الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل اصبح حب الوطن سبه؟

رعد عباس ديبس
(Raad Abaas Daybis)

2012 / 5 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


منذ ان تعلم الانسان القديم الزراعة نمى عنده حب الارض وازداد انتمائه للمكان وعندما تهاجم الارض
من قبل أناس غرباء أو حيوانات كان يستبسل في الدفاع عنها وصد هذا الهجوم , وعندما كبرت هذه
التجمعات باتلافها مع بعض وخاصة بين الاقارب والعشائر كونت البذرة الاولى لما يسمى الآن بالوطن.
وعند بداية تكوين الاوطان كانت عادة ما تحوي جماعة من اصل واحد وهذه الجماعة كونت لها مشتركات
عديده من لغة وثقافة ومعتقدات فاطلق عليها قوم او قومية, وعندما تطورت الحياة واخذ الناس من غير
سكنة هذه التجمعات يردون اليها للبحث عن مأوى او عمل كبرت هذه التجمعات واصبح يطلق عليها كلمة
شعب, وارتبط هذا الشعب بالارض والارض أحيت بالشعب ومنذ ذلك الحين وهناك ترابط عضوي بينهما
بحيث لايستطيع احدهما العيش بدون الآخر, فلا تستطيع الارض ان تزدهر وتثمر وتصبح معطاء بدون
شعب ولا يستطيع الشعب ان يتوحد ويتماسك ويحافظ على هويته من دون ارض. ولذلك اكدت الاديان
على قدسية الدفاع عن الارض واعتبرتها احد اسباب الجهاد والشهادة, وكذلك جميع المرجعيات المادية
اكدت على قدسية الدفاع عن الوطن وقد ضحى احرار العام في كل مكان للدفاع عن اوطانهم في فرنسا
والاتحاد السوفيتي وبريطانيا وامريكا والهند وامريكا اللاتينية وامريكا الجنوبية وفيتنام وكوريا والبلدان
العربية, ولا يزال جرح فلسطين ينزف لانهم يريدون لشعبها ان يعيش بلا وطن, وقد ضحى الفلسطينيون
, ولا يزالون, بخيرت شبابهم رجالا ونساء من اجل استعادت وطنهم السليب.
وقد تغنى الشعراء بالحنين الى الوطن والالتصاق به ,وهذا شاعرنا الرصافي يقول
بلادي وان جارت علي عزيزة وقومي وان شحو علي كرام
والسياب يعشق حتى ظلام العراق حين يقول
الشمس اجمل في بلادي من سواها
والظلام حتى الظلام
هو اجمل لانه يحتضن العراق
والجواهري يحيي دجلة عن بعد فيقول
حيية سفحك عن بعد فحييني يا دجلة الخير يا أم البساتين
حييت سفحك ضمان ألوذ به لوذ الحمائم بين الماء والطين
والشاعر الكبير ناظم حكمت يصرخ
لو وضعوني في الجنة لصرخت اه يا وطني
وحتى امهاتنا وجداتنا أكدن على الراحة والعزة في الوطن حين قلن ( رحت لبيت الله مثل بويتي
لا والله ) فهن يقسمن بالله بان حتى وهن في بيت الله الحرام لم يجدن الراحة مثلما يجدنها في
بيوتهن واوطانهن.
وبعد كل هذا يخرج عليك من يقول انا لا تهمني الاوطان وانما يهمني الانسان , فأي قيمة للانسان
بدون وطنه, ومن تجربتي الخاصة في الغربة لمدة 35 عام تنقلت خلالها في بلدان كثيرة وقابلت
الكثير من من الاقارب والاصدقاء وتوصلت الى نتيجة ان الانسان في الغربة ليس سوى رقم
ولكن في وطنه هو سيد مهما كانت الظروف فهو بين اهله واحبائه والكل يقدره ويحترمه, ومهما
اخذ المغترب من الجنسيات فالكل ينظر اليه على انه غريب وفي بعض الاحيان بدونية وخاصة
لنا نحن المسلمون والشرقيون. صحيح ان المغترب وخاصة في دول اوروبا الغربية وبالاخص
الدول الاسكندنافية يعيش وسط الخدمات الراقية جدا ويستطيع ان يمارس طقوسه ويبدي ارائه
بشكل حر, ولكن شعوره بالحياة معدوم , وكما قال لي احد الاصدقاء الذين يعيشون في السويد
( ان الحياة هنا هي موت بطيئ , ولكن موت نظيف وراقي).
اخذتني الاشجان بعيدا عن صلب الموضوع وهو الوطن فالعالم كله يفتخر بوطنه ويطالب
بالمحافظة على ترابه وماءه وسماءه و ذلك مسموح به للجميع ما عدى العراقيين فاذا دعى
احدهم الى وحدة بلاده اصبح شوفيني ومتعصب ودكتاتوري, ومن العيب عليه الدعوى لذلك
لانه يصب في خانة اعلاء الوطن على الانسان , ولا اعرف من اين يحصل الانسان على
حقوقه اذا لم يكن له عنوان على هذه الارض وعنوانه هو وطنه, وحتى اللاجئين فانهم يعطون
حق اللجوء لان في اوطانهم مشاكل فلا يحصل على حق اللجوء من ليس له وطن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حيوان راكون يقتحم ملعب كرة قدم أثناء مباراة قبل أن يتم الإمس


.. قتلى ومصابون وخسائر مادية في يوم حافل بالتصعيد بين إسرائيل و




.. عاجل | أولى شحنات المساعدات تتجه نحو شاطئ غزة عبر الرصيف الع


.. محاولة اغتيال ناشط ا?يطالي يدعم غزة




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة