التي داهمت العملية السياسية المصرية..حين تصوّر كل طرف أنه وحده يملك حق التصرف في مصير نجاح الثورة المصرية.. و تأتي التيارات الإسلامية على رأس ممارسي هذه اللعبة, بعد ان تلقت لطمات عديدة في الأشهر الماضية.. البرلمان الذي تصوروا انه سيحولهم الى( حاكم بأمر الله) مُهدد بالحل وفقا لأحكام قضائية.. الدستور الذي سعوا الى الإستحواذ على كتابة بنوده على طريقة و هوى جماعة الإخوان المسلمين ,لم يُمكنهم القضاء المصري من الإستحواذ على اللجنة المُشكّلة لكتابته..ففتحوا جبهة حرب اخرى ضد السلطة القضائية- لتُضاف الى باقي الجبهات التي أطلقوا نيران عدائهم عليها كالجيش و الاعلام- .. و بعد ان فشلت تحركاتهم لهدم المؤسسات القائمة و استبدالها باخرى خاضعة لنفوذهم.. اتجهوا بكل مظاهر التحشد و الدعاية الصاخبة و الآلة التنظيمية الهائلة التي يمتلكونها, الى انتخابات الرئاسة بمرشح ضعيف ..لا يملك سوى الخضوع لتبعية الجماعة..كي لا يخرجوا من الثورة المصرية وفقا للمثل العراقي الشهير(لا حظت برجيلها.. و لا خذت سيد علي)!! فلم يحافظوا على تاريخهم كجماعة مؤثرة..قاومت اغلب الضربات و الهجمات التي تعرضت لها .. و حصدت عبر تاريخها شعبية في الأقاليم المصرية..الاّ ان هذه الشعبية سرعان ما تقلصت خلال عام بعد قيام الثورة مع ظهور الجماعة الى ممارسة العمل السياسي العلني و الذي حققت فيه صفر كبير!!
الإخوان المسلمين استخدموا كل الأسلحة- حتى المُحرّم انتخابيا- في مواجهة اسماء مرشحين حققوا رصيدا من الشعبية.. مثل الطبيب عبد المنعم أبو الفتوح , القيادي المنشق عن الجماعة, و الذي اشتهر اثناء دراسته الجامعية بالموقف الجدلي الحاد مع الرئيس انور السادات.. ايضا السياسي و الدبلوماسي المخضرم عمرو موسى, الذي تميز ادائه الناجح و المميز كوزير للخارجية في الإطاحة به.. لعدم توافقه مع توجه الرئيس السابق مبارك في تقليص دور وزرائه الى موظفين لخدمة رغبات عائلته الملكية!!..بالإضافة الى الاعلامي الثوري حمدين صباحي, المعروف بقربه من فكر الرئيس جمال عبد الناصر.
وسط هذه الأسماء..سادت المصريين حيرة انتخابية حتى آخر لحظة من الإدلاء باصواتهم .. لعل هذه الحيرة عكست ارتفاع اسهم مرشح اخر هو وزير الطيران السابق احمد شفيق, اللذي طالما اعتُبِر من المقربين شخصيا الى حسني مبارك.
اخيرا وسط هذا المشهد المصري العام ..تبدو الحقيقة الوحيدة المؤكدة ان العالم العربي سيشهد مفاجأت في هذه الانتخابات المصرية .. حتما سيكون لها تأثير على
صُنع القر ار المصري داخليا و عربيا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسلسل-دكتور هو- يعود بعد ستين عاما في نسخة جديدة مع بطل روان


.. عالم مغربي يكشف الأسباب وراء حرمانه من تتويج مستحق بجائزة نو




.. مقابل وقف اجتياح رفح.. واشنطن تعرض تحديد -موقع قادة حماس-


.. الخروج من شمال غزة.. فلسطينيون يتحدثون عن -رحلة الرعب-




.. فرنسا.. سياسيون وناشطون بمسيرة ليلية تندد باستمرار الحرب على