الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رؤية عن: قراءة في كتاب ريتشارد دوكنز ( الجين الأناني ) للزميل د. آدم

أبُو ذَرّ الجبوري

2012 / 5 / 29
الادب والفن





رؤيـــة عن: قـراءة في كـتـاب ريتشارد دوكـنـز ( الجين الأنـاني ) للزميل د. آدم

فــي المنتـدى الثقـافي العراقي: من 1-2


الجزء الاول



تمهيــد

لا نطمح ان نكوَن مقدمة للموضوع الان، بل نعتبرها تمهيدا، كي تكون مدخلا هامشي، للنظر في المشروع بعنوانه اعلاه، الذي فوق جبهتي. ولا أدَعاء في التشرَح او التفسير التأويلي، على أمسية قراءة في كتاب ريتشارد دوكنز (الجين الاناني:1989) للزميل د.آدم. التي أقيمت في حوار مفتوح على موقع المنتدى الثقافي العراقي على البالتوك، والتي قام على الاشراف والأدارة للجلسة الحوارية مدير المنتدى د. خيرالله سعيد. يوم السبت المصادف 19/5/2012، والتي تحلى بحضورها نخبة من المثقفين، والمشاركة تنصبت لكلا الجنسين. بل هو تمهيد وجد لنفسه موقعا هامشيا لما طرأ في القراءة، وما نقله لنا بجمالية، تستحق التنقيب على ما أنبته وتنبه به المحاضر، لما كتبه دوكنز لكتابه المذكور.

عرج الدكتور آدم، في محاضرته الفكرية، غاية في المتعة والاهمية، عن قراءته لمؤلف كتاب الجين الاناني او الاصطفاء الانتخابي للنشؤ والارتقاء الطبيعي، لمسار نظرية التطور لدى البروفيسور ريتشارد دوكنز. والجين الاناني يشير ببساطة، بتمثيل الامتناع عن المشاركة للاخر، في المساهمة القيمية السلوكية لدى كل واحد للاخر، في أستقطاب ملاحظة التبادل والتلاقح والكفاح التجريبي المشترك. كما هو لدى سلوك انثى فرس النبي ووجبتها الغنية والدسمة والغير إيثارية (بقضمها العضو الذكري بعد جماع الذكر لها، ثم تتدرج بقضم رأسه نهائيا، أن لم تقضمه بكامله قبل الجماع) وكذلك (طائر النورس ذات الرأس الاسود، الذي يلتهم فراخ طيور النورس الجاره له، لمجرد خلوها بمفردها). وهناك أيضا السلوك الايثاري، لدى بعض الحيوانات، في حماية أصنافها من الاعتداء (كالطيور الأم التي تطلق الاصوات لحماية أفراخها من الثعالب).

تلك تمثل تطورات لمنبهات درء الخطر قبل وقوعة. وهذا تفسير الاعتقاد الخاطئ في صناعة الصورة الذهنية المجردة لدى الفاتك. أيضا لدى الفصيلة الواحدة في المشاركة، والمصالحة الجينية، في الصنف الوظيفي للبقاء والتكاثر، من خلال المنبه الصوتي للتخليد الإثاري للأنتقاء الجيني بالبقاء . لكن هل هذا الانتقاء يمثل أنتقاء لعقد اجتماعي ام عقد أنتقائي فردي/صنفي.؟ أم عقد أقلية ترفض التضحية من أجل اي صنف أخر.؟ المبرر بالبقاء مدة أطول في أرث الانتقائية الطبيعية بميزة البقاء الاطول مدة والدائمة والاقوى في نقاءها.! وعدم أنضمام اي متمرد مختلف بين أصنافها، الذي يعد لها أنهيار وأنتهاكا، للعقد الانتقائي الصنفي الموحد، وسيحوؤل بها عدم البقاء، في نموها الجيني، بسبب الاختلاف والمزاحمة، في النزوح الاناني، من الاصناف الاخرى بالبقاء ومن ثم صراعها.؟!. لكن الانتقائيون الطبيعيون أعترفوا بأن هذه النظرية محالة، بسبب أقرار الجين الاناني بالبقاء خالدا. ثم أن الافراد تدرك تبصرها بالبقاء هذا، هوبمثابة خوف الآخر، والأنعزال والأندثار على مستوى أنهيار التنافس الفردي. وهذا الاقرار بالاختلاف، يمثل قرارا واعيا، بمخالفته النظم التقليدية، امام قيامه بواجبه المناط عليه علميا على الاقل.

الأمسية أظهرت علامات أختلاف وليس تقارب، بين العلوم الإنسانية والعلوم الطبيعية التجريبية، ولاسيما ،في مجال التفاعل المنهمك، بين العلم والأدب والفن وهي تتوجه الى ذاتها، وفي سياق الحوارما بين الثقافة العلمية والثقافة الإنسية التي تتقاذف بقراءة فتح الهلالين لها... وقد دار الحوار بين العلوم الطبيعية التجريبية ووثيقة القراءة لمشروع دوكنز العلمي والثقافي. بمثابته مشروع يستحق الدراسة والتعقيب “رغم مرور ربع قرن على اصادار طبعته الاولى:1989” التي قادته رحلته الفكرية والبحثية من أستشعار أنهيار المشروع الانساني من داخل ارادته الدونية، التي طوى عليها قوى الكارثة الدينية في رسمها أشباح الخوف، التي تطرح تجددها، في الكائن، للنهاية الكارثية، بما لم يحقق العلم لكينونته في ازالة ما قدمه من نتائج مغايرة، في وعود الانوار للانسان المحايث.

البعض من الحاضرين، أنخرط ميله بالتفكير، نحو منهج العلوم الإنسانية، الذي تُوج في المداخلات والاسئلة التي عبرَ فيها، بهدف، إعطاء توجه مشترك من داخل منهجيات المعلن عنها في هذه العلوم. بالرغم من ان تلك العلوم كانت تتحرك في ظل المأسسة الدينامية، في نظام خطابي ضمني، بصفة الظواهر الخفية، لظواهر ومحددات الطرق العلمية، وأكتشافاتها، في العقلنه، والبرهان، لما أصبح جلياً في مقياس المعارف في ظاهرها، وكوامن محضها المؤول في أفتراضتها الاولية والتأويل بالمعنى للنتائج. الذي أخضع السلطات الدينية الى البحث عن مفسرَ للأنظمة المعرفية الكامن وراء النصوص المقدسة للاديان وتعاليمها عن الانظمة الفكرية السابقة. وهذا الكتاب كما كتابه الاخر “وهم الرب” لعب دورا فاعلا، في البحث عن الدور المعياري، للاخلاق المصدرة من المؤسسة الدينية، في الخطاب الاخلاقي والتهذيبي الموجه للأنسنة في التهميش، وعدم أحقيتها في البحث في طرق العقلنة والبرهنة في كشف المسافة اللامتعينة للمحيط. فلمجرد أنطلاق الجلسة للمحاضر يظهر هناك تتبع لرسم هندسي من الافكار في الطرف الاخر، لم ينظر لها ولو هامشيا، بأن ثمة اولويات قد تعلن شكلا معينا، قد توصل المحيط وذات الاخر، وبالتالي يغدو ما توصل اليه دوكنز في مقابل أعادة أنتاج مغاير لهامشية الاخر، اي تحديداً مركزاً ومتعيناً بلا حدود. لكن هذه الموضوعيات وجدية الخوض فيها، تؤكد نتائجها شكل العلاقة.

وقد ركّز المحاضر والمشاركون في بعض التلاقي، على وحدة الموضوع بين الكون والحياة. رغم تشقق المحتوى المنهجي لكليهما، وقد جاءت بذلك من تعددية المناهج في التفكير المترامي لكل رأي، حاول ان يطرح او يبين وجهة النظراوالتعبير عنها. وهذا أمر مشروع وملزم في التعبير، وهذا ما يؤكد كل ما لبث ان يثبت ويعيد انتاج مركزيته.فهذا أمرا مبعثراًوبدائياً وغريبا ومتخلفا ومرتهنا لطقوسه وعاداته الغرائبية في المختلف، بل هو أكتشافه في اختلافه الحقيقي في مغايرة كيفية أعادة أنتاج مركزيته. وهذه الفارقة في المختلف لا تدخل في جغرافية اللامفكر، في مساحة المختلف الغرائبي في وجود المفكر الجيني وتجاوزه.

كما حاول البعض أن يساهم بالاستماع لذاته في أخضاع تلك المنهجيات مع الحاضرين بمساهمتهم للاستفادة من المتعين التلاقحي التي قد تقوده الى مشروعه الفكري ومحاولة في أعادة المنتج للخريطة الهندسية للافكار لتحقيق التطابق في أنظمته المعرفية أن كان ثمة تفاوتا هائل في القطيعة بينها ما بين العلوم الطبيعية والاقتصاد والبيولوجيا في فقهه اللغوي. كما أن لمثل هذه الموضوعات الدقيقة والتخصصية الممتعه، تعتبر مشاركة الاخرين بالحضور دعما تمثيلياً لمشروع التنمية الثقافية وتوسيع تطويرها في أطار المنتدى الثقافي العراقي، ودعما لآلية تمثيله الذهني في تجسيد ومواصلة ما فيها من تحولات ثقافية وفكرية رئيسية، فرض المنتدى استقلاليته بعقدها الفكري، بنسيجه المتكامل، كمرجعية رئيسية في تناوله مجمل الموضوعات العقائدية والسلوكية والتفاوت والانقطاع بالمشاركة.

ولهذه الموضوعات، التي اختارها المحاضر بتوافق، مع الهدف النبيل، للمنتدى وادارته، في أحتضان مثل هذه التجارب الحوارية، ويمكن تلخيص ما يمثله من تمثيل يسوده حقيقة الميادين المعرفية في الاستمرارية ، الذي يقود منطوقه الحضاري، في ما يعكسه في أتجاهه بتبني العلوم الانسانية وفق منظومته الفكرية للأطار المعرفي.

في تراكم الحصائل للامسية ، أنها فتحت لنا ممرا متسقا ومبسطا، في التطرق بعمق الى بعض جوانب من العينات التفصيلية الحوارية اللامحددة، من خلال الابواب التي طرقت في أثارتنا بطموح معرفتنا وتغذيتها بميلاد جديد من المعارف وحصائد الفكر. رغم كان لدى الحضور أسئلة كثيرة، لكن للأسف لم يسمح الوقت للاجابة من قبل المحاضر. وما لفت حقا هو رغم الزمن المحدد، وكثافة الردود، والاسئلة، والمداخلات المتزاحمة، والحيوية والتفاعل الجذاب حقا، بجميع المداخلات التي كانت فاعلة وهادفه، بغض النظر عن الثغرات وتقطعاتها، الا أنها تحدثت عن نفسها في أنعكاس المحفلال فكري الحر.وهذا لم يعيبها بل منحها رُقيا أضافيا. التي أنسجمت مع سعة وتبحر المحاضر الفكرية في أهمية النقاط التي اثارها في قراءته لكتاب ريتشارد دوكنز(الجين الأناني). أهم النقاط الجوهرية التي خرجت فيها الامسية:
• تقديم المحاضر في فك التشابك الغامض في المصطلحات،التي لا تتوافق مع اختزال الإنسان إلى توضيح بنيان المصطلح صوري الغامض للمتلقي ، وعلاقته في مفهوم رؤية تصنيفات الاختزال للواقع، وكشفها بطرق منيرة، لتعظيم دور العلوم للانسان بمستوى واحد يحكمه منطق واحد، هو الحرية الفردية في تحسين مستوى ادوات التفكير، الذي جاء من ضمنها كتاب ريتشارد دوكنز.

• تقدم المحاضر للخيارات وتعددالرؤىالجديدة لتطور العلومالطبيعية،التي تذهب إلى محاولة دفع المشاركين بالبحث عن آالية جديدة في المصالحة ما بين المنضوين تحت تخصص العلوم التجريبية والطبيعية مع أظهار وجه التمايز مع العلوم الإنسانية. وهنا لابد الاعتراف من عقدها ومشاكلها المتراكمة في حيزها الفكروي.

• طرح المحاضر الى الوظائف العضوية بكليهما الملموسة والمجردة، في التعدد الانتخابي الطبيعي لتلك الجينات في سياق تنقيب تعاظم المشاركة والتفاعل الفكري التي تضع الإنسان في مرتكز مهم من الكون وما يبذله العلماء من مشاركة للفهم وتطوير أكتشافاتها المتعاقبة، وهي تسلم بأن التطور العلمي يجب أن يكون في خدمة الإنسان على مستوى السلوك والتعلم بنعمة اثارة الجدل بالسؤال... في الوقت الذي أصبح الفرد فيه ضائعاً أمام المعرفة الهائلة والمجزأة تقليديا، التي أخذت تجر به جراً إلى الاغتراب والحيرة، التيدفع ثمنها غاليا، مبتعداً بها عن أهداف حياته وبناءها الداخلي.

لقد وضعت هذه النقاط اعلاه نصب أعيننا، لكي نتوجه بها الى فك طلاسمها الدقيقة الانتقائية الفردية المعرفية والعلمية ومنظومة الانتقائية الكليّة لعقدها الاجتماعي، بفصول لاحقة. كما نوضح بأطر وأبعاد ما جاءت به الامسية وما قام به ريتشارد دوكنز من قراءة علمية وفلسفية ضخمة في أعادة بناء رسم المناهج العلمية والفكرية بمسارات واضحة في خطها العلمي المستقيم والمتطور بتفاعله مع الحياة والكون.

من دون حدود أن وجهات النظر النقديه اليه مستقرة بين المناهج بأقرار واعي، من دون رخاء أناني. كما نرى أيضا أحقية في المساهمة لهذه الظاهرة بدراستها علميا، والى متابعة اليوم المحجموعات العلمية ومراكزها البحثية في أخر ما وصلوا به لحماية ودفاع الايعاز الانساني الذي يثير أنتباهنا في دعم فصيلة العلماء في التطور والبحث في الاثارة العلمية للتعجيز المندهش في الاهتمام. وان كان ذلك شؤوم لدى الاخرين في الحكم القضائي على المواصلة في بقاءنا. بالاضافة النظر التى تخوم الميتافيزياء لنعاود طرح الأسئلة التي عجز العلم عن الإجابة عنها بتحسين مستوى النظر اليها من زواياها الصحيحة. لكن يبقىن ونحن في صدد ما فرضته أراء دوكنز كردم لتلك الفجوة من اجابتها على بعض الاسئلة المستعصية كانت.

شكرا مجددا لأدارة فريق عمل المنتدى الثقافي العراقي، على أتاحتها لنا هذه الموضوعات في المشاركة الفاعلة، وللضيوف والاصدقاء في مداخلاتهم ذات الجين الفردي والاجتماعي في أخصابهم موضوعات الامسية، وشكر خاص ايضا للادارة الفنية التي تقودها بشغف الفنانة (منمن) اللائقة بنفحاتها للأختيار في المقطوعات الموسيقية العابقة والانشراح والذوق المميز، والاستاذ المتميزسامر عنكاوي في متابعته ومداخلاته الفاعلة والحريصة في وحدة الموضوع وتنشيط الذاكرة لوحدة العقل الانساني وتعميم الاخلاق الحسنة.



وأخيراً، ما سنحاول به الان هو دعوة ندرجها عامة، لتغذية وتطوير المعلومات التي أجريت في الامسية، لفتح الحوار الثقافي المفتوح من له باع متبادل في موضوع الامسية، ومن له وجهات نظر تتبلور في تغطية نقطة الانطلاق وتطويرها.



ملاحظة: التكملة للبقية، ستكون في مواصلة باقي الحلقات لاحقا



د. أبـُو ذَرّ الجبوري

جامعــــة طوكيــــو
22/5/2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية


.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي




.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب


.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?




.. قصة غريبة عن أغنية أنساك لأم كلثوم.. لحنها محمد فوزي ولا بلي