الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تمّوز على الأبواب فاغتنموه رسالة مفتوحة لرفيقات و رفاق النضال من بنات و أبناء اليسار العراقي

رائد محمد نوري

2012 / 5 / 29
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


’الرفيقات و الرفاق الواتي و الذين ناضلوا و يناضلون من أجل الإنسان العراقي و حقوقه تحيّةٌ نضاليّةٌ و بعد :-
نقرأ و نسمع و نتابع -هذه الأيام- باهتمامٍ بالغٍ الدعوات و الجهود الطّيّبة المبذولة لتوحيد صفوف فصائل اليسار العراقي في نضالٍ مشتركٍ من أجل عراقٍ مدنيٍّ يحترم حقوق الإنسان ، و تكون العدالة الاجتماعيّة جوهر بنيانه الاقتصاديّ الثقافي . إنّنا إذ نشدّ على سواعدكم ، و نثمّن حراككم النّبيل هذا الذي يشقّ طريقه بصعوبةٍ بالغةٍ في عراقٍ مغيّبٌ فيه وعي الأغلبيّة ،
و محطّمةٌ فيه أجنحة حرّيّة التّفكير ، و مقيّدةٌ فيه إرادة التّغيير ، نعلم أنّ الوصول إلى هدفنا السامي النّبيل ، و حلمنا العراقيّ الجميل ، لا يكون إلا بإدراك التّناقضات ، و السّعي لحلّها وفقاً لمنهجٍ علميٍّ يحلّل أسباب ما يعانيه مجتمعنا من مشاكل و يقترح لها الحلول التي تضعنا على الطّريق الأقرب إلى ما ننشد من غاياتٍ .
يشكّل التّاسع من نيسان في تأريخ العراق المعاصر لحظةً حاسمةً بين ما قبل و ما بعد . هو فيصل بين الدّكتاتوريّة و جبروتها السّاديّ المفرط في قسوته، و بين الاحتلال و ما نجم عنه من فوضى و محاصصةٍ عرقيّةٍ و طائفيّةٍ مقيتتين ، و تشرذمٍ ، و ضياعٍ لهويّتنا العراقيّة .
فذإذا كان التّاسع من نيسان يشكّل الفيصل بين الأسوأ و الأكثر سوءاً فهل فكّرتم -رفيقاتي رفاقي- في البحث في تأريخنا المعاصر عن نقيضه للوقوف عليه ، و جعله حجر الزّاوية و المنطلق في نضالنا في سبيل مدنيّتنا العراقية الدّيمقراطيّة التي تشرق عليها شمس العدالة الاجتماعيّة ؟
رفيقاتي رفاقي ، تمّوز على الأبواب ، و في تمّوز ثمّة حدثٌ ثوريٌّ عراقيٌّ عظيمٌ ، لولا الأخطاء ، و تكالب قوى الاستعمار و الرّجعيّة و الفاشيّة السّوداء عليه لكان يمكن أن يكون لحظةً تأريخيّةً حاسمةً بين ما قبل و بين ما بعد . فإذا كنّا نبحث في تأريخنا المعاصر عن نقيضٍ للتّاسع من نيسان عام 2003 ، فإنّ الرّابع عشر من تمّوز عام 1958 ، و ارتباطه بالزّعيم الخالد عبد الكريم قاسم هو النّقيض الوطنيّ الإيجابيّ لهذا التّاسع من نيسان السّلبيّ. إذن ، لمَ لا نستثمر الرّابع عشر من تموز عام 1958 في نضالنا ؟ و لمَ لا نحاول به و بمنجزاته خلق الوعي بعراقيّتنا المدنيّة الدّيمقراطيّة ؟و لمَ لا نجعل منه شعلةً توقظ في نفوس الكادحين المحبطين الأمل ، و تفجّر في عقولهم الوعي بأهميّة المطالبة بالحقوق ؟
إنّ الارتجال و الفوضى يفقدان الرّابع عشر من تمّوز ألقه الثّوريّ بوصفه نقيضاً لواقعنا الرّاهن ، و يجرّدانه من أهمّيّته التّأريخيّة ؛ لهذا نقترح عليكم - رفيقاتي رفاقي- الانخراط في ورش عمل تأخذ على عاتقها إعداد برنامجٍ علميٍّ ثوريٍّ يجعل من تمّوز كلّه شهراً لنشاطاتٍ اجتماعيّةٍ و ثقافيّةٍ تفيد من الإعلام و الإعلام البديل ، و كلّ وسيلة اتصالٍ متاحةٍ لتغرس ثورة الرّابع عشر من تمّوز في عقول و قلوب العراقيين ، لعلّنا نكون بإزاء خلق وعيٍ عراقيٍّ ثوريٍّ مؤمن بأهميّة النّضال من أجل غدٍ عراقيٍّ مزدهرٍ بأنوار الحريّة و العدالة الاجتماعيّة .
رفيقاتي رفاقي ، إنّنا إذ نضع بين أيديكم رسالتنا هذه ، و ما بلورناه و نبلوره من أفكاارٍ و أطروحاتٍ ، و ما نملك من مؤهّلاتٍ و قابليّات ، نناشدكم بإيمانكم بالعراق و أهله و هويّتكم المدنيّة اليساريّة الدّيمقراطيّة ألا تجعلوا من الرّابع عشر من تمّوز مجرّد ذكرى عابرة ، و لا تجعلوه يوماً للبكاء على الأمس المجيد الموؤود .
و في الختام ، نتمنّى أن يتوّج نضالنا المشترك بالظّفر.
دمتم للعراق بكلّ تنوّعه الاجتماعي الثّقافي ، و لهويّتنا المدنيّة اليساريّة الدّيمقراطيّة .
الشاعر رائد محمد نوري
في الساعة السابعة من صباح يوم الاثنين الثامن و العشرين من آيار مايس عام 2012 .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تموز على الأبواب فاغتنموه
رائد محمد نوري ( 2012 / 5 / 29 - 06:41 )
في العام الماضي لم يكن استثمار تموز في حراكنا الشعبي بالمستوى المطلوب و هذا ما دعاني لكتابة هذه الرسالة لعل اليسار يفلح في إعادة إنتاج حراكنا الثوري


2 - ايادينا ممدوده للجميع
عبد الحسن حسين يوسف ( 2012 / 5 / 29 - 07:11 )
دعوة كريمه من مناضل ا شعر من خلال كلماته ان وحدة اليسار لم تغب عن عينه لنستثمر هذه الدعوة والدعوات التي سبقتها من الرفيق رزكار عقراوي وغيره الكثير ليكون لنا اجتماع تحضيري لكل قوى اليسار العراقي دون استعلائيه وتصور اي منا انه اليسار لوحده فقط .. نحن في اتحاد الشيوعيين في العراق نمد ايادينا الى الجميع وبدون شروط مسبقه وفي اي مكان وزمان من اجل ان نخطوا خطوة الى امام فهل من يد اخرى تمتد نحونا ؟؟؟ تحياتي للاخ العزيز رائد محمد نوري


3 - شكر و تقدير
رائد محمد نوري ( 2012 / 5 / 29 - 13:03 )
الأخ عبد الحسن حسين ، أنا مع كل جهد طيب من أجل العراق و من أجل هويتنا اليسارية الديمقراطية أعلن استعدادي للانخراط في أي جهد يستثمرالرابع عشر من تموز نقيضاً للراهن المقيت مباركة جهودكم ومتوجة بالظفر إن شاء الله

اخر الافلام

.. جامعة كولومبيا تلغي حفل التخرج الرئيسي جراء الاحتجاجات المؤي


.. بالمسيرات وصواريخ الكاتيوشا.. حزب الله يعلن تنفيذ هجمات على




.. أسقط جيش الاحتلال الإسرائيلي عدداً كبيراً من مسيّراته خلال ح


.. أردوغان: سعداء لأن حركة حماس وافقت على وقف إطلاق النار وعلى




.. مشاهد من زاوية أخرى تظهر اقتحام دبابات للجيش الإسرائيلي معبر