الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتخابات بداية الحلم الطويل للعراقيين

طارق الحارس

2005 / 2 / 2
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


* شكرا بوش ... شكرا بلير ... شكرا غازي الياور ... شكرا أياد علاوي ... شكرا للأحزاب العراقية ورجالها الشجعان الذين ساهموا باسقاط النظام الصدامي ... شكرا لكم جميعا لأنكم تركتم لي حرية الانتخاب والادلاء بصوتي للمرة الأولى في حياتي بحرية ودون ضغط أو خوف .

* سألني صديقي قبل دخولي القاعة المخصصة للاقتراع عن القائمة التي سأنتخبها . قلت له :
هل تصدق أنني لم أحسم أمري لحد هذه اللحظة فقد فكرت أن أضع صوتي للقائمة الكردية فهي تستحق أن نقف معها جميعا ، إذ إن الشعب الكردي دفع ثمنا كبيرا من أجل الوصول الى هذا اليوم ، كذلك فكرت أن أضع صوتي لقائمة الائتلاف الموحد ، تلك القائمة التي تمثل شريحة كبيرة من شرائح المجتمع العراقي وهي الشريحة التي لازالت الأمهات فيها تبحث عن عظام أبنائهن في المقابر الجماعية . أشعر أيضا أنه لابد لي من أن أعطي صوتي الى القائمة العراقية التي يقودها الدكتور أياد علاوي فهذا الرجل عمل بهمة ونشاط خلال مرحلة ترأسه لمجلس الوزراء بعد تسلم السلطة من الحاكم الأمريكي بريمر بالرغم من صعوبة المرحلة . شعرت أيضا أن قائمة اتحاد الشعب تستحق أن أمنحها صوتي وكذلك فان قائمة الرئيس عجيل الياور تستحق أن أمنحها صوتي ، لكن لا أخفيك يا صديقي أنه ليس من الممكن أن أمنح صوتي الى قائمة مشعان الجبوري ، تلك القائمة التي أطلق عليها تسمية قائمة ( المصالحة والتحرير ) ، إذ أنني لم أفهم ما يقصده الجبوري بالمصالحة ومع من هذه المصالحة ، إذ أنني لا أشعر أن لدي مشكلة مع شخص ينتمي الى المذهب السني كون صدام حسين كان سنيا ولا أشعر أن لدي مشكلة مع شخص مسيحي كون طارق عزيز كان مسيحيا ولا أشعر أن لدي مشكلة مع شخص شيعي كون سعدون حمادي كان شيعيا ولا أشعر أن لدي مشكلة مع شخص كردي لأن طه محيي الدين معروف كان كرديا .ان مشكلتي هي مع صدام وزمرته المجرمة ومع كل من سانده ومع من لازال يسانده . ان مشكلتي هي مع المجرمين والمرتزقة الذين قتلوا أبناء شعبي وبددوا ثروات العراق وهؤلاء لا يمكنني مصالحتهم ، بل أنني أنتظر بلهفة لا حدود لها اليوم الذي يقف هؤلاء فيه المجرمون خلف القضبان لتتم محاكمتهم من قبل القضاء العراقي .

* شعر صديقي بندم كبير لأنه لم يشترك بالانتخابات ، إذ إنه كان ينتظر هذه المشاركة بلهفة كبيرة وكيف لا وهو الذي كان يعدها بمثابة رد من الردود العديدة على النظام السابق الذي قتل والده وشقيقه .

* صديقي الآخر الذي شارك بالانتخابات شعر برغبة كبيرة بالبكاء حينما دخل القاعة المخصصة لتسجيل أسماء الناخبين ، أما سبب ذلك فلأنه وجد تعاملا من الموظفين العراقيين المتواجدين في هذه القاعة لم يتعود عليه من قبل ، إذ إن هؤلاء الموظفين قد استقبلوه بالترحاب والابتسامات التي لم يتعود عليها خلال تعاملاته مع أزلام السلطة السابقة .
* من شمال النرويج اتصل صديقي المقيم هناك بعد عودته من السويد حيث شارك بالانتخابات هناك ليهنئني بالانتخابات واصفا اياه بالعرس العراقي . لقد شعرت بفرحته الكبيرة ، لكنه لم يخف حزنه لأن زوجته لم تسنح لها المشاركة في هذا العرس كونها لم تعد من فريضة الحج في مكة المكرمة .

* أحد أصدقائي من الذين لم يقتنعوا بجدوى الانتخابات قال لي : لِمَ تذهب الى الانتخابات وتحمل نفسك مشقة السفر أكثر من 1500 كم ذهابا وأيابا وتخسر مالا أنت في أمس الحاجة اليه ، ثم ألا ترى أن أمرها محسوما لفلان وعلان .
قلت له : أما مشقة السفر فقد تعودت عليها منذ خروجي من العراق ، إذ قضيت السنوات التي تلت خروجي بالترحال هنا وهناك ، وأما المال فد تعودت على أنه يأتي ويذهب في الأحوال كلها ، وأما أمر الانتخابات فأنا لا أرى أن أمرها محسوما كما تظن الا في ناحية واحدة هي أن الجمعية الوطنية ستكون هذه المرة ممثلة لطوائف الشعب العراقي جميعه وليس لممثلي حزب البعث فقط ويكفينا ذلك بالرغم من أن هناك أسبابا عديدة من الممكن أن أذكرها لك ساهمت في ذهابي للمشاركة بالانتخابات . هذه الانتخابات يا صديقي هي بداية الحلم الطويل للعراقيين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حُرم من حلمه والنتيجة صادمة ونهاية حب مأساوية بسبب الغيرة! ت


.. إيران تلغي جميع الرحلات الجوية.. هل اقتربت الضربة الإسرائيلي




.. ميقاتي لسكاي نيوز عربية: نطالب بتطبيق القرار 1701 وأتعهد بتع


.. نشرة إيجاز - مقتل شرطية إسرائيلية وإصابات في بئر السبع




.. اللواء فايز الدويري والعميد إلياس حنا يحللان المعارك الضارية