الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكون المهيب : شئ ما ناقص - ماهو؟

مجدي زكريا الصايغ

2012 / 5 / 29
الطب , والعلوم


بعد التحديق فى النجوم فى ليلة حالكة وصافية ندخل بيوتنا مقشعرين من البرد ومنبهرين بالمنظر.ورؤوسنا تدور من روعة الجمال ومن كثرة التساؤلات. لماذا وجد الكون؟ من اين اتى؟ والى اين يمضى؟ هذه الاسئلة يحاول كثيرون الأجابة عنها. بعدما صرف الكاتب العلمى دنيس اوفرباى فى الابحاث فى علم الكون خمس سنوات حملته الى مختلف المؤتمرات العلمية ومراكز ابحاث فى مختلف انحاء العالم. وصف محادثة جرت بينه وبين الفيزيائى العالمى ستبفن هوكنغ : فى النهاية ماأردت معرفته من هوكنغ هو ما كنت دائما اريد ان اعرفه من هوكنغ اين نذهب عندما نموت.
رغم ان الكلمات تبدو تهكمية فهى تكشف الكثير عن عصرنا. فالتساؤلات لا تدور كثيرا حول النجوم نفسها وحول النظريات والأراء المتناقضة التى يعلنها علماء الكون الذين يدرسونها. فالناس اليوم لا يزالون يتوقون الحصول على اجوبة حول الاسئلة الجوهرية التى تراود الجنس البشرى منذ الاف السنين : لماذا نحن موجودون؟ هل يوجد اله؟ اين نذهب حين نموت؟ اين الاجوبة عن هذه الاسئلة؟ هل هى موجودة فى النجوم؟
ولاحظ كاتب علمى اخر يدعى جون بوسلو انه عندما هجر الناس الدين صار العلماء. كعلماء الكون يشكلون الكهنة المثاليين لعصر علمانى. فهم من سيكشفون الان كل اسرار الكون تدريجيا. لا القادة الدينيون. ولكن لن يكون ذاك فى هيئة تجل روحانى مفاجئ انما فى شكل معادلات غامضة لايفهمها احد سوى هؤلاء العلماء المرتسمين. ولكن هل سيكشفون كل اسرار الكون وبجيبون عن كل الاسئلة التى تراود الجنس البشرى منذ اقدم العصور؟
ماذا سيكشف علماء الكون الان؟ يتبنى معظمهم احدى صيغ الانفجار العظيم اللاهوتية التى صارت بمثابة دين علمانى فى زمننا. مع انهم لايتوقفون عن المجادلة فى الوقت نفسه حول التفاصيل. ولكن كما ذكر بوشلو : على ضوء الملاحظات الجديدة والمتناقضة صارت نظرية الانفجار العظيم تبدو اكثر فأكثر كتفسير بولغ فى تبسيطه الى حد اغفال الجوانب المعقدة للمسألة وذلك فى بحثهم عن عن الحدث الخلفى. وبحلول اوائل التسعينات صارت نظرية الانفجار العظيم.... عاجزة بشكل متزايد عن الاجابة عن الاسئلة الاهم. واضاف ان رأى عدد ليس بالقليل من واضعى النظريات هو انها لن تصمد ابدا.
ربما سيتبين ان بعض التخمينات الكونية الحالية صحيحة. وربما لا- كما انه ربما هنالك كواكب تندمج داخل الوهج الشبحى لسديم الجبار. وربما لا. انما انما الواقع الذى لاينكر انه لا أحد على وجه هذه الارض يستطيع ان يجزم بالأمر. صحيح ان النظريات تزداد لكن المراقبين الصادقين يرددون الملاحظة الذكية التى ذكرتها مرغريت غلر انه رغم الاستفاضة فى الحديث عن هذا الموضوع يبدو ان شيئا جوهريا ناقصا فى المعرفة العلمية الحالية عن الكون.
ماينقص - تقبل مواجهة الوقائع غير المستساغة
معظم العلماء - ويشمل ذلك معظم علماء الكون - يؤيدون نظرية التطور. والكلام الذى يعطى الذكاء والقصد دورا فى نشأة الكون لايستسيغونه وهم يقشعرون من مجرد ذكر الله كخالق حتى انهم برفضون التفكير فى هذه الهرطقة. يتكلم المزمور 10 العدد 4 باستخفاف عن الشخص المتشامخ الانف الذى لايسأل عن الله وفى كيده يقول لا أله. فمعبوده المبدع هو الصدفة. ولكن مع ازدياد المعرفة وانهيار الصدفة تحت وطأة البراهين المتزايدة. اخذ العلماء يوجهون انتباههم اكثر فأكثر الى الامور المحظورة كالذكاء والتصميم. تأملوا فى الامثلة التالية
من الواضح ان عنصرا اساسيا مفقود فى دراساتنا الكونية. ان اصل الكون مثل حل مكعب روبيك يتطلب ذكاء كما كتب الفيزيائى الفلكى فرد هوبل فى كتابه الكون الذكى.
كلما فحصت الكون ودرست هندسته اكثر وجدت ادلة اكثر على ان الكون بمعنى ما لا بد انه عرف اننا قادمون - ازعاج الكون بقلم فريمان دايسن.
اية مميزات فى الكون كانت ضرورية لظهور المخلوقات مثلنا نحن. وهل كان بواسطة الصدفة ان وجدت هذه المميزات فى كوننا ام هنالك سبب اعمق؟ . . . هل هناك خطة اعمق تؤكد ان الكون صنع خصوصا لأجل الجنس البشرى؟ المصادفة الكونية بقلم جون غريبن ومارتن ريس.
ويعلق فرد هوبل ايضا على هذه الخصائص فى كتابه المقتبس منه اعلاه فيقول: ان مثل هذه الخصائص يبدو انها تسرى فى نسيج العالم الطبيعى كخيط من الصدف السعيدة. ولكن هنالك الكثير جدا من المصادفات الغريبة والجوهرية بالنسبة الى الحياة بحيث يبدو ان تفسير ما مطلوب لتعليلها.
ليس الامر فقط ان الانسان متكيف مع الكون. فالكون متكيف ايضا مع الانسان. هل تتخيلون كونا تغير فيه احد الثوابت الفيزيائية اللابعدية الجوهرية بنسية مئوية ضئيلة بطريقة او بأخرى؟عندئذ سيكون مستحيلا ان يظهر الانسان فى كون كهذا. هذه هى النقطة الرئيسية فى مبدا وجود الانسان. ووفقا لهذا المبدأ هنالك عامل معط للحياة كامن فى قلب كامل الية العالم وتصميمه - المبدأ الكونى لوجود الانسان. بقلم جون بارو وفرانك تبلر.
فى المقالة القادمة : الله التصميم واثوابت الفيزيائية
الى اللقاء








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب أردوغان يلوم وسائل التواصل الاجتماعي بعد نتائج الانتخابا


.. يمكن رؤية أحدها من السعودية ومصر.. 4 ظواهر فلكية ينتظرها الع




.. دون ألم الـ-كيماوي-.. طبيبة سورية تبتكر علاجا ضد سرطان الرحم


.. جريمة نزع أعضاء -طفل شبرا- تكشف حقائق مفزعة عن مواقع بالإنتر




.. زيارة مركز لعلاج السرطان.. أول نشاط الملك تشارلز بعد عودته ل