الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليس بالكره وحده يحيا العراق - رسالة عتب إلى حوارنا المتمدن

باسل سليم

2005 / 2 / 2
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


سئل غاندي مرة عن رأيه في شرعة حمورابي القائلة : " العين بالعين" فـأجاب : "سيمسي العالم بلا عيون عندها" . أي سنصبح عميان إذا اصررنا على شرعة حمورابي ..
للأسف الشديد تحفل المواقع المختلفة في الانترنيت بالكراهية والحقد على الفئات والطوائف والمجموعات القومية والدينية المختلفة ، ولا يخلو الامر أن يصل إلى الحوار المتمدن التي من أهم شروط النشر فيه عدم تناول مجموعة دينية أو عرقية أو غيرها من المجموعات بالسباب والتحريض .
إلا أن المقال المسمى ب "الغالبية تكسب" للمدعو جورج المصري خرج على كل معيار ، وتجاوز كل حدود معقولة للحوار المتمدن .. فهو يقول بالحرف الواحد: " يعتقد الوهابيون السنة من مرتزقة العراق" مهاجما السنة كطائفة دينية بمجموعها واصفا جميعهم بالوهابيون والمرتزقة .. ثم يمضي بالقول : " هذا ما ربحه السادة سنة العراق" في الدلالة على أنهم خسروا في انتخابات العراق لأنهم لم يشاركوا ..
والكلام التالي لا داعي للاستشهاد به فهو على نفس المنوال وإن كان يدل على شيء فهو يدل على الكراهية والتحريض عليها التي نفترض من حوارنا المتمدن أن لا
يقبل بهما ..
فالفهم العام لأوضاع العراق تجعلنا نفهم أن السنة لم يحكموا العراق فيما مضى كطائفة ، فالكثير من أبناء الطوائف الاخرى شاركوا في الحكم والاضطهاد ... كما أن السنة ليسوا وحدهم المقاطعون للإنتخابات فهناك الكثير من الشيعة الذين قاطعوا وغيرهم من الافراد والاحزاب لأسباب يرون أنها معقولة للمقاطعة أو المشاركة لا دخل لنا بها ..
فالعراق بلد يضم الكثير من الطوائف والاثنيات التي لن تتعايش بالاتكال على خطابات الكراهية لذلك ندعو الى العلمانية حيث لا افضلية لمواطن على مواطن ، ولذلك نرفض المحاصصة الطائفية أو الاثنية لأنها لا تعني إلا ترسيخ المجتمع الطائفي التمييزي حيث يصبح التمييز مشرعنا مقوننا وهو ما يرفضه وينفر منه أغلب العراقيين
لا نمانع بأن يعبر الناس عن أفكارهم فتلك حرية التعبير مصونة للجميع ، أما التحريض على طوائف بالاسم فذلك مما نراه بعيدا عن المنطق والعلم .
فالناس تختلف مصالحهم ورؤاهم وتصوراتهم ، فيصبح بلا معنى الحديث عن الشيعة كمجموعة واحدة فالتباينات التي ستجدها بين الشيعة أنفسهم أوسع من التي ستجدها بين الشيعة وغيرهم من الطوائف ..
ولا معنى للحديث عن الاكراد بمجموعهم ففي ذلك ظلم لهم وتحريض على التمييز القائم ضدهم ، فالاكراد كغيرهم من القوميات يتنوعون في دياناتهم وتوجههاتهم السياسية وإلا لوجدناهم كلهم في حزب واحد ويصبح معنى العبارات المجانية من مثل الحديث عن أن الاكراد معنيون بتقسيم العراق نزعة قوموية ضيقة تحرض على العنف بين الجماعات ...
نعرف أن الحوار المتمدن لا يقوم بالتدقيق على المقالات التي ترد إليه لكن أن يصبح عدم التدقيق مدعاة لنا للخروج على القواعد الاساسية والمنطقية للحوار فذلك مما لا يحتمل ...
من حق الناس أن يعبروا عن أفكارهم بالطريقة التي يرونها مناسبة ، لكن نقول لأولئك الذين يدعون للعنف ويحرضون على فئات بعينها أن المشكلة في فهمهم لتلك الفئات لا في تلك الفئات نفسها فهي كأي مجموعة من البشر تنطبق عليها قوانين السلوك البشري ، سواء كانت مسلمة أو مسيحية أو بوذية ، حيث أن هذه القوانين واحدة محكومة بالهدف من هذا السلوك وبالطريقة التي يعبر بها عن هذا الهدف ..
عودة إلى غاندي الذي جاءه رجل وقال له أنه قتل طفلا من الطائفة الأخرى وأنه يشعر بالذنب مما فعل فقال له غاندي : "حاول أن تجد طفلا من نفس الطائفة قتل أبواه ولا معيل له وقم بتربيته " ، لم يكن غاندي مسالما للمسالمة فقط ، بل أن حدسه السياسي وفهمة للثقافة الهندية وتنوعها أدى به إلى تبنى أذكى الطرق في التعامل مع هذا التنوع فإذا اراد الناس في دولة متعددة الطوائف كالهند أن يتبعوا شرعة حمورابي لرأينا سكان الهند بلا عيون ..
وسلامي للحوار المتمدن ولعراق يحيا بالحب لا بالكراهية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المئات يفرّون من مناطق القتال في منطقة خاركيف وسط تقدم روسي


.. تقارير إسرائيلية: حزب الله يحضر لخوض حرب ضد إسرائيل قبل عام 




.. مدير مستشفى الكويت في رفح يطالب بحماية دولية بعد مطالبة الاح


.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - إسرائيل تؤكد تنظيم حماس قواتها في




.. تحقيق يكشف غياب حدود واضحة لما سمته قوات الاحتلال المنطقة ال