الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محاولة لقراءة المستقبل القريب

عماد عبد الملك بولس

2012 / 5 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


(إلي أي هاوية تتجه البلاد؟)

عندما يكون البناء كبيرا، لابد من عناية خاصة عند هدمه، فلا يمكن هدمه من أحد جوانبه و إلا انهار خارج دائرته و هذا قد يجعله يصيب ما حوله بشكل غير مدروس و خارج السيطرة، إذن يتطلب الهدم عناية بما يحيط بالمطلوب هدمه، و خصوصا لو كان هذا الهدف في وسط الزحام. الهدم في الحالة المصرية سهل، و لكن لماذا لا يضربنا أعداؤنا ضربة قاتلة و نحن ضعاف؟ هل لأننا لسنا ضعافا و نحن لا ندرك هذا؟ هل لأن عدونا يستفيد من وجودنا بالشكل الذي نحن عليه أكثر من ضربنا و استعدائنا !!!؟ أي أننا أصبحنا نعمل لصالحه فلا تجب التضحية بنا؟؟؟؟!!!

في لعبة الشطرنج الدولية الضرورية الكبري (وهي لعبة رقعتها العالم، و لاعبوها هم كل الدول، و قطع الجيوش هي شعوب هذه الدول، و تعمل كل دولة لصالحها، و تسخر كل إمكانياتها لصالح شعبها. في هذه اللعبة يستفيد كل طرف من أخطاء الطرف الآخر، و يدرسه و يرصد احتياجاته لديه، و جديده الذي يمكن أن يفيده، فالــ"حاجة" و الــ "مصلحة" هي اسم اللعبة).

و قواعد هذه اللعبة ترسخت منذ القديم، وهي تتبدل كل يوم و تتطور بالتطور الإنساني، و كلما صارت الدولة "ديناميكية" صارت أكثر قدرة علي الفوز في اللعبة، و الفوز في اللعبة لا يكون لفرد، بل لشعب، و الشعب / أو مالك أمر الشعب، يحدد مكاسبه أو خسائره، و هذه بدورها تدخل في تطور اللعبة.
و الشعب المصري تحول إلي شعب "ديناميكي" فاعل بعد نزع ما كان يعزله عن الفعل و التفاعل، فماذا حدث بعدها؟ حدث تدخل في مساره ليقوده إلي مصالح أخري غير مصالحه، بحجج ميتافيزيقية تبرر ذاتها بخدمة الدين و باستعادة المجد التليد، أي تتبني معارك ماضية و تتجاهل اللعبة الحديثة، و هذه خدعة لأرباب هذا المبدأ ذاتهم، لأن عدم إدراكهم اللعبة يجعلهم يخسرون الرؤيا فورا و يتبنون الوهم و بالتالي لا يصلون لشيء.

دعونا نتخيل اللعبة من وجهة نظرنا كمصريين:

ألم يكن الأجدر بنا الانتباه لما نملك لحمايته من السلب في وقت ارتباكنا؟ (لم نفعل: تعدينا علي الأرض الزراعية و خالفنا قوانين البناء، و سرقنا الوقود المدعم و ساعدنا علي انتشار الفوضي بالاحتجاج الذي بلا عائد، الخ ...)

ألم يكن الأجدر بنا النظر إلي ما يقوينا و الابتعاد عما يضعفنا؟ (لم نفعل: خالفنا الدرس القديم: الاتحاد قوة، و ضربنا بعضنا ببعضنا و استسلمنا لكل ما يفرقنا، حتي كدنا نتوه عن هويتنا الوطنية)

ألم يكن الأجدر بنا اللجوء إلي أهل العلم لقيادتنا في الطريق الجديدة التي طرقناها بدلا من الارتجال و الاستئساد الفارغ الجاهل؟ (لم نفعل: بل ادعينا العلم، و استجبنا لمن ضللنا بشعارات عاطفية بلا معني و لا نتيجة)

ألم يكن الأجدر بنا توحيد جهودنا فاتجاه طلبات مترابطة نعرف إلي أين تقودنا؟ (لم نفعل: بل نظرنا تحت أقدامنا و كنا مفعولا به في كل الحالات!!! لأننا لم نفكر أو نخطط)

و ما علاقة هذا بالمستقبل؟

الجواب: الموقف من الرقعة في اللعبة هو ماضٍ لا يتغير بمجرد الإدراك، و لا بالرغبة، بل بالتخطيط و العمل و المثابرة، و الدفاع عن المكتسبات، و إن لم ندرك الموقف نُقاد من فخٍ إلي فخ، و نصادر مستقبلنا (بالمناسبة: المستقبل يمكن أن يتغير بالعمل، و العمل وحده، أما إذا استسلمنا و نمنا في أحضان أوهامنا، فاستمرار الانزلاق و التردي).

المثال الحي: خانة انتخابات الرئاسية، يمكننا أن نجعلها بداية، إذا أعملنا عقولنا و لم نستسلم للضجيج الخادع و الشعارات العاطفية الرنانة و الفارغة، بسؤال بسيط: أين مصلحة الشعب أي الوطن؟ و أين نقف في الرقعة (الداخلية و الخارجية) و ما حركتنا القادمة و ما ارتباطها بما فات و كيف نصل إلي هدفنا؟ (هدفنا هو مصلحة الوطن)

لمعرفة الخطوة القادمة، لابد من الإجابة علي بعض الأسئلة:

• هل في الاستسلام للارتباك الحل، و تعطيل كل الإجراءات؟ النتيجة ستكون إعادة كل شيء من البداية إلي النقطة صفر، و بقاء المجلس العسكري، ماذا يستفيد المجلس من بقائه إن كان سيرحل في كل الأوقات؟ الإجابة ليس المجلس هوالمستفيد لكن من المستفيد بانشغال الجيش بالداخل لأطول وقت؟ هل هناك حرب سنفاجأ بها؟ أم هناك مؤامرة لضربنا من الخارج؟ أم أن المجلس يدبر أمرا (لا نعلمه و لا يجب أن يعلمه العامة) لم يكتمل و يريدون إطالة أمد بقائهم فوق في السلطة لاستكماله؟

• هل نغفل عن تأسيسية الدستور و المرتبطة بمستقبل الشعب إلي عشرات قادمة من السنين؟

• ماذا لو تم حل مجلس الشعب؟ ما الخطة البديلة؟ و في هذه الحالة هل تكون تأسيسية الدستور كأن لم تكن؟ و هذه خسارة وقت.

• ماذا لو تم تمرير تعديل قانون السلطة القضائية؟ ما تداعياته؟ و هل يتم التوازن بين السلطات؟ هل لابد من تكليف خبراء من كل الأطياف

• هل ما تُلعب معنا هي لعبة غزة؟ و كلنا يعرف نتيجتها.

• أسئلة الحكومة القادمة:إعادة هيكلة الشرطة و هل تُدرج الميليشيات بها و كيف تنكسر الدولة البوليسية بما لا يكسر الدولة ذاتها؟ الاقتصاد و كيف تتهيأ مفاتيحه لمن يمسك بها؟ هل تتغير قوانين الأزهر (و الكنيسة)؟ هل تتغير عقيدة الجيش بعد كل هذا؟


إن عرفنا الإجابات نستطيع التحرك لمصلحتنا، و اختيار خانة واحدة للحركة، لكنها في الطريق إلي مصالحنا، و إن لم نعرف، ستكون الحركة عشوائية، و ستجلب خسائر جديدة، فماذا نريد؟؟؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تناور.. «فرصة أخيرة» للهدنة أو غزو رفح


.. فيديو يوثق اعتداء جنود الاحتلال بالضرب على صحفي عند باب الأس




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر تطورات القصف الإسرائيلي في جميع مدن ق


.. حماس: تسلمنا المقترح الإسرائيلي وندرسه




.. طالب يؤدي صلاته وهو مكبل اليدين بعدما اعتقلته الشرطة الأميرك