الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


امازيغ ليبيا بين المهادنة والمواجهة

كوسلا ابشن

2012 / 5 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


امازيغ ليبيا بين المهادنة والمواجهة

كانت فترة حكم الدكتاتوري ال قدافي من احلك فترات المأساوية في تاريخ الشعب الامازيغي بليبيا , فقد حاول نظام الطاغية ابادة الامازيغ ومحو هويتهم الثقافية والحضارية , وما فشل المستبد في اكماله , تحاول اليوم زمرته وتلاميذته الشوفينيين الجدد - القدماء تحقيقه واتمام استراتيجية معلمهم وقائدهم .
بقايا النظام العنصري السابق ومنظري التفوق العرقي من تلاميذة الدكتاتور السابق ال قدافي , عبروا مرارا وتكرارا عن موقفهم المبدئي الرافض للحق الطبيعي الامازيغي , فالزمرة العرقية وعلى رأسها عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي وأحد جلادي النظام السابق , اعلنت علانيا عن احادية الهوية العروبية - الاسلامية لليبيا الحديثة واستثاء الهوية المحلية الامازيغية وانكار الحقوق الثقافية واللغوية لابناء الليبو, كما خون عبد الجليل الامازيغ واتهمهم بالعمالة ردا على الاحتجاج المطلبي المنظم بطرابلس من طرف الحركة الامازيغية , مما يتضح اعادة انتاج نفس الخطاب الاقصائي والتأمري للنظام المقهور وبنفس المصطلحات والمفاهيم .
لعب الامازيغ دورا بارزا في الانتفاضة الثورية والاطاحة بالنظام الدكتاتوري وقدموا الغالي والنفيس ثمنا للحرية والقضاء على الحكم الاستبدادي ومرجعية التمييز العنصري , لكن كما يقول المثل , تأتي الرياح بما لاتشتهيه السفن , فقد تنكر عنصريي المجلس
لشعارات الثورة و وحدة التعدد والاعتراف الفعلي بكل مكونات المجتمع وتجاهلوا كل المواثيق الدولية لاحترام حقوق الشعوب الاصلية , الاقتصادية والاجتماعية والثقافية واللغوية , بل تعدى حقدهم التاريخي لشن حملة تطهير عرقي استمرارا للحملات الابادية السابقة وبتزكية من المجلس العنصري ارتكب اعوان الفاشية مجزرة زوارة , وبتخطيط منهم يتم ابادة امازيغ غدامس وتهجيرهم من ارضهم ومواقعهم , لم تكن هذه المجازر احداث عرضية بقدر ما هي استراتيجية بعيدة المدى تشكلت معالمها الاولى ايام الطاغية السابق وتستمر تطبيقاتها وتجلياتها على ايدي الفاشيين الجدد - القدماء .
الظروف المأساوية التي يمر بها الشعب الليبو رفعت القناع عن الزمرة البربرية الوصولية من استغلت البندقية الامازيغية للوصول لاهدافها الشخصية وتعلن ولائها للطغاة الجدد , وفي طرف المضاد للانتهازية البربرية , تمحور الخطاب الامازيغي بين المهادنة والمجابهة , بين قصيري النظر من بقي محصورا في الدفاع عن وطنيته المشكوك فيها كلما خالف اراء القوى العنصرية , وبين المد النضالي التحرري الامازيغي الميداني و المفكك لاساطير الايديولوجية للقوى الشوفينية العروبية الاجرامية .
الحركة الامازيغية الليبية من المفترض ان تكون في حالة هجوم لاحباط مناورات ازلام ال قدافي الرامية لابادة الامازيغ بيولوجيا وهوياتيا , كان عليها ان تنطلق من الواقع الموضوعي , من الحقائق المادية في التعامل مع الاحداث والمواقف , فلا يعقل ان يصدر من مناضلين امازيغ بيانات تنديدية لجهة ما ارضاءا للمجلس العنصري و خوفا من الاتهامات الصبيانية التي لا تصدر الا من اغبياء او من المتمرسين في الاساليب الخيانية ( تقسيم ليبيا , خدمة اجندة خارجية , الروح الوطنية ... ) .
ليبيا الحديثة دولة اللامواطنة , اللامساواة, اللاديمقراطية , دولة صيانة التمييز العرقي والاضطهاد القومي , ففي هذا الوضع المزري المعادي للامازيغ , كان على الحركة الامازيغية البحث عن بدائل واقعية تخدم الذات الامازيغية ومصالح ايمازيغن الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية, كمقترح اهل اقليم برقة , دولة النظام الفيدرالي بديل للدولة العرقية ولسياسة التمييز العرقي والقومي , الفيدرالية لا تعني الانفصال كما يروج له اعداء تساوي الاثنيات والطوائف والجهات , بقدر ما تعني التسيير الذاتي للجهات في اطار دولة الام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عاجل | طائرة مساعدات إماراتية ثالثة تصل إلى مطار رفيق الحرير


.. حزب الله يقصف قاعدة رامات ديفيد بصواريخ -فادي 1-




.. طواقم إسرائيلية تعمل على إخماد حريق بمنحدرات صفد


.. مظاهرة ألمانية في برلين مناهضة للحروب في الشرق الأوسط




.. بلا قيود يستضيف أسعد درغام النائب في مجلس النواب اللبناني عن